في ظل الاحتجاجات التي تعيش على وقعها مدينة المكناسي منذ أيام واصل أمس المعطلون عن العمل تحركاتهم بمساندة أغلب الحساسيات حيث شاركوا في مسيرة جابت بعض شوارع المدينة رفعت خلالها شعارات تطالب بالتنمية والتشغيل. وشدد المحتجون على مواصلة تحركاتهم بعد ان اختاروا نصب خيام قرب محطة القطار حيث عبروا على تشبثهم بمواصلة اعتصامهم وعدم فكه قبل تحقيق مطالبهم التي اعتبروها مشروعة لما تعانيه الجهة من تهميش وغياب للتشغيل والتنمية رغم ما قامت به من دور في الاطاحة بالنظام الاستبدادي .وفي سياق متصل أكد المحتجون على سلمية تحركاتهم ورفضهم القاطع لمختلف أشكال العنف والتخريب رغم غلقهم للسكة الحديدية وعدم سماحهم بمرور القطار. تهديد بالتدخل الأمني وفي تصريح خص به "الصباح" أكد منسق الاعتصام رمزي حمداوي ان اللقاء الذي جمع بعض ممثلي المعتمدية بوالي سيدي بوزيد أول أمس لم يكن ايجابيا باعتبار ان الوالي لم يبد اهتمامه بالحلول التنموية بقدر تهديده بالتدخل الأمني على حد تعبيره . واضاف" احتجاجاتنا سلمية ومطالبنا مشروعة وسنواصل نضالنا من أجل تحقيق مطالبنا في ظل الأوضاع المأساوية التي يعاني منها سكان المدينة على جميع المستويات والتي ازدادت أكثر في ظل الجفاف وارتفاع الأسعار..اننا نشعر فعلا ب"الحقرة" في ثنايا تجاهل الحكومة ولا مبالاتها ولن نضع حدا لاحتجاجاتنا الا بتحرك فعلي وتفاعل جدي من الاطراف المسؤولة." مساندة جمعية "صوت المقاوم التونسي" وفي الوقت الذي أصدرت فيه جمعية "صوت المقاوم التونسي" بيانا أكدت فيه تضامنها مع الحراك الاجتماعي بالمكناسي المطالب بالحق في التشغيل والتنمية أكد احمد بن مكركب ساكري رئيس الجمعية ل "الصباح" " اننا نساند ابناءنا في مطالبهم المشروعة و الوقوف معهم هو واجب لردم الهوة المصطنعة التي خلقت بين الاجيال في العهد السابق و اليوم سنقف صفا واحد لاسترداد حقوقنا وحقوق ابنائنا". ومن جهته استطرد بوجمعة صعدولي الكاتب العام للجمعية قائلا " لن نسمح باي شكل من الاشكال بان يعيد التاريخ نفسه فنحن من حررنا البلاد من الاستعمار و ابناؤنا حرروها من الاستبداد ولئن سرق حقنا في التمتع بخيرات بلادنا لن نسمح بان يسرق حق ابنائنا" نموذج للمدن المهمشة ودعا أنور الطاهري الأمين العام لحزب الوفاء لتونس الذي يوجد مقره الرئيسي بالمكناسي الى ضرورة معالجة مشاكل التنمية والتشغيل بالجهة باعتبارها كانت على مر التاريخ وقودا لثورات فكان لها نصيب الاسد من الشهداء في الثورة ضد المستعمر الفرنسي و كانت صاحبة الريادة في ثورة 17 ديسمبر و لكن كان نصيبها من كل ذلك هو التهميش فبعد ان كانت تمثل نواة مدينة صناعية في عهد الاستعمار منجم ومغسلة فسفاط و سكة حديدية تستقطب العمالة من مالطا و اسبانيا و ليبيا اصبحت الان خالية من اي مشروع تنموي بل انها اصبحت مدينة منفرة لابنائها على حد تعبيره. انطلاق منجم الفسفاط في أكتوبر اعلن ممثلون عن شركة فسفاط قفصة أمس ان بداية استغلال منجم الفسفاط بمعتمدية المكناسي سوف لا تتجاوز شهر اكتوبر القادم. واشار رئيس مشروع ام الخشب بشركة فسفاط قفصة منصف الاسود خلال الجلسة التي عقدت بمقر ولاية سيدى بوزيد بحضور عدد من الفنيين وخصصت لتسريع عملية استغلال المدخرات الفسفاطية بالمكناسي الى ان الشركة قد قامت بالعديد من التجارب الصناعية والمخبرية اثبتت جودة الفسفاط المستخرج من جبال المكناسي. ومن جهته ذكر مدير التخطيط الناصر ملايل ان الكلفةالجملية للاستثمارات بالمنجم قدرت بحوالي 80 مليون دينار وانه سيتم انتداب حوالي 150 شخصا خلال المرحلة الاولى من المشروع و450 شخصا. ويبدو ان الاعلان عن هذا الاجراء مثل أولى البشائر على درب معالجة التنمية والتشغيل بالجهة والذي من شأنه أن يعيد الأمل للأهالي المحبطين في انتظار خطوات واجراءات أخرى تساهم في دفع التنمية بجهة طالما عانت من التهميش والنسيان والتفقير.