تونس - الصباح: تعد تونس حاليا أربع محطات عصرية للمعالجة بالمياه المعدنية الحارة ثلاث منها تابعة للقطاع الخاص وهي: محطة حمام بورقيبة بولاية جندوبة محطة سيدي زكري بجربة و محطة قربص بولاية نابل و الرابعة محطة جبل الوسط بزغوان التابعة للقطاع العام. ونظرا لقلة المحطات الاستشفائية رغم ثراء معظم الجهات التونسية بمياه جوفية معدنية حارة تم بعث دراسة إستراتجية للنهوض بالسياحة الاستشفائية بالمياه المعدنية انطلقت منذ عامين و تمتد إلى أفق 2016 تهتم بتأهيل القطاع و تشجع على الاستثمار الخاص. هذا ما تولى تقديمه فرج دواس الرئيس المدير العام لديوان المياه المعدنية خلال اللقاء الذي نظمته الجمعية التونسية للتنمية السياحية مؤخرا حول الوضع العام لقطاع الاستشفاء بالمياه المعدنية وتأثيره على السياحة.و أشارت جملة الملاحظات التي تم عرضها إلى الفرص الاستثمارية المشجعة في ميدان السياحة الاستشفائية بالمياه المعدنية كما أبرزت في هذا الإطار المكانة المرموقة التي تحتلها الوجهة التونسية في مجال المعالجة بمياه البحر باعتبارها تمثل الوجهة الثانية عالميا بعد فرنسا.وتطرق العرض إلى مبادرة الديوان التونسي للمياه المعدنية بإعداد كراس شروط ينص على توفير جودة الخدمات و السلامة الصحية التي تفتقر إليها جل المراكز التقليدية حاليا و يخول كذلك للمراقبة المستمرة لهذه المراكز. وفي هذا السياق تناولت الملاحظات المدرجة جملة من التشجيعات و الحوافز التي يوفرها ديوان المياه المعدنية للاستقطاب المستثمرين على بعث المشاريع الخاصة و تنظيم النشاط المرتبط بالقطاع. و كشفت عن جملة المشاريع التي سيقع الشروع فيها بداية من السنة الحالية في ميدان المعالجة بالمياه المعدنية وفق نموذج الحمام التقليدي المتطور و تم الإشارة كذلك إلى مشاريع المحطات الاستشفائية المندمجة في كل من قربص و الخبيات بقابس و بنت الجديدي التي قدرت كلفة استثماراتها المتوقعة في القطاع العام نحو 28.3 مليون دينار منها 17مليون دينار لمنطقة قربص. وأكدت جملة المقترحات على ضرورة تفعيل دور ديوان المياه المعدنية و العمل بالتعاون مع الديوان الوطني لتنمية سياحة المعالجة بالمياه المعدنية و إنقاذها من التهميش لترتقي إلى رتبة مجال المعاجلة بمياه البحر. كما أشارت المقترحات إلى ضرورة إعداد دراسة خاصة بالأسعار المعتمدة في المراكز السياحية الاستشفائية لملائمتها لميزانية الحريف التونسي من ناحية و قدرتها على تغطية مصاريف الخدمات السياحية الاستشفائية من ناحية أخرى. ومن هذا المنطلق دعت مجمل المقترحات إلى العمل على تنمية الموارد البشرية والتكثيف من البحث العلمي لتكوين إطارات طبية في مجال المعالجة بالمياه المعدنية للرقي بمستوى الخدمات المقدمة و بلوغ هدف جعل من تونس وجهة سياحية صحية تضاهي المراتب العالمية . كما نصت المقترحات على أهمية تركيز خطة تسويقية ترويجية لمنتوج المعالجة بالمياه المعدنية لبلوغ هدف جعل من تونس وجهة سياحية استشفائية نموذجية مستقطبة للسائح الراقي. وشددت المقترحات على أهمية إرساء خطة شاملة تتكامل فيها ادوار كافة الهياكل المتدخلة لمزيد دعم منتوج السياحة الصحية الراقية و الحد من نقائصها.