رغم توقعات وزير السياحة الحالي المتفائلة بشأن عدم تأثير الأحداث الجارية في جبل الشعانبي على الموسم السياحي،إلا أن تواصل هذه الاحداث وتطورها اليومي لا سيما بعد أحداث الأمس التي أسفرت عن انفجارات وخسائر أخرى وحديث المحللين عن بداية حرب طويلة مع الإرهاب في تونس، تؤكد دون شك أن تصريحات الوزير المتفائلة قد لا تجد ما يدعمها على أرض الواقع. وخلال الحديث مع المهنيين في القطاع وخاصة بعض وكالات الأسفار لا يخفى هؤلاء مخاوفهم بأن تكون الأعمال الإرهابية الأخيرة في الشعانبي "الرصاصة التى ستجهض على موسم الذروة وعلى امكانية تجاوز النتائج السلبية التي يعانى منها القطاع السياحي في تونس". وتشير آخر الإحصائيات إلى تراجع المداخيل السياحية بأكثر من 3 بالمائة إلى حدود 20 أفريل الفارط مقارنة بالسنة الفارطة في حين تقارب نسب التراجع 5 بالمائة مقارنة بالسنة المرجع 2010. تأثر السوق الجزائرية كما تراجع عدد السياح الوافدين من مختلف الأسواق السياحية ووصلت نسب التراجع إلى حدود النصف في السوق الفرنسية مقارنة بنتائج 2010. كما تراجع مردود السوق المغاربية (تراجع ب 1,4 بالمائة في عدد الوافدين ). ومن شأن الأحداث الجارية على الحدود الغربية التأثير سلبا على توافد السياح الجزائريين في ظل تواصل العمليات العسكرية لمواجهة ومحاصرة المجموعات الإرهابية المسلحة على امتداد المناطق الحدودية الجزائرية التونسية. وللأسف تتزامن هذه الأحداث مع الحملة الترويجية التي أقرها سابقا ديوان السياحة لشهر ماي الجاري في محاولة لأنقاذ موسم الذروة. وتشمل الحملة الترويجية السوق الجزائرية إلى جانب الأسواق التقليدية الأوربية. جدوى الحملة الترويجية وأعلن ديوان السياحة أنه خصص حوالي 65 مليون دينار للحملة الترويجية لموسم الذروة والهدف المرسوم هو استهداف حجوزات اللحظة الأخيرة للسياح لا سيما وأن الحجوزات العادية عن طريق وكالات الأسفار ومنظمى الرحلات انتهت عمليا إلى حدود الثلاث أشهر الأولى من السنة الجارية.ووفقا للمؤشرات الأولية فلن تكون حظوظ تونس فيها وافرة وذلك لصالح وجهات أخرى منافسة على غرار تركيا والمغرب. وتثار اليوم عديد التساؤلات حول الجدوى من تنفيذ هذه الحملة الترويجية في ظل الظروف الأمنية الحالية في البلاد.ويتخوف البعض أن تكون مرة أخرى أموالا مهدورة لن تجدى نفعا مثلما حدث مباشرة بعد الثورة عندما عارض كثيرون القيام بحملة ترويجية كلاسيكية وصرف أموالا طائلة والنتيجة معروفة سلفا. إذ يشير البعض إلى أن من سيقررون القدوم إلى تونس من عدمه لن يكون دافعهم التأثر بالحملات الترويجية. فهل بالإمكان اليوم مراجعة شكل وصيغة الحملة الترويجية المقررة مسايرة للمستجدات أم أن الوقت قد فات وحصل ما في الصدور؟؟