قال الباجي قائد السبسي رئيس حركة نداء تونس في افتتاحه أمس أشغال المجلس الوطني للحركة بتونس إن "الأزمة في جبل الشعانبي متواصلة وهي موجودة في مناطق أخرى مثل عين دراهم وفي الغابات والمناطق المتاخمة للعاصمة لأنه تم اختيار تونس قطبا للإرهاب الدولي" ووصف قائد السبسي ما جرى في جبل الشعانبي ب"المسألة الخطيرة والقضية القديمة"، مشيرا الى أن "الجميع يعرف ان التجربة بينت ان الجماعات الجهادية تعمل حسب أجندة تتكون من ثلاث مراحل بدءا بالتدريبات والجاهزية القتالية وصولا الى التصفيات الجسدية" ولاحظ أن "هذه الجماعات وجدت في تونس هامشا كبيرا للتحرك نتيجة تراخي الدولة في مواجهة هذا الخطر" كما عبر عن استغرابه من دعوة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي مؤخرا الى عدم التهويل وتشبيه ما يجري اليوم باحداث الروحية في فترة حكومة الباجي قائد السبسي مضيفا: "رئيس حركة النهضة لا يعرف أن تلك الفترة تزامنت مع الحرب في ليبيا ودخول اكثر من مليون و300 الف من جنسيات مختلفة الى التراب التونسي دون ادخال اي قطعة سلاح لان الجيش وقوات الامن كانوا مرابطين على الحدود، كما تم آنذاك التصدي الى سبع شاحنات محملة بالسلاح حاولت الدخول الى التراب التونسي من يسيرون البلاد ليسوا منزهين وفي سياق خطابه قال قائد السبسي "من الأسباب التي أدت الى تردي الاوضاع مؤخرا هو أن من يسيرون البلاد ليسوا منزهين من مسؤولية الوصول الى هذا الوضع الذي يعتبره البعض منهم مسألة بسيطة.. لكن انا أعرف الشعانبي والصعوبات والمزالق التي فيه، ومن المؤكد ان للارهابيين خيوطا مع بعض المواطنين الذين وفروا لهم الاكل" واكد انه "لا يمكن مقاومتهم دون التنسيق مع الطرف الجزائري.. الى جانب الاستعانة بالمقاومين في تلك المنطقة" المصالحة وجدد رئيس حركة نداء تونس التأكيد على "أن النجاح في تونس لا يمكن ان يتم الا عبر المصالحة بين الحكومة والشعب التونسي وفي حال لم تسترجع الحكومة ثقة التونسيين لا يمكن السيطرة على الارهابيين متسائلا: "هل بإمكان الحكومة الحالية ان تسترجع ثقة الناس فيها؟" ونبه الى تراخي الدولة وما نتج عنه من احداث خطيرة ومن تشجيع للعنف من قبل ما يعرف بروابط حماية الثورة انقلاب على الاتفاق والتفاف على الثورة وفي ما يتعلق بالعمل صلب المجلس الوطني التأسيسي قال قائد السبسي "رغم أنني غير مقتنع بانتخاب مجلس تأسيسي لسن دستور في ظرف سنة لكن منذ وصولهم الى الحكم انقلبوا على الاتفاق وحولوه الى مجلس تشريعي وهذا التباطؤ وتطويل الفترة الانتقالية خلق حالة إحباط لدى المواطنين" وذكر بأن "الدستور الجديد حسب البعض مشروع ملغم سيخرجنا من الدولة المدنية الى الدولة الدينية أو بالأحرى الى حكم الخلافة وهذا ما يثبت انها ليست حكومة ثورة كما يدعون بل هي التفاف على الثورة لان من قام بالثورة هم شباب ليس لهم زعامات او إيديولوجيات" واستبعد قائد السبسي ان يتم اجراء انتخابات في 2013 دون الانتهاء من كتابة الدستور وتشكيل هيئة الانتخابات الاقتصاد ساء بفعل فاعل على الصعيد الاقتصادي اكد الباجي ان الوضع "يزداد سوءا خاصة ان تونس اصبحت غير مؤهلة للاقتراض"، مشيرا الى ان "تردّي الوضع الاقتصادي هو بفعل فاعل خاصة بعد تراجع اهم القطاعات التي يقوم عليها الاقتصاد الوطني على غرار الفسفاط والسياحة" وفي سياق خطابه قال ان البلاد "لا يمكن ان تسير إلا بالتوافق والحوار ولا حل غير هذا وفي المقابل حركة النهضة لا تؤمن بالحوار ولا يمكن التعامل معها الا اذا غيروا ما بأنفسهم وحركة نداء تونس هي مسؤولة امام ما يجري لانها ليست حزبا ستالينيا وليس لها شيخ يسيرها ورهانها هو كسب معركة الديمقراطية" وأضاف قائلا: "هناك امكانية لإخراج البلاد من عنق الزجاجة ودون حركة نداء تونس لن تحل المشاكل" برنامج الحركة سينشر قريبا من جانبه ذكّر الطيب البكوش الامين العام لحركة نداء تونس بفكرة تأسيس الحركة وإحداثها رسميا في أواسط 2012 وأفاد أن نشاط الحركة يرتكز على النشاط الداخلي حيث تم التركيز على مواصلة الهيكلة بصفة مكثفة وتشكيل لجنة هيكلة تجتمع دوريا للنظر في مطالب تكوين هياكل، وقريبا ستكون للحزب جميع التنسيقيات الجهوية في حين تم إحداث 90 بالمائة من التنسيقيات المحلية وبخصوص برنامج الحركة قال "البرنامج موجود وسينشر قريبا في الوقت الذي نراه مناسبا للنشر" اما النشاط السياسي العام للحركة فيتكون حسب البكوش "من محورين الاتحاد من اجل تونس الذي يقوم على تجميع القوى الديمقراطية وكان ذلك واضحا في اول بيان اصدره رئيس الحركة في 26 جانفي 2012 وبالنسبة إلينا الاتحاد من أجل تونس خيار استراتيجي لا مفر منه مهما كانت الاختلافات" وبالنسبة لمسألة تنشيط الحوار الوطني من جديد الذي دعا اليه اتحاد الشغل رأت حركة نداء تونس أن نجاح هذا الحوار يتطلب حضور جميع الأطراف السياسية والمجتمع المدني وفي ختام كلمته ذكر البكوش بإعلان الباجي قائد السبسي مؤخرا عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة قائلا "سي الباجي أحرجهم كثيرا ونحن نؤيده في ذلك إضافة الى أنه دائما يتصدر الطليعة في عمليات سبر الآراء الخاصة بالشخصيات السياسية في تونس" وأضاف "رئيس الحركة عبر عن نيته وليس عن قرار وفي حال قرر الترشح للرئاسة فسيعرض الموضوع على هياكل حزبه أما ما أعلنه مؤخرا فهو للرد على التهديدات المختلفة بالإقصاء"