ثلاثة سيناريوهات متوقعة ومتعلقة بإعفاء رئيس الجمهورية المؤقتة منصف المرزوقي من مهامه كرئيس للدولة بعد ان قدم نواب من المعارضة لائحة بخصوص موقفه من المعارضة التونسية اثناء زيارته الى دولة قطر منذ ما يزيد عن الشهر وغيرها من التصريحات. ويطرح ملف الاعفاء نقطتين أساسيتين تتعلق الاول بالبعد الديمقراطي للدعوة وسعي اصحاب الدعوة أي المعارضة- من الاستفادة من هذا المبدإ قدر الامكان في حين تشكل الدعوة اختبارا حقيقيا لاحزاب الترويكا في الكشف عن مدى تماسك احزاب الحكم وقدرتها في التعاطي مع "شبح الإعفاء" الذي يهدد المرزوقي. ووفقا للنص القانوني وبحكم الفصل 13 من القانون التأسيسي عدد 6 فان النظام الداخلي للمجلس التاسيسي "لم ينظم طريقة واجراءات الاعفاء واكتفى فقط بمعالجة المسألة خلال الفصل المذكور، ولم يضبط النص القانوني آجالا واضحة لانهاء مهام الرئيس لكنه اشترط 109 أصوات للاعفاء او ما يعرف ب50 زائد 1". وفي حال أن تمّ التصويت بالاعفاء فان رئيس الجمهورية يعفى يوم التصويت ويتولى رئيس المجلس الوطني التأسيسي مهام رئيس الجمهورية طيلة الفترة الممتدة من تاريخ الاعفاء الى تاريخ اعادة انتخاب رئيس جديد على ان لا يتجاوز ذلك 15 يوما من بداية الإعفاء. وتبقى مسألة بقاء المرزوقي واعفائه من مهامه كرئيس للجمهورية خاضعة الى حسابات سياسية محتملة تحكمها عدد من سيناريوهات واهمها: * السيناريو الابيض: من المؤكد ان تسعى كتلة حزب المؤتمر الى مناقشة المسألة مع شريكيها في الحكم التكتل والنهضة ضمن تنسيقية "الترويكا" قصد الخروج من الجلسة العامة دون ان تحقق المعارضة هدفها باعفاء المرزوقي وهو سيناريو من شانه ان يؤكد مدى صلابة الاحزاب الحاكمة في التعامل مع الملفات السياسية المشتركة واذ يبدو هذا السيناريو هو الاقرب الى الحقيقة فان ذلك لا يمنع امكانية وجود سيناريو آخر. * السيناريو الرمادي: وهو إمكانية واردة أيضا بما يعنيه ذلك من فرضية وجود بعض "الانفلاتات" في التصويت أي ان يصوت اعضاء من "الترويكا" (خاصة من كتلة حركة النهضة) ضد المنصف المرزوقي دون ان يدرك العدد المطلوب للاعفاء والمتمثل في 109 أصوات وهي فرضية متطابقة لما حصل مع محافظ البنك المركزي حين صوت أعضاء من الكتلة النيابية لحزب المؤتمر ضد هذا الاختيار حين اعتبروا ان تعيين الشاذلي العياري هو إعادة إنتاج للتجمعيين في "حكومة الثورة". * اما السيناريو الأسود للمرزوقي فيكمن في التصويت "بنعم للإعفاء" وذلك بالنظر الى حقيقة العلاقة بين النهضة من جهة ومنصف المرزوقي من جهة اخرى والتي تجسدت في كثير من الاحيان في شكل حرب باردة بين الطرفين كان أقصاها دعوة المرزوقي في شهر ديسمبر الماضي الى تشكيل حكومة مصغرة لتسيير الاعمال وهو ما اثار حفيظة النهضويين حينها. كما أنه من المنتظر ان تقوم "مجموعة" حركة الوفاء بدور مهم في حال أن تم التصويت على اعفاء رئيس الجمهورية وذلك بالعودة الى حجم الخلافات بين المرزوقي والاعضاء المنسحبين من حزب المؤتمر والمشكلين لحزب الوفاء بزعامة عبدالرؤوف العيادي.