علمت"الصباح" أن مصالح الإدارة المركزية لمكافحة الإرهاب للحرس الوطني بالعوينة اعتقلت في ساعة متأخرة من مساء يوم أمس الأول الأربعاء المشتبه به الرئيسي في قضية مخزن الأسلحة النارية الذي اكتشف في شهر فيفري الفارط بجهة المنيهلة من ولاية أريانة، واقتادته إلى المقر الأمني لمواصلة التحريات معه، وذلك في أعقاب كمين نصبته له بمنطقة المنيهلة إثر عملية استخباراتية نوعية ودقيقة تواصلت لعدة أسابيع. وكانت وحدات الحرس الوطني بالمنيهلة حجزت يوم 20 فيفري الفارط كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة داخل مستودع بالمنيهلة وأوقفت شخصا على ذمة الابحاث إثر شكاية وردت على مسامع الأعوان مفادها تعرض سيارة تابعة للشركة التونسية للكهرباء والغاز للسرقة من قبل مجهولين، وبعد مراقبة مسلكها باعتماد نظام"جي بي أر أس"(GPRS) تبين أنها مخفية بحي شعبي بالمنيهلة وتحديدا بما يعرف بطريق الشنوة، فقام الأعوان بمسح الحي وحصر مكانها، وبالتنسيق مع السلط القضائية قاموا بمداهمة مستودع فعثروا على السيارة المسروقة إضافة إلى كمية من المواد الغذائية على غرار الحليب والأرز. مصدرنا أكد أن الأعوان وبتفتيش المستودع عثروا على صندوق كبير الحجم استرابوا في أمره، وبفتحه فوجئوا بوجود كمية من الأسلحة النارية والذخيرة والمتفجرات داخله، فطلبوا تعزيزات أمنية لتطويق محيط المكان خاصة وأن المستودع كائن بحي سكني شعبي، وبوصول التعزيزات رفعوا المحجوز المتمثل في عشر بنادق متطورة من نوع "كالاشينكوف" ورشاش من نوع "فال" وحوالي 20 قذيفة مضادة للطائرات من نوع "أر بي جي" وكمية كبيرة من الذخيرة الحية وحوالي11 قنبلة يدوية (رمانة) وكمية من المواد المتفجرة ومجموعة من الصواعق الكهربائية والأسلاك وعلب تحتوي على مواد خطيرة وجهازي هاتف لاسلكي وغيرها ونقلوه إلى المقر الأمني لجرده كما نقلوا السيارة المسروقة، وأوقفوا مالك المستودع، والذي بالتحري معه ذكر أنه سوغ المحل لشاب دون أن يكون على علم بمخططه أو بهدفه من وراء تسوغ المستودع. وبتقدم الأبحاث الحينية نجح الأعوان في تحديد هوية الشخص الذي تسوغ المستودع تبين أنه شاب في السادسة والثلاثين من عمره تقريبا محسوب على التيار السلفي الجهادي وسبق أن تحول إلى العراق على ما يبدو أين يرجح انتماءه لتنظيم القاعدة قبل أن يعود إلى تونس، وبعد أكثر من ثلاثة أشهر من الأبحاث المتواصلة في كنف السرية توفرت معلومة لدى الأعوان مفادها تواجد المشتبه به الرئيسي بالمنيهلة، فنصبوا له كمينا محكما أوقعوه فيه وحجزوا لديه –وفق مصدر غير رسمي- بعض الأسلحة ثم اقتادوه إلى المقر الأمني لمواصلة الأبحاث معه والتي يبدو أنها كشفت عن تخطيط الموقوف وأطراف أخرى مازال بعضها بحالة فرار -حسب مصدرنا- القيام بأعمال إرهابية وتفجيرات ببلادنا ويرجح أن تكون لها علاقة وطيدة بالعصابة التي كشفت في مدنين وحجز لديها كمية مهولة من الأسلحة والصواريخ المهربة من ليبيا، وسنعود للموضوع بأكثر تفاصيل حال ختم الأبحاث.