يعتبر الدكتور نصر بن سلطانة رئيس الجمعية التونسية للدراسات الإستراتيجية وسياسات الأمن الشامل أن أي عملية تشكيك في دور كفاءة المؤسسة العسكرية هو استهداف لمقومات الأمن التونسي ويشير محدثنا إلى أن فقدان الدعم الشعبي ودخول الشك لدى التونسيين في قدرات الجيش الوطنى هو حرب نفسية من شأنها إحداث شرخ في العلاقة بين الشعب والمؤسسة العسكرية تخدم بالضرورة مصلحة التنظيمات الإرهابية ويقول بن سلطانة إن التشكيك في قدرات الجيش استهداف ممنهج لضرب المؤسسة العسكرية ومحاولة لإدامة حالة الخوف وتحويلها إلى قناعة بالعجز على التصدى للظاهرة بما قد يرفع من أسهم التنظيمات الإرهابية والقاعدة في صفوف الشباب المؤمن بعقيدتهم. ودعا محدثنا إلى ترك المؤسسة العسكرية تعمل مع توفير الدعم لها. ويعتبر أن كل الإمكانيات التقنية والخبرات البشرية والتجهيزات موجودة لدى الجيش الوطني بما يمكنه من التعاطي مع الظاهرة ويشير بن سلطانة إلى أن حدوث عمليات إرهابية لا يعني فشل المؤسسة العسكرية في التعامل مع خطر الإرهاب وخير دليل على ذلك أحداث بوسطن الأخيرة بأمريكا فكل الاستعدادات الأمنية والتكنولوجيات المتطورة والإدارات المعنية بمقاومة الإرهاب لم تمنع حدوث تفجير وسقوط ضحايا ويستشهد محدثنا بالجزائر قائلا إنها تواجه الإرهاب منذ سنوات ولها إمكانيات وخبرات واسعة وإلى اليوم لم تأمن من خطر الإرهاب وتحدث إلى اليوم أعمال إرهابية "..فهل يؤشر ذلك على فشل المؤسسة العسكرية الجزائرية؟" يتساءل الدكتور بن سلطانة. ويرى بن سلطانة أن تعامل المؤسسة العسكرية مع الظاهرة تحكمه طبيعة التعاطي مع الإرهاب الذي تقوده منظمات وعناصر قادرة على التخفي وسط المدنيين "..كما أن الوضع في تونس بعد تغير مفهوم العدو من عدو يهدد أمن البلاد إلى صديق أو مكون من مكونات بعض الأطراف الداخلية.." ويفند رئيس الجمعية التونسية للدراسات الإستراتيجية وسياسات الأمن الشامل أن الجيش التونسي تعوزه القدرات البشرية والمادية والتقنية لمواجهة الإرهاب. ويعتبر في هذا الصدد بتاريخ ومسيرة المؤسسة العسكرية كدعامة تونس للأمن الداخلي والخارجي خير مؤشر على قدرة الجيش التونسي. ويستعرض الدكتور بن سلطانة تاريخ الجيش التونسي من 1811 عندما قام حمودة باشا "بتونسة" الجيش ليتولى الدفاع عن حرمة التراب التونسي والاستغناء عن الجيش الانكشاري التابع للإيالة العثمانية. ويضيف محدثنا أن مسيرة الجيش التونسي تمتد على أكثر من 200 سنة من التاريخ العسكري الموجه للدفاع عن مناعة تونس في بعدها الجغرافي. كما أن تعامل الجيش التونسي مع التهديدات الخارجية بعد الاستقلال كانت في مستوى عال من الكفاءة والمسؤولية ساهمت في تراكم الخبرة. ويذكر محدثنا التصدي لنشاط جيش التحرير الوطني التونسي في إطار الصراع اليوسفى البورقيبي والتصدي للتهديدات المصرية في إطار الصراع البورقيبي الناصري ودعم مصر للجيش التحريري وللقيام بمحاولات اغتيال استهدفت حتى شخص الزعيم بورقيبة والتي أدت إلى قطع العلاقات مع مصر في سنة 58