ندد فيصل التبيني رئيس حزب صوت الفلاحين بشدة بقرار توريد الخرفان قبل ستة أشهر من حلول عيد الأضحى متسائلا باستنكار واضح:"من أين ستأتي الدولة بالأعلاف لتأمين غذائها طوال هذه المدة والحال أن أسعار التبن و"القرط" في تصاعد مطرد عجز كثير من المربين عن مسايرة نسقه لتوفير أبسط حاجيات ماشيته؟" وأضاف في تصريح ل"الصباح" على خلفية القرار الأخير لوزارة التجارة التبكير بالترتيب لتوريد خرفان العيد لسد النقص المتوقع في رؤوس الأغنام هذا العام أنّه كان الأجدى التفكير في دعم الفلاح وتخفيف عبء الكلفة المتزايدة التي يتكبدها ليسترسل قائلا: "بدل الخرفان والمواد الفلاحية نحتاج إلى استيراد مسؤولين اقتصاديين يرفعون الضيم عن الفلاحين الذين تكبدوا مصاريف طائلة في عديد الأنشطة لتأمين استمرارية ماكينة الإنتاج. وعوض التفكير في جلب العلوش أو"التكتك" كما راج سابقا نحتاج أكثر إلى توريد الأدوية والمعدات الفلاحية ومستلزمات الإنتاج الزراعي،وفي هذه الحال كنا سنصفق جميعا لمثل هذه القرارات."وأشار إلى أن حماية القطيع المحلي يفترض إصدار قرارجريئ بعدم الذبح هذا العيد كما فعلت المغرب سنوات 1987 و1996 و2007. وفي علاقة بموسم الحبوب ووطأة النفقات المحمولة على المنتجين حذّر التبيني من أنّ الانتكاسة المسجلة هذا العام في المحاصيل والمقدرة بنقص ب40بالمائة ستتعمق أكثر الموسم القادم غير مستبعد أن ترتفع نسبة التراجع إلى 70بالمائة بسبب عزوف الفلاحين عن المواصلة في تكبد الخسائر وعدم إيفائهم حقهم في التعامل بأسعار مجزية للجهد المبذول داعيا إلى تعديل أسعارإنتاج الحبوب طبقا للنسبة العامة لتضخم القطاع المقدرة من قبل معهد الإحصاء ب6,5 بالمائة. ونبه إلى آثار الجفاف الحادة في عدد من المناطق وتأثيرها المباشر على الإنتاج مسجلا باستياء عدم قدرة عديد الفلاحين على جني أي محصول في كل من زغوان والكاف وسليانة. وعدم بلوغ البذور مرحلة التنبيت في القصرين وسيدي بوزيد. واستغرب المتحدث عدم تناول المسؤولين في افتتاحهم لمواسم الحصاد بالجهات هذا الجانب وعدم ابرازه إعلاميا. وبخصوص مادة الفلفل نقل ذات المصدر تذمرات الفلاحين بنابل والهوارية وسيدي بوزيد من رداءة الشتلات وهو ما دفع المنتجين هذه الفترة إلى تقليع منتوجهم متكبدين خسائر هامة. الفلاحون قوة انتخابية ضاغطة وفي موضع آخر من تدخله رد فيصل التبيني على سؤال يتعلق بالتضارب الحاصل في دعوته إلى النأي بالمنظمات الفلاحية عن كل توظيف سياسي والقطع نهائيا مع الولاءات الحزبية والحال أنه يتحدث بلسان الفلاحين بصفته رئيس حزب سياسي وهو حزب صوت الفلاحين موضحا بأن حزبه سياسي يحمل أفكارا ومواقفا وبرامجا في كافة القطاعات من تعليم ورياضة وثقافة وإعلام ..وهو ليس حكرا على الفلاحة، من منطلق أن الفلاحين هم السواد الأعظم من هذا الشعب وأنهم قادرون على إعلاء صوتهم للتعبير عن مشاغلهم. قائلا " نحن أكبر حزب في تونس والإنتخابات القادمة ستثبت ذلك وسنكون الأوائل في القائمات الفائزة."