ممثل عن سفارة تونس ببارن يزور الموقوف.. وإجراءات في الأفق المستشار الأول لدى رئاسة الجمهورية ل"الصباح": ايقاف مواطن تونسي 23 ساعة في زنزانة فضيحة وتعذيب وفعل غير مبرر ...وأخيرا تفاعلت السلطات التونسية رسميا مع قضية الموظف الرفيع المستوى السابق بمؤسسة(SNC Lavalin) الكندية التونسي رياض بن عيسى المحتجز في ظروف لا إنسانية بزنزانة انفرادية بسجن بارن بسويسرا منذ يوم 10 أفريل 2012 بعد استنجاد عائلته بها يوم الأحد الفارط على أعمدة جريدة "الصباح" إذ وبعد اتصالات ماراطونية وتنسيق بين رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية والسفارة التونسية بسويسرا قام ممثل عن المصالح القنصلية التونسية بسويسرا يوم أمس الأول الاثنين بأداء زيارة إلى المواطن التونسي رياض بن عيسى بسجن إيقافه وتحدث إليه عن ملابسات قضيته وقرار الفيدرالية السويسرية تسليمه للسلطات الكندية. وفي اتصال بالسيد خالد مبارك المستشار الأول لدى رئاسة الجمهورية أكد أن رئاسة الجمهورية وباطلاعها على التماس عائلة بن عيسى بجريدة "الصباح" من السلطات التونسية التدخل في قضية ابنها"قررنا إيلاء الموضوع ما يستحقه من عناية والقيام بالإجراءات القانونية لحماية مواطننا من مختلف أشكال العنصرية والتعذيب، ومحاكمته محاكمة عادلة ومعاملته معاملة حسنة". تجديد جوزات سفر وأضاف مبارك أنه بالاتصال بسفير تونس ببارن واستفساره عن الموضوع أفادنا بأن السيد رياض بن عيسى لم يدل ولو مرة وحيدة بجنسيته التونسية ولم يطلب أية مساعدة من السفارة التونسية ببارن"، مشيرا إلى أن زوجة المواطن التونسي المقيمة رفقة طفلتيها بأوروبا تقدمت مؤخرا بطلب لتجديد جوازي سفر ابنتيها، ونظرا لوجود الأب في السجن فقد تحول ممثل عن السفارة التونسية ببارن إلى السجن والتقى بالسيد رياض بن عيسى وتسلم منه موافقة على تجديد الجوازين. فضيحة على جبين سويسرا وعن الإجراءات التي اتخذتها السلطات التونسية للوقوف إلى جانب التونسي رياض بن عيسى أفادنا السيد خالد مبارك أن سفير تونس ببارن أرسل ممثلا عن السفارة إلى سجن بارن أين التقى بالمواطن التونسي وتحدث إليه عن قضيته فلاحظ خلال زيارته أن الحالة الصحية لرياض تبدو عادية رغم أنه يعاني من الوحدة والعزلة في زنزانة طيلة 23 ساعة يوميا وفق إفادة شقيقه الدكتور رفيق بن عيسى. وأكد المستشار الأول لدى رئاسة الجمهورية أن"سجن المواطن التونسي رياض بن عيسى في زنزانة انفرادية طيلة 23 ساعة نوع من التعذيب المتواصل وهو فضيحة بأتم معنى الكلمة وفعل غير منتظر من بلد مثل سويسرا". رفض قرار التسليم السيد خالد مبارك أضاف أن السيد رياض بن عيسى أفاد ممثل السفارة التونسية ببارن بأنه يعارض قرار السلطات السويسرية تسليمه لكندا، مؤكدا أنه للأسف لا توجد أية اتفاقية تعاون قضائي أو تسليم متهمين في قضايا بين تونس وسويسرا، مضيفا أن قرار التسليم القابل للتعقيب جاء بطلب من كندا التي تتهم السيد بن عيسى بالفساد وتبييض أموال. وأكد محدثنا أن مؤسسة لافالان قامت في فيفري 2012 بطرد السيد رياض بن عيسى بعد سنوات طويلة من العمل جلب فيها مشاريع كبرى غنمت إثرها مئات المليارات، مشيرا إلى أن المدير المركزي للشركة صرح لوسائل الإعلام الكندية أن رياض في صورة ما إذا كان مخطئا فإن الأمر الآن من أنظار العدالة وعليه الدفاع عن نفسه. العمولات تحولت إلى فساد وأكد المستشار الأول لدى رئاسة الجمهورية أن بن عيسى استعمل وسائل الشركة الكندية لجلب مشاريع وأسواق وخاصة في ليبيا مقابل عمولات، متسائلا:"هل هو اليوم كبش فداء؟ فبعد أن استغلته الشركة طيلة سنوات وجلب لها استثمارات كبرى خاصة في ليبيا زمن الحصار وبعده، وبعد أن غنموا مئات المليارات رشقوه بالتهم ومنها اتهامه بالفساد وحملوه كل المسؤولية" التي يجب إثباتها حتى لا يتحول بن عيسى إلى كبش فداء أو وسيلة لمؤامرة. وأكد السيد خالد مبارك أن العمولات معمول بها في أوروبا حتى أن الدولة الفرنسية كانت تمنحها لوكلاء يتحصلون لفائدتها على أسواق جديدة ويجلبون لها الاستثمارات، مضيفا"ما يهمنا الآن معاملة هذا المواطن التونسي معاملة حسنة داخل السجن ومحاكمته محاكمة عادلة بعيدا عن كل أشكال العنصرية. اللجوء للجنة مناهضة التعذيب وختم محدثنا بالقول:"إذا ما تواصل سجن هذا المواطن التونسي في زنزانة انفرادية بهذه الطريقة المهينة فإننا سنلجأ إلى القضاء الدولي وسنرفع قضية لدى لجنة مناهضة التعذيب بالأمم المتحدة ضد الدولة السويسرية.. فكل مواطن تونسي يجب أن يعامل في إطار القانون ودون أي تعذيب أو تمييز عنصري". يذكر أن الموظف التونسي رياض بن عيسى محتجز منذ يوم 10 أفريل 2012 بزنزانة انفرادية بسجن بارن السويسري بأمر من الوكيل العام الفيدرالي السويسري مايكل لوبار في ظروف لا إنسانية وقاسية ترتقي إلى جرائم التعذيب وكان شقيقه الدكتور رفيق بن عيسى حمّل الحكومة السويسرية المسؤولية الكاملة عن كل أذى أو سوء يلحق شقيقه.. مؤكدا في حديث لإحدى القنوات السويسرية أن كل الاتهامات الموجهة لرياض واهية وتلفيق سياسي بعد أن جعلوا منه"كبش فداء" بمؤسسة"لافالان" رغم الاستثمارات الكبيرة التي جلبها لها طيلة سنوات.
