عقدت هيئة مهرجان الحمامات الدولي في دورته التاسعة والأربعين ندوة صحفية صباح أمس بأحد النزل بالعاصمة خصصت لتقديم برنامج الدورة التي تنطلق يوم 17 من الشهر الجاري وتتواصل إلى غاية 23 من أوت المقبل. وبيّن فتحي الهداوي مدير المهرجان أن إعداد برنامج هذه الدورة كان بمثابة مغامرة من الهيئة التي تم تسميتها بصفة رسمية يوم 4 من الشهر الجاري وتتركب من خمسة أفراد بسبب الصعوبات الكبيرة التي وجدوها على جميع الأصعدة. مما جعل البرمجة تتم في وقت وجيز وبصفة متأخرة التجأ فيها إلى العلاقات الخاصة والأصدقاء لإنقاذ الموقف والظفر بعروض دولية في قيمة المهرجان الفنية والثقافية والتاريخية. ليصفها "بفرصة للملمة الأشلاء". ودعا وزارة الثقافة إلى العمل على تدارك ذلك في الدورة القادمة حتى يحافظ المهرجان على صيته العالمي ويقدم برمجة في مستوى عراقته. من جهته لم يخف نعمان الحمروني، عضو بهيئة مهرجان الحمامات الدولي لدورة هذا العام، ما وجدوه من صعوبات وعراقيل بسبب ضيق الوقت من ناحية ومحدودية ميزانية المهرجان من ناحية أخرى. لا "للشعبوية" لئن أكد مدير المهرجان خلال هذه الندوة أن المهرجان مهما كان حجم ونوعية العراقيل والصعوبات لا يمكن أن ينزل إلى "الشعبوية" والرداءة، فإنه في المقابل عبر عن تمسكه بتوجه المهرجان الذي يحظى بشهرة دولية لتكون هذه الدورة منارة للانفتاح والتنوع في محاولة للاستجابة لخاصيات جمهور هذا المهرجان الصيفي الذي يتميز بالتنوع والانفتاح أيضا. ليكون شعار هذه الدورة الثقافة والمتعة والتنوع. وأوضح أنه تمت مراعاة عديد العوامل في ضبط البرنامج أبرزها أن تراعي العروض المكان وتحديدا فضاء المهرجان وأهدافه التي بعث من أجلها منذ سنة 1964. كما أكد خلال نفس المناسبة أنه سيكون لفنون الركح والرقص والعروض الفرجوية حضور متميز نظرا لنوعية العروض وحداثة إنتاجها على غرار مسرحية "الرهيب" من انتاج المسرح الوطني وإخراج منير العرقي وعرض الافتتاح "إلى حد ما" لنوال اسكندراني الذي يجمع بين المسرح والرقص و"العفشة مون أمور" لوجيهة الجندوبي والشاذلي العرفاوي و"بورقيبة والسجن الأخير" في جزئه الثاني لرجاء فرحات و"تسونامي" للفاضل الجعايبي وجليلة بكار وغيرها من العمال الأخرى. ووعد فتحي الهداوي بأن تكون هذه الدورة بمثابة رحلة أخرى في تاريخ المهرجان العريق تمنح الجمهور الحاضر فيها الشعور بالاستمتاع ومناسبة لاكتشاف أصوات وموسيقى العصر. حضور لافت وإهداء لقضية من جهة أخرى أفاد مدير مهرجان الحمامات الدولي في دورته الحالية أنه خير أن تكون الدورة تحية لفلسطين وتعبيرا عن تمسكه بالقضية الفلسطينية في ظل تواصل وتضاعف معاناة أبناء هذا البلد في هذه الفترة التي تتجه فيها أضواء واهتمامات الرأي العام والخاص إلى الأحداث والتطورات التي تمر بعض البلدان على غرار سوريا ومصر وغيرها من بلدان الربيع العربي. واعتبر العروض الفلسطينية الخمسة المشاركة في المهرجان مناسبة للاستمتاع بإبداعات متميزة من بينها عرض الاختتام "المنارة" وكاميليا جبران وبالي "أورنيلا". كما أكد فتحي الهداوي أن هذه الدورة ستكرم أيضا المرأة التونسية في مختلف المجالات التي تميزت فيها وأبدعت من خلال تكريم بعض الأسماء في الاحتفال بعيد المرأة يوم 13 أوت من بينهن جليلة بكار وجليلة حفصية ودرة بوزيد التي سيتم عرض فيلم وثائقي عن حياتها وغيرهن. كما تسجل هذه الدورة مشاركة فنانين من مختلف أنحاء العالم على غرار "الغوسبال" أو موسيقى صوت الانجيل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وماتو لي من إيطاليا ومانو دي بانقو من الكامرون وزنزي ماكيبا ابنة مريام ماكيبا وغيرهم. ليسلط الضوء على الإبداع التونسي والثقافة التونسية التي ستكون حاضرة من خلال عروض مسرحية وموسيقية وغنائية وسينمائية من بينها العرض المشترك لكل من زياد غرسة ولطفي بوشناق وسهرة للراب وعرض الفن الشعبي الذي سيشارك فيه كل من فاطمة بوساحة ووليد التونسي والهادي دنيا. كما تسجل هذه الدورة مشاركة كل من درة الفورتي وألفة بن رمضان ودينا الحايك وأسماء سليم ومقداد السهيلي وحسن الدهماني وغيرهم.