كما هو معلوم يبلغ عدد سكان ولاية نابل 65000 ويتضاعف 3 مرات عند كل صيف، ولعل اهم اشكال تعاني من هذه المدينة يخص الصيدليات الليلية حيث لا تنتصب فيها إلا صيدلية واحدة ما يجعل الطوابير تعيش المعاناة والإزدحام والإنتظار الممل على مر السنين وهم في حيرة من أمرهم والكل يتساءل في نابل عن الأسباب التي تقف وراء النقص الفادح في عدد الصيدليات الليلية. فهل أن الأمر يعود إلى القانون المنظم لهذا القطاع والصادر في 22 جوان 1992 والذي لم يقع مراجعته إلا يوم 3 ماي 2004 أو أن المقاييس المعتمدة في إحداث الصيدليات الليلية غير موضوعية أم أن الامر يعود إلى عزوف أصحاب المهنة عن تعاطي هذا النشاط بالرغم من أهميته اجتماعيا واقتصاديا وانسانيا أم أن كلية الصيدلة بالمنستير مثلا لم تعد قادرة على تغطية حاجيات القطاع من الإطارات، أو أن هذا الميدان اصبح يقيم قبل الخوض فيه بمنظار تجاري صرف؟؟؟ ان الواقع المعيش يدل على أن المئات من المتخرجين أو الملحقين اليوم بالصيدليات النهارية هم على استعداد تام لفتح صيدليات ليلية والخروج من البطالة المقيتة التي عصفت بأحلامهم خاصة في ظل الوضع الراهن الذي تمر به البلاد، وأن المقيد بالدرجة الأولى لطموح الراغبين في الشغل هو القانون لهذا القطاع الذي لم يواكب النمو الديمغرافي والتطور الاقتصادي والحضاري والاجتماعي والذي أصبح فيه المواطنون واعون بأن العناية بالصحة هي ضرورية حتمية