الاف المهندسين والمهندسات تخرجوا من الجامعات التونسية خلال العقود الماضية.. ورغم الصبغة الاستعجالية لمعالجة ظاهرة البطالة في صفوف حاملي الشهادات.. فان من بين ما يحق لمدارس المهندسين أن تفخر به أن أغلب خريجيها اندمجوا في سوق الشغل.. وان طالت فترة بحثهم عن مورد رزق قار.. بحكم تقلبات سوق الشغل الوطنية والاقليمية.. وتأثرها بعدة عوامل.. من بينها ارتفاع العرض على حساب الطلب بعد تحسن نسب النجاح في الباكالوريا والجامعات خلال الاعوام الماضية.. ومن بين نقاط القوة في وضع المهندسين أن لديهم عمادة قوية تدافع عن مصالحهم ومشاغلهم.. على غرار قطاعات مهنية ليبيرالية عديدة مثل الاطباء والمحامين والمهندسين المعماريين.. لكن بعض المهندسين والمهندسين المساعدين هتفوا لي مرارا ليلاحظوا أن أوضاع قسم منهم تحتاج الى لفتة خاصة.. لاسيما بالنسبة لأولئك الذين يعملون في القطاع العام.. وفي هذا السياق حدثني بعضهم عن موضوع تحسين وضعية المهندسين " الاول " الذين تخرجوا وفق النظام الجديد الذي اسند الى بعضهم صفة "مهندس أشغال" (باكالوريا زائد 4) عوض "مهندس وطني" (باكالوريا زائد 5) وهي الرتبة التي عوضت صفة المهندس الاول (باكالوريا زائد 6) بالنسبة للمتخرجين الجدد.. إن اخلاص المهندسين لمهنتهم ومؤسسات الدولة التي تشغلهم أمر مهم جدا.. وهو من أكبر الضمانات لمراقبة حسن سير الاشغال الكبرى.. وتقييم أداء بعض المقاولين والمؤسسات المعنية بالطرقات والجسور ومشاريع البلديات ووزارة التجهيز وبقية المؤسسات العمومية والخاصة.. فلا بأس من تشجيعهم.. ومهما كانت التشجيعات التي ستقدم لهم فهي أقل بكثير من الملايين التي ستربحها الدولة والمجموعة الوطنية نتيجة تفانيهم في عملهم أكثر..