خبير في القانون الدستوري: دعوة الغنوشي قانونية ومنطقية دعا رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في حوار له على قناة "نسمة"، رئيس الجمهورية منصف المرزوقي إلى الإستقالة من منصبه، إذا كان ينوي التقدم للانتخابات الرئاسية القادمة.. وعلل الغنوشي ذلك بضرورة الإبتعاد عن أية شبهة يمكن أن يقع فيها رئاسة الجمهورية.. مؤكدا على ضرورة حيادها قبل الانتخابات وتأتي تصريحات رئيس حركة النهضة في سياق تسارع نسق المشاورات للخروج من الأزمة السياسية، وهي المرة الأولى التي يتوجه الغنوشي بمثل هذا الكلام إلى أحد حليفي حزبه في "الترويكا".. فماهو موقف حزب المؤتمر من أجل الجمهورية؟ وكيف يمكن قراءة هذا التصريح قانونيا وسياسيا؟ في هذا الإطار استغرب الأمين العام للمؤتمر من أجل الجمهورية، عماد الدايمي في تصريح ل"الصباح" من إقحام مؤسسة رئاسة الجمهورية في التجاذبات السياسية الراهنة، مشيرا إلى أن دعوة المرزوقي للإستقالة لم تكن مطلبا مطروحا مثلما هو الأمر بالنسبة لحل التأسيسي واستقالة الحكومة، مؤكدا على أن تصريحات الغنوشي لا تلزم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية حتى وإن جاءت من حزب حليف.."ونحن لا نلتزم إلا بمواقفنا" على حد تعبيره.. واعتبر الدايمي أنه ليس من المصلحة الوطنية التشويش على عمل رئاسة الجمهورية خاصة في ظل الحرب الدائرة على الإرهاب والتي تمثل حسب قوله التحدي الأبرز للبلاد في المرحلة الراهنة..متسائلا عن سبب التلويح بمثل هذه الخطوة في هذا الوقت بالذات والحال أن موقف حزبه يتطابق مع موقف حركة النهضة المنادي بحوار وطني دون شروط مسبقة ودون توجيه لنتائجه مضيفا بأن "محاولة إقحام الرئاسة في الجدل السياسي القائم ليس في محله..خاصة أن هذه المؤسسة ظلت مركز استقرار وتوافق ولعبت دورا كبيرا في الحفاظ على توازن مؤسسات الدولة، وإعادة الإعتبار للمؤسسة العسكرية عبر التحويرات الجوهرية الأخيرة والتي مست قيادات عليا في القوات المسلحة"..على حد تعبيره. كما أشار الأمين العام لحزب المؤتمر إلى أن دعوة الغنوشي لإستقالة المرزوقي تتنزل ضمن خطوات استباقية من قبل حركة النهضة لتوجيه الحوار الوطني انتهاء "الترويكا" دعوة الغنوشي المرزوقي للإستقالة، تحمل العديد من الرسائل، وتعكس ربما الوضعية التي آلت إليها العلاقة بين أطراف "الترويكا".. وفي هذا الإطار أكد الخبير في القانون الدستوري أمين محفوظ "أن حديث الغنوشي عن ضرورة تقديم المرزوقي لإستقالته، هو كلام منطقي وقانوني.. خاصة وإن كانت للمرزوقي نية للترشح للإنتخابات القادمة..ومن منطلق الحرص على توفير بيئة انتخابية سليمة، يجب على الرئاسة والحكومة تقديم استقالتهم للمجلس الوطني التأسيسي لأن جميع الأحزاب ستكون اطرافا أساسية في الإنتخابات المقبلة" وأكد محفوظ بأن تصريح الغنوشي يدل على تصدع أركان "الترويكا" سياسيا التي صارت قاب قوسين من الانهيار..نتيجة الخلافات العميقة، وعلى الأطراف المكونة لهذا التحالف أن تفكك نفسها قبل أن تتسع هوة الخلاف بينها وحذر الخبير الدستوري من دعوة حركة النهضة لما أسمته حكومة انتخابات، واعتبر "أن ذلك بدعة في القانون الدستوري وأمر خطير، يحمل في طياته استهزاء وضربا مباشرا لمفهوم سيادة الدولة وهيبتها، وستكون الطامة الكبرى إذا ما تمت الموافقة على مثل هذه الخرافات القانونية"..حسب تعبيره