اعتبر قياديون في اتحاد الشغل ل"الصباح" أن المعلومات الصادرة عن دوائر مختصة بوزارة الداخلية بوجود نية لاستهداف قيادات نقابية في المرحلة القادمة جدية للغاية الهدف منها إفشال الحوار الوطني وإدخال البلاد في فوضى وعنف... وقالت ان التهديدات " لن تثني المنظمة الشغيلة وشركاءها من المنظمات الراعية للحوار على استكمال المشاورات والانطلاق في الحوار الوطني لاستكمال المسار الانتقالي والخروج من الأزمة السياسية التى تشهدها البلاد منذ اغتيال الابراهمي." وتزامن ورود معلومات من الأجهزة الامنية المختصة التابعة لوزارة الداخلية باستهداف قيادات اتحاد الشغل، مع بدء المشاورات بين المنظمات الراعية للحوار والقوى السياسية حول التراتيب الإجرائية للدخول في الحوار الوطني..مما يشير الى جدية المعلومات بوجود مخططات باستهداف المقر المركزي لاتحاد الشغل والاعتداء على قيادات المنظمة الشغيلة لإفشال الحوار الوطني قبل انطلاقه وإدخال البلاد في دائرة العنف والفوضى. وكان اتحاد الشغل قد اكد في بلاغ له نشره على موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" ان "دوائر أمنية مختصة بوزارة الداخلية أبلغت المركزية النقابية بوجود تهديدات جدية لاستهداف قيادات نقابية في المرحلة القادمة لذلك تم اتخاذ إجراءات أمنية مشدّدة في ساحة محمد علي الحامي وتمّت دعوة النقابيين إلى ملازمة الحذر". مشيرة الى ان الإعلام جاء من دوائر مختصّة في وزارة الداخلية تؤكد وجود نية لاستهداف هذه القيادات لإفشال الحوار الوطني. وتجدر الاشارة إلى ان الاتحاد العام التونسي للشغل ندّد بدوره في بيان الهيئة الادارية الوطنية الصادر بتاريخ 21 سبتمبر المنقضي بالتهديدات بالقتل والحرق والسحل التي أطلقتها بعض صفحات التواصل الاجتماعي ضد الأمين العام وضدّ قيادات نقابية حيث سارعت المركزية النقابية الى مقاضاة الجهات التى حرّضت عبر الفايسبوك على تصفية الامين العام للاتحاد الشغل. تهديدات واعتداءات سابقة ويذكر ان قيادات الاتحاد العام التونسي للشغل تعرّضت الى تهديدات واعتداءات في أكثر من مناسبة بعد الثورة حيث تم تهديد الامين العام لاتحاد الشغل الحسين العباسي بالقتل وتصفيته جسديا بعد ورود رسائل مجهولة المصدر على مقر الاتحاد ، تم اثرها اتخاذ اجراءات وقائية بتوفير حماية أمنية له. كما تعرضت سيارة المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم التشريع والنزاعات في أكتوبر 2012 الى الحرق أمام منزله بمسقط رأسه بجندوبة. وتلقى سمير الشفي الأمين العام المساعد في أفريل الماضي تهديدات بالقتل على صفحته الشخصية على الفايسبوك. وتعرّضت كذلك سيارة بوعلي المباركي الأمين العام المساعد للاتحاد المسؤول عن قسم المالية والإدارة في 8 ماي الماضي إلى التهشيم بالاضافة الى ذلك شهدت ساحة محمد علي سلسلة من الاعتداءات متكررة أهمها ما بات يعرف بأحداث 4 ديسمبر 2012 تمّت خلالها مهاجمة مقر المنظمة الشغيلة والاعتداء على النقابيين من طرف بعض مجموعات عرفت بعدائها للاتحاد والعمل النقابي. ولمعرفة جدية المعلومات الواردة على الاتحاد العام التونسي للشغل التى تشير الى وجود نية استهداف القيادات النقابية. اتصلت "الصباح" بأعضاء من المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل الذين اجمعوا على وجود تهديدات جدية ضد المقر المركزي للاتحاد والنقابيين. وأكد سامي الطاهري الامين العام المساعد والناطق الرسمي باسم اتحاد الشغل ان التهديدات الصادرة عن بعض الاطراف المجهولة لن تثني اتحاد الشغل والمنظمات الراعية للحوار على استكمال المسار الانتقالي والمضي قدما نحو إخراج البلاد من الازمة السياسية التى تتخبّط فيها البلاد منذ اغتيال الابراهمي عبر جلوس كل الفرقاء السياسيين على طاولة الحوار. ارباك عملية انطلاق الحوار الوطني واضاف الطاهري ان التهديدات موجودة وتم إعلام الاتحاد من قبل مصالح مختصة في وزارة الداخلية بوجود تهديدات رسمية ضدّ النقابيين ومقر المنظمة الشغيلة مشيرا الى ان التهديدات تزامنت مع انطلاق المشاورات مع الاحزاب السياسية "وهو ما يؤكد سعي بعض الاطراف الى افشال الحوار الوطني قبيل انطلاقه وقطع الطريق امام التوصل الى توافقات بين الفرقاء السياسيين وإدخال البلاد في دوامة العنف والفوضى." وبيّن ان "التهديدات لن تربك عمل الرباعي الراعي للحوار خاصة وان المشاروات مع الاحزاب السياسية انطلقت منذ يومين تم خلالها تدارس الجوانب الاجرائية من خلال تحديد تاريخ انطلاق الحوار الوطني وجدول أعمال الجلسة الاولى للحوار." ومن جهته أقرّ بوعلي المباركي الامين العام المساعد للاتحاد بوجود تهديدات جدية خاصة وان التهديدات موجودة ضدّ قيادات الاتحاد حتى قبل إعلام الجهات الامنية المختصة، حسب تعبيره. مبيّنا ان ما يتعرّض له الاتحاد من تهديدات يعدّ استهدافا ممنهجا ضدّ مناضليه ومقرّاته يشكل خطرا وتهديدا للعمل النقابي وعلى استقرار البلاد. وقال ان هناك اطرافا لا تريد الخير للبلاد ولا يساعدها الوئام والتوافقات الحاصلة في بلادنا وهدفها إرباك مسار المشاورات والمفاوضات مضيفا ان الحوار الوطني سينطلق قريبا وستتوصّل الاحزاب السياسية الى توافقات للخروج من الازمة السياسية. وذكر بوعلي المباركي ان الاتحاد العام التونسي للشغل اتخذ كل الاحتياطات الامنية ضد أي استهداف لمقر الاتحاد او قياداته. وفي نفس السياق وتعليقا على التهديدات التى تشير الى استهداف قيادات نقابية قال سمير الشفي الامين العام المساعد ان الاتحاد تعرض الى سلسلة من الاعتداءات والتهديدات وان مثل هذه التهديدات مرفوضة وتعد ظاهرة جديدة وغريبة عن الحياة العامة في بلادنا والهدف منها إدخال الفوضى والعنف..