◄ المواجهة تواصلت عدة ساعات تمكن على إثرها الارهابيون من الفرار !! كان حي الكرمة من مدينة القصرين وبالتحديد في المنطقة الواقعة قرب مركز البريد الذي يوجد به، في الساعات الاولى من يوم امس السبت مسرحا لاشتباك مسلح بين وحدات تابعة لفرقة مقاومة الارهاب للحرس الوطني ومجموعة مسلحة يشتبه حسب تسريبات امنية انها تتكون من ثلاثة افراد احدهم تم التاكد من هويته وهو الارهابي ( م – غ) احد قادة المجموعة المتحصنة بمرتفعات الشعانبي ومن "امرائها" البارزين ومن المورطين في حادثة بوشبكة ليوم 12 ديسمبر 2012 التي استشهد فيها الوكيل بحرس الحدود انيس الجلاصي انتهى بفرار المسلحين الثلاثة دون حصول اي اصابات في صفوف الطرفين. زيارة للعائلة هذا وحسب مصادر امنية تحدثت اليها "الصباح" فان وحدات مكافحة الارهاب استطاعت يوم الجمعة القاء القبض على احد السلفيين المشتبه في تعاونهم مع ارهابيي الشعانبي تم رصده بمقهى في المدينة وعند استنطاقه اعترف بان الارهابي المذكور سيأتي الى منزل عائلته في زيارة للاطمئنان عليها قبل عيد الاضحى فتم التنسيق بين عديد الوحدات من اجل وضع كمين له والايقاع به. مواجهة مسلحة حوالي الساعة الواحدة من فجر الامس وصلت حي الكرمة تعزيزات امنية مكثفة من عديد الفرق لتطويق محيط منزل عائلة الارهابي بعد التاكد انه على وشك الوصول وتم استعمال القنابل المضيئة للكشف عن كل التحركات بالقرب منه والاستعداد لمداهمة المنزل الا ان الوحدة الامنية المكلفة بالاقتحام جوبهت بوابل من الرصاص صادر عن الارهابي ومرافقيه مما اضطرها للتوقف وطلب الدعم فوصلت تعزيزات جديدة بما فيها عناصر من الجيش الوطني.. وتحت جناح الظلام وزخات الرصاص تمكن الارهابي من الفرار صحبة مرافقيه (على الارجح اثنين اخرين) عبر الانهج الضيقة للحي والهروب نحو احد الاودية هناك والتحول منه الى اسفل جبل السلوم القريب ورغم مطاردتهم لمدة قاربت الساعتين الا انهم نجحوا في الافلات من ايدي الامن والجيش الوطنيين. العثور على هواتف الارهابيين مع حلول فجر الامس انطلقت عمليات تمشيط واسعة شاركت فيها مروحية عسكرية لجميع محيط حي الكرمة وحي الزهور المحاذي له ووادي عمار الطويل الذي يفصل بينهما وكل المناطق القريبة منهما وصولا الى سفح جبل السلوم لتتبع اثارهم والقاء القبض عليهم او على الاقل منعهم من الدخول مجددا الى مواطن العمران وخلال عمليات البحث ورغم التكتم الشديد الذي فرضته السلط الامنية والعسكرية ومنع الاعلاميين الذين تحولوا الى مناطق التمشيط من الاقتراب منها فاننا علمنا ان وحدات مكافحة الارهاب عثرت في احد الاودية الواقعة جنوب حي الزهور على هواتف جوالة وملابس وبقايا خراطيش وقطعة مالية ذات 5 دنانير.. الايقاع بمتعاونين مع الارهابيين الهواتف الجوالة المحجوزة يبدو ان الارهابيين وضعوها في مكان آمن قبل دخولهم الى حي الكرمة حتى لا يقع رصد تحركاتهم عبرها او تخلصوا منها عند فرارهم وهي تمثل "صيدا ثمينا" لانها ستمكن وحدات مقاومة الارهاب من التعرف على آخر الاتصالات التي قام بها الارهابيون مع المتعاونين معهم بما سيسهل عملية ايقاف هؤلاء والحصول على معلومات هامة حول تحركات المسلحين المتحصنين بالشعانبي.. هدوء في الشعانبي الشيء المؤكد ورغم التكتم الكبير ان الارهابي المذكور ومرافقيه او على الاقل هو كان في الشعانبي لانه يعتبر من امراء المجموعة المتواجدة هناك والذين وضعتهم وزارة الداخلية منذ مدة ضمن المفتش عنهم ويبدو انه استغل الهدوء التام الذي تشهده مرتفعات الجبل منذ اكثر من اسبوع وتوقف عمليات القصف (باستثناء مرة واحدة قبل 4 ايام من جهته الخلفية) للتسلل نحو المدينة لزيارة عائلته.. علما بان زوجته سبق لوحدات الارهاب ايقافها بتهمة التحريض على الارهاب باحد الجوامع بالقصرين ثم تم الافراج عنها.