احتضن المسرح البلدي بالعاصمة ليلة أوّل أمس العرض الأول للنسخة الجديدة من مسرحية "عربي ونص" للمخرج الصادق حلواس والممثل الشاب العربي المازني، حيث قام هذا الثنائي بتطوير نص العمل وتقديمه في صورة كانت أعمق وأكثر قربا وارتباطا بأحداث الشارع التونسي. العربي المازني تجاوز خطواته الأولى في عالم المسرح الكوميدي وبدا في عرض29 أكتوبر أكثر تمكنا من أدواته المسرحية مقارنة بعروضه السابقة لهذا العمل واستطاع الخروج من جلباب الأمين النهدي وغيره من الوجوه الكوميدية، التي تفوقه تجربة وتمرس فيما كان تفاعل الجمهور مع أدائه ملفتا ولعّل تعود الحاضرين على مشاهدة هذا الكوميدي الشاب في مواعيد تلفزيونية من خلال سكاتشات الفكاهة كان له دور واضح في وجود هذه الصلة الحميمة فيما بينهما غير أن تكرار الممثل لبعض فقرات البرنامج التلفزيوني "لاباس" تضعه في خانة الفنان "البخيل إبداعيا" إذ كان بإمكانه تجاوز هذه الأعمال أو تطويرها أكثر بالاجتهاد مع مخرج العمل في مضامين نص"العربي ونص". العرض الفرجوي "العربي ونص"يطرح في مشاهده الجامعة بين ايقاعات الموسيقي الشعبية والغربية وفن الرّاب صورة ناقدة لوضع البلاد السياسي والاقتصادي والاجتماعي من خلال مواقف يتعرض لها شاب يقطن بحي شعبي ويعيش صحبة عائلته تطورات الثورة التونسية بمختلف أحداثها السلبية والايجابية فينقل بأسلوبه الساخر الهزلي تطلعات سكان حيه وهمومهم ومشاغلهم اليومية ورؤيتهم البسيطة والعميقة في الآن ذاته لمستقبل البلاد. المخرج الصادق حلواس لم يعتمد في عرض الوان مان شو "العربي ونص" على المبالغة في تقنيات الإضاءة والمؤثرات السمعية البصرية وإنما كان حضور هذه الفنون السينوغرافية مدعما لجمالية العمل أكثر منه استعراض للعضلات الفنية. وفي حديثنا عن عرض الوان مان شو لعربي المازني لا يفوتنا أن نشير إلى غياب المشاهد والألفاظ المثيرة لحفيظة العائلات التونسية حيث تميز العمل بخلوه من "بهارات الوقاحة" لبعض أعمال الوان مان شو وهو ما ساهم في حضور عدد من العائلات والأطفال لمثل هذه الأعمال الفنية غير أن تميز عرض "العربي ونص" في نسخته الجديدة مقارنة بسابقتها لا يمنع من وجود بعض الثغرات في العمل والتي يعد تلافيها أمرا يسيرا على غرار عدم قدرة الممثل على الإستحواذ على انتباه جمهوره طيلة فترة العرض( كاملة ) ومدتها ساعة ونصف تقريبا وهي نقائص يمكن ان يقع تلافيها بالخبرة وتعدّد العروض.