توقع العميد ركن مسعود أرحومة مفتاح وزير الدفاع في الحكومة الليبية المُعترف بها دوليا برئاسة عبد الله الثني، تحركا عسكريا إقليميا لدرء خطر داعش الذي تمدد وسط ليبيا، واعتبر أن المعادلة في ليبيا والمنطقة بدأت تتجه نحو الحسم في مواجهة الإرهاب الذي تجاوزت تهديداته دول الجوار ليقترب كثيرا من سواحل جنوب أوروبا. وبحسب صحيفة "العرب" يأتي هذا التوقع في الوقت الذي تكثفت فيه التحركات السياسية والعسكرية في المنطقة المتوسطية بشكل لافت، دفعت العديد من الأوساط السياسية والأمنية إلى القول إن المأزق الليبي اقترب كثيرا من دائرة الفعل العسكري الأجنبي الذي لوحت به دول أوروبية في وقت سابق. وقال العميد ركن مسعود أرحومة مفتاح الذي عيّنه البرلمان الليبي الشرعي وزيرا للدفاع في حكومة الثني خلال شهر أكتوبر من العام الماضي، لصحيفة "العرب"، إن "الحديث عن تدخل عسكري بري مباشر أجنبي في ليبيا، مستبعد في الوقت الراهن على الأقل". وتابع"... ولكن ذلك لا يحجب إمكانية توجيه ضربات جوية بموافقة الحكومة الليبية، ضربات تكون محدودة في المكان والزمان، حيث يمكن وصفها بالعملية الجراحية". وأضاف "من هذه الزاوية يصبح الحديث عن تدخل عسكري واردا وممكنا، وأتوقع أن يحصل ذلك قريبا، ولكنه لن يتم إلا بموافقة الحكومة الليبية الشرعية، وبالتنسيق معها". وتدعم توقعات وزير الدفاع الليبي تسريبات سابقة أشارت إلى أن دول الجوار قد تكون اتخذت قرارا بتوجيه ضربات موجعة لتنظيم داعش والميليشيات المتطرفة لدعم الجيش الوطني الليبي، ولتسهيل عملية الحوار السياسي، وبالتالي التوصل إلى توافق حول تشكيل حكومة وفاق وطني. وبحسب تلك التسريبات فإن الضربات المرتقبة ستكون قبل بداية شهر رمضان، أو في منتصفه، وأن مصر وتونس وافقتا على هذا الخيار، فيما تحفظت الجزائر، بينما أيدته إسبانيا وفرنسا. وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع الليبي للصحيفة، إن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أكد أمس خلال الاجتماع الاستثنائي لوزراء دفاع مجموعة 5+5 بتونس تأييده لما ذهب إليه في وقت سابق نظيره الإسباني بيدرو مورينيس عندما دعا إلى ضرورة التدخل العسكري في ليبيا للتصدي لتنظيم داعش الإرهابي. ولكنه شدد على أهمية أن يكون ذلك بناء على طلب من السلطات الليبية، ولفت إلى أن البيان الختامي للاجتماع المذكور نص على كلام الوزير الفرنسي، وتأكيده على أن يتم أي تحرك عسكري في ليبيا بالتنسيق مع الحكومة الليبية. وكان وزير الدفاع الإسباني قد قال في تصريحات سابقة "إن أولئك الذين ذهبوا للقتال في أفغانستان هم الآن في ليبيا، ولابد من التصدي لهم في أي مكان،... ونحن ذهبنا إلى أفغانستان لوقف الإرهاب وفي العراق ومالي والصومال لتحقيق الهدف ذاته والآن لدينا إرهاب في مكان قريب يحتاج منا إلى القيام بالشيء ذاته". ورأى العميد ركن مسعود أرحومة مفتاح في حديثه لصحيفة "العرب"، أن مثل هذا الأمر ممكن، وسبق لسلاح الجو المصري أن قام بعمليات مماثلة بالتنسيق مع الحكومة الليبية، لذلك أتوقع حدوثه لأنه سيدعم تحرك الجيش الليبي في مسعاه لتطهير ليبيا من الميليشيات المسلحة". واعتبر أن الوضع في ليبيا الآن ليس مريحا، لأنه وصل إلى درجة من الخطورة التي لا يمكن تحملها، لافتا إلى أنه لمس خلال الاجتماع الاستثنائي لوزراء دفاع مجموعة 5+5 أن دول جنوب المتوسط "على دراية بما يجري في ليبيا، وأنها تستشعر جميعها الخطر الداهم من داعش". ورغم أنه أشار إلى أن "تفطن الغرب لهذا الخطر جاء متأخرا"، فإنه شدد في المقابل على أن ما يجري في ليبيا يتحمل مسؤوليته الليبيون وحدهم، وقال "يجب ألا نضع عيوبنا وفشلنا على شماعة الغير، بغض النظر عن تقاطع مصالح بعض الدول في الشرق والغرب مع داعش". وحذر في هذا الصدد من تحرك قطري وتركي لإفشال الجهود لدرء خطر داعش في ليبيا والمنطقة، داعيا المجموعة الدولية إلى عدم البقاء في موقف المتفرج إزاء الأزمة الليبية، "لأنه ستأتي اللحظة التي سيندم فيها الجميع على عدم التصدي لداعش في الوقت المناسب"، على حدّ قوله. وتأتي توقعات وزير الدفاع الليبي التي جاءت في أعقاب الاجتماع الاستثنائي لوزراء دفاع 5+5 الذي دعت إلى عقده تونس، وهو اجتماع هيمنت عليه تطورات الملف الليبي. ويرى مراقبون أن مؤشرات التحرك العسكري تزايدت، حتى أصبحت أجواء الحرب تُخيم على ليبيا، ما دفع الليبيين إلى مغادرة البلاد، حيث سجلت السلطات التونسية أمس تضاعف عدد الليبيين الوافدين على تونس عبر معبر" الذهيبة/ وازن" الحدودي المشترك بحوالي 10 مرات ليصل عددهم يوميا ما بين 1500 و2000 ليبي. (وكالات)