في الوقت الذي تسعى فيه تونس لمكافحة الإرهاب والإرهابيين ها نحن اليوم نجد أنفسنا أمام إرهاب جديد "الإرهاب الغذائي" الذي يريد ضرب صحة المواطن التونسي، فقد كشف رئيس المنظمة التونسية للأمن والمواطن عصام الدردوري ورئيس الفرقة المركزية للمراقبة الصحية والإقتصادية بإدارة الشرطة البلدية النقيب عماد الشريف عدة حقائق عن الإرهاب الغذائي في ندوة صحفية عقدتها المنظمة اليوم بنزل بالعاصمة تحت عنوان " تونس في مهب الإرهاب الغذائي: المظاهر، الأسباب والحلول". وقد أشارا إلى أن الجريمة الكبرى التي تستهدف صحة المواطن التونسي تتمثل في ترويج بارونات الإرهاب الغذائي لمواد غذائية فاسدة . وأشار عماد الشريف الى الأطنان الغذائية الهامة من لحوم دجاج وأطنان الكبد التي تم استيرادها من استراليا والمعدة للاستهلاك في شهر رمضان ولحوم الحمير وكميات أخرى من الخضر على غرار البصل الذي حجزها وأعوانه مؤخرا. كما كشف عماد الشريف أن بارونات الإرهاب الغذائي تتعمد اضافة مادة "التنتورة" الى اللحوم المفرومة، هذا بالإضافة إلى حجز أكثر من 400 علبة طماطم منتهية الصلوحية تم رسكلتها وبيعها من جديد وذلك بمنطقة دار علوش من ولاية نابل، وكذلك عصير ليمون منتهي الصلوحية بأحد المصانع بتونس، وشكلاطة منتهية الصلوحية بمصنع بالجديدة بهدف رسكلتها من جديد، مشيرا أيضا إلى حجز 13 طن من لحوم "الزرزور" الفاسدة والمرقاز ولحوم الأبقار... وأضاف ان مواد التجميل بدورها طالها الغش، مشيرا إلى أن الفرقة المركزية للمراقبة الصحية والإقتصادية والهياكل المتداخلة معها تمكنت من حجز 11760 لوازم واكسسوارات لمواد التجميل والصحة الجسدية بتاريخ 11 مارس 2015 ، كما تمكنت أيضا يوم 18 مارس الماضي من حجز 20197 قطعة مواد تجميل فاسدة..... وفي نفس السياق، تحدّث الدكتور رضا بن عيسى رئيس مخبر التحاليل الغذائية بمعهد باستور عن دور مخبر حفظ الصحة بالمعهد الذي يتمثل في مراقبة مياه الشرب وتحليل ومراقبة الأغذية من الناحية الجرثومية، كما قال أنه تتم يوميا تحليل ومراقبة الغذاء الصالح للإستهلاك للتأكد من مدى صلوحية المواد الغذائية واحتوائها على جراثيم من عدمه، مشيرا إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل مجابهة الإرهاب الغذائي الذي يمس صحة المواطن. وأكد عضو المكتب التنفيذي بمنظمة الدفاع عن المستهلك أكرم الباروني أن هذا الموضوع يتطلب مساندة غرف الرقابة لأن «التجاوزات أصبحت كبيرة جدا وحتى القوانين اليوم أصبحت عاجزة عن التصدي لذلك»، وشدد على ضرورة حماية أعوان المراقبة الإقتصادية خاصة وأنهم يتعرضون الى ضغوطات كبيرة. كما أشارت الطبيبة البيطرية سوار القرمازي خلال الندوة إلى أن مهنة الطبيب البيطري مهمشة ورغم ذلك لم يتخاذل في حماية المستهلك لأن هذا الأخير أمانة في رقبة الطبيب البيطري. وفي مداخلة له أشار محمد الولهازي الكاتب العام لنقابة الشرطة البلدية أن النقابة استقت معلومات مفادها أن هنالك لحوم يتم تخصيصها للسجون والثكنات العسكرية والأمنية دون رقابة وهو ما يطرح حسب ذكره أكثر من سؤال؟ مضيفا أن قضية عماد الشريف كشفت قضية أخرى تمثلت أطوارها في أن مساعد طبيب بيطري زار في إحدى المرات مسلخ بلدي بمنوبة فعاين اخلالات بالجملة وبعد أن اكتشف ذلك تم اختطافه على متن سيارة وعثر بعد 15 يوما على جثته ملقاة بالقرب من ضيعة فلاحية بمنوبة أواخر 2010 وهي نفس الضيعة التي حجزت فيها لحوم فاسدة.