أكد مدير عام التخطيط ونظم المعلومات بوزارة التربية، بوزيد النصيري، انه لم يقع القطع مع ظاهرة الانقطاع المبكر عن الدراسة في تونس منذ الاستقلال وحتى اليوم، مبينا انه يسجل سنويا انقطاع اكثر من 100 ألف تلميذ، بالاضافة الى مغادرة اكثر من 4 ملايين تونسي للمؤسسات التربوية في مراحل ما قبل التعليم الجامعي. وأوضح النصيري، خلال يوم دراسي انتظم اليوم السبت بالعاصمة، حول "مقاومة الفشل المدرسي والانقطاع المبكر عن الدراسة: "الخيار والحل"، أن هذه الظاهرة تسببت في تسجيل اكثر من20 بالمائة من الاميين، موزعين على ولايات سيدي بوزيد والقيروان وجندوبة والقصرين، مضيفا ان 2 ملايين من التونسين المندمجين اليوم في سوق الشغل قد بلغوا مستوى التعليم الابتدائي فقط. وأفاد بان الحملة الوطنية "المدرسة تستعيد ابناءها" التي أطلقتها وزارة التربية في إطار برنامجها الاصلاحي، تهدف الى حث المنقطعين على استئناف دراستهم وجعل المؤسسة التربوية ضامنة للتعليم الاستدراكي، بما يتيح اعادة جذب الطفل المنقطع ليتمكن من مواصلة تعليمه بنجاح، فضلا عن دعم منظومة التكوين المهني. من جانبه، لاحظ وزير التربية ناجي جلول، ان ظاهرة الانقطاع المدرسي "تعد مفزعة اليوم، ويتحمل تبعاتها المجتمع"، مبينا ان الوزارة تمكنت من ارجاع 12 الفا و700 منقطع، يمثلون 60 بالمائة من النسبة الجملية للمنقطعين، مبرزا ضرورة توفير الظروف المناسبة للتدراك وتوفير التعليم الافرادي. وأكد ان الانقطاع المدرسي، يعد ضمن اوكد اولويات الاصلاح التربوي الذي يرمي الى اعادة هيكلة المنظومة التربوية من خلال تأهيل الطفل نفسيا واجتماعيا ومهنيا للدخول الى معترك الحياة ليصبح بالتالي ثورة وطنية، ومبينا انه في هذا الاطار يتنزل مشروع «المؤسسة الصديقة للمدرسة" والهادف الى مساعدة الطفل على يتبني ثقافة العمل، عبر اطلاعه ميدانيا على كيفية عمل المؤسسات الاقتصادية. أما الرئيس التنفيذي لمؤسسة "امانة" بسام الوكيل، فقد ابرز ضرورة انخراط القطاع الخاص في الجهود الرامية الى التقليص من نسبة الانقطاع المدرسي، من خلال مساعدة الوزراة ةعلى توفير الدعم المالي قصد احداث فضاءات ثقافية ورياضية. ويندرج هذا اليوم الدراسي، في اطار الشراكة بين وزارة التربية والقطاع الخاص. وقد أكدت المداخلات بالخصوص على ضرورة اعتبار معالجة ظاهرة الفشل المدرسي والانقطاع المبكر عن الدراسة ضمن اولويات اصلاح المنطومة التربوية، وبحث مدى تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية مع طرح الفرضيات والحلول، ودعم آليات الشراكة بين وزارة التربية والقطاع الخاص (وات)