تجاوز عدد انشقاقات النواب عن القوائم التي ترشحوا ضمنها ال 43 نائبا، وفق ما أفادنا به مصدر مسؤول بالمجلس الوطني التأسيسي في اتصال هاتفي، حيث سجل 9 انشقاقات في الحزب الجمهوري و18 انشقاق في العريضة و11 في حزب المؤتمر. فبعد أن انتخبهم المواطنون لتمثيلهم داخل المجلس الوطني التأسيسي وفق برامج معينة عرضوها عليهم ضمن قائمة حزبية او مستقلة محددة على ضوئها انتخبهم الشعب ، أضحى عدد من النواب ينشقون من حزب لينضووا تحت آخر وهو ما يطرح عديد التساؤلات حول مشروعية ما يقدم عليه هؤلاء من بين الأسماء التي كان لتحوّلها صدى كبيرا نجد ابراهيم القصاص الذي غادر العريضة الشعبية لينضمّ إلى نداء تونس الذي سيكون له مقاعد داخل المجلس التأسيسي رغم أنّه لم يكن موجودا عند الانتخابات وليس له تمثيلية. وفي تعليق على ذلك اعتبر اسكندر بوعلاق نائب في المجلس التأسيسي عن العريضة الشعبية، في اتصال هاتفي مع "الصباح نيوز" أنّ ما قام به عدد من النواب بانسحابهم من أحزابهم وانصهارهم ضمن أحزاب أخرى هو خيانة للشعب التونسي الذي صوّت لهم وأعطاهم ثقته على أساس حزب سياسي معين. أمّا محمد بنور نائب في المجلس الوطني التأسيسي عن حزب التكتل من أجل العمل والحريات فقد رأى أنّ هذه الظاهرة بمثابة التخلف السياسي الكبير قائلا أنّ الانتخابات تمت على أساس أحزاب وألوان سياسية واضحة. كما بيّن بنور في اتصال هاتفي مع "الصباح نيوز" أنّ حزب التكتل قد رفض انشقاقات النواب عن أحزابهم وانصهارهم في أحزاب برامجها مختلفة تماما عن أحزابهم الأصلية. وفي هذا السياق، قال بنور أنّ 5 من نوّاب التكتل في المجلس التأسيسي قد انشقوا عن الحزب، مؤكّدا أنّ اثنين منهم قد أعلنوا انضمامهم إلى نداء تونس وأيّدوا مساره رغم أنّه ليس له برنامج حيث أنّه يعمل على إرجاع امتيازات التجمعيين الذين كانوا يتمتعون بها والتمرّد للمشاركة في الانتخابات المقبلة. وأضاف قائلا بأنّ نداء تونس به أشخاص مسؤولون على تجويع الشعب التونسي وتهميشه ، حيث كانوا آلة التنفيذ لبن علي وتحصلوا على امتيازات جعلتهم من بين الأثرياء التي تحسب ثرواتهم بآلاف المليارات. كما شدّد بنور على أنّ ما وقع لا يساعد على توضيح الرؤية السياسية ويجعل المواطنين يشكون في صدقية النوّاب لأنّهم ساهموا في الضبابية السياسية. وقال بنور: "نتمنى ان نتعلم من هذه الفترة الانتقالية والتي يمكن اعتبارها مخبرا سياسيا يتعلّم فيه الجميع لبناء مستقبل التعددية بصورة واضحة وتقترب من الديمقراطية". ودعا بنور إلى أن يكون النائب في المجلس التأسيسي أمينا على الرسالة التي انتخب من أجلها. ومن جهته، أفادنا فيصل جدلاوي النائب في المجلس التأسيسي في اتصال هاتفي أنّ من حقّ النواب الانشقاق عن أحزابهم في صورة تغوّل أطراف داخل الحزب أو خروج الحزب عن المسار الذي انتخب من أجله. كما اعتبر الجدلاوي أنّه كان من الأفضل اخلاقيا مواصلة النوّاب مسارهم مع الحزب الذي انتخبوا من أجله. وأكّد أيضا أنّ عددا من الأشخاص قد انتقلوا إلى أحزاب أخرى لأغراض انتخابية وشخصية. اما سليم بوخذير الناطق الرسمي لحركة وفاء فأكد في اتصال هاتفي مع "الصباح نيوز" أنّه من الطبيعي أن تعيش بعض الأحزاب وخلال فترات معينة حالة مخاض ينتج عنها انسحابات عدّة من داخل الحزب، موضحا أنّ 90 % من أعضاء من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية قد استقالوا لانعدام التوافق داخل الحزب حيث لم يبق سوى الفريق الوزاري ليصبح بذلك المؤتمر مجرّد فريق. وطالب بوخذير بمشروع بديل يستلهم مقارباته من الشعب التونسي. وفي نفس الإطار، صرّح لنا العجمي الوريمي العضو بحركة النهضة في اتصال هاتفي أنّ ما يقع من انشقاقات داخل الأحزاب في المجلس التأسيسي يمكن اعتباره حراك مجلسي يبيّن درجة التذبذب لدى بعض النواب. وقال الوريمي أنّ من بين أسباب هذه الانقسامات وجود قائمات رشحت داخل الكتل النيابية على أساس علاقات شخصية، واندماج كتل نيابية ضمن كتل أخرى إضافة إلى وجود عروض مالية من خارج المجلس لبعض النواب حتى يصبح لهم تمثيلية داخل المجلس التأسيسي. هذا ويغلب على حركة النهضة قانون التجميع وسياسة لمّ الشمل، ممّا ساهم في تعاطف العديد من النوّاب المستقلين معها وتقربهم للحركة، حسب ما أفادنا به الوريمي. ومن جهة أخرى، قال الوريمي أنّه لا يمكن الحديث عن ظاهرة النواب العابرين في الوقت الحالي.