انطلق اليوم المؤتمر الثاني لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، ثاني أحزاب الترويكا الحاكمة على مستوى النتائج الانتخابية في انتخابات 23 أكتوبر 2011، وعلى امتداد ثلاثة أيام تحت شعار "ملتزمون". ويعد هذا المؤتمر ثاني مؤتمر يعقده الحزب بعد صعوده إلى المسرح السياسي بصفة قانونية إبان ثورة 14 جانفي 2011، وقد جاء مؤتمره الأول في جوان 2011 بمدينة القيروان وقدم خلاله برنامجه للمرحلة الانتقالية الأولى ورؤيته للدستور المرتقب. وقد تأسس حزب المؤتمر في 25 جويلية 2001 وعمل في إطار السرية بعد أن عاش رموزه، وفي مقدمتهم رئيس الحزب السابق المنصف المرزوقي، العديد من المضايقات من طرف النظام السابق. ولم ينشط في العلن إلا في مارس 2011 بعد حصوله على تأشيرة العمل القانوني، ليفاجئ فيما بعد العديد من المراقبين للمشهد السياسي في تونس بحصوله على 29 مقعدا في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي يوم 23 أكتوبر 2011. وعرف الحزب في الأشهر الأخيرة العديد من الهزات الداخلية أفرزت جملة من الانشقاقات أولها انفصال أحد مؤسسي الحزب، عبد الرؤوف العيادي وتأسيس حركة "وفاء"، وآخرها استقالة الطاهر هميلة وتأسيسه لحزب الإقلاع. ويطرح في هذا السياق المؤتمر المزمع انعقاده على امتداد ثلاثة أيام جملة من المحاور الأساسية تتعلق أساسا بالطبيعة الايديولوجية للحزب، والتحضيرات الجارية للانتخابات المقبلة بالإضافة إلى طبيعة النظام السياسي الأكثر تناسبا مع واقع البلاد. وأكد الهادي بن عباس الناطق الرسمي باسم المؤتمر من أجل الجمهورية ل"وات"، أن المؤتمر الوطني الثاني للحزب سيكون مناسبة متجددة لتثبيت الموقف المدافع على إرساء نظام رئاسي معدل وتمتين قيم الجمهورية وتحديد موقف الحزب من التحالفات القائمة والتي يجب ألا تكون إلا على أساس الإصلاح والعدالة الاجتماعية والمساواة وإعطاء الأولوية المطلقة للتشغيل في أي مجهود وطني. وبين أن أي تحالف مع أي طرف سياسي مهما كان موقعه داخل الخارطة السياسية إذا لم يقم على أساس تحقيق أهداف الثورة، هو تحالف مرفوض، موضحا أن الأمين العام الحالي، محمد عبو، هو المرشح الوحيد إلى حد الآن لمنصب الأمانة العامة وذلك قبل إغلاق باب الترشحات لهذا المنصب. وأكد بن عباس أن الحزب استثنى من دعواته للمؤتمر حزب "نداء تونس"، معللا ذلك بقوله إن نداء تونس هو من الأحزاب التجمعية التي لا يجب أن تكون حاضرة، مبينا أن ميزانية المؤتمر الوطني الثاني تناهز 50 ألف دينار جميعها من مساهمات المنخرطين. وأفاد أن رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي لن يكون حاضرا في فعاليات المؤتمر الوطني الثاني الحزب، مضيفا أن أثره السياسي والروحي في الحزب لن يغيب عن المؤتمر حتى بعد استقالته. ويجدر التذكير بأن هيئة إعداد المؤتمر تنقسم إلى 5 لجان فرعية تتولى الأولى الإعداد المادي للمؤتمر وتقوم الثانية بتقديم مشروع تنقيح القانون الداخلي للحزب وتحديد آليات اتخاذ القرار. وتهتم اللجنة الثالثة بتحديد العلاقات السياسية والتحالفات مع الأحزاب الأخرى، بالإضافة إلى لجنة رابعة ستقدم تصورا لمنوال التنمية، ولجنة خامسة تعنى بطرح مشاريع الحزب للدستور والقوانين ونظرته لنظام الحكم. من جهة أخرى أعلن عزيز كريشان مستشار رئيس الجمهورية وعدنان منصر الناطق الرسمي باسم الجمهورية و طارق الكحلاوي عن انضمامهم الى حزب على الموقع الرسمي لحزب المؤتمر. وفيما يلي نص البيان: نعلن بمناسبة انعقاد المؤتمر الوطني الثاني لحزب المؤتمر من اجل الجمهورية انخراطنا في صفوفه. وإن خيارنا هذا يقوم على تشخيص الوضع الدقيق في البلاد والذي لم يعد يتحمل ممارسة السياسة بشكل فردي بعيدا عن الاطر التنظيمية والحزبية ولقربنا لفترة هامة من حزب المؤتمر سواء من انشطته او من رؤاه. ان مواجهة الوضع الراهن وخاصة مساعي النظام القديم للعودة الى الساحة والمصاعب التي تميز اداء السلطة المنتخبة على الرغم من كل جهودها يستوجب العمل من خلال الاحزاب النضالية والمبدئية كما هو حزب المؤتمر على رص الصفوف والقوى الوطنية والديمقراطية من اجل المصلحة العليا لتونس والتقدم بها الى الامام في سياق تحقيق اهداف ثورتها والتي تتركز بالأساس في تركيز ديمقراطية حيوية ومستديمة وهو الامر المرتبط بحل جدي وعميق للازمة الاقتصادية والاجتماعية التي خلفتها الخيارات الكبرى للنظام القديم. ونشكر أعضاء المكتب السياسي لحزب المؤتمر على ثقتهم فينا من خلال دعم انخراطنا في الحزب وأشغال مؤتمره. ونقدر في ذات الوقت الهياكل واللجان التي ساهمت في انجاح تنظيم المؤتمر وايضا الصيغ القانونية التي يتوافقون عليها. وعليه فان حرصنا الاساسي هو المشاركة في اشغال وفعاليات هذا المؤتمر الانتخابي الاول للحزب، وليس ضرورة كمؤتمرين، بهدف المساهمة في تجذير خياره السياسي وإثراء برنامجه العام مع بقية الاخوات والاخوة المؤتمرين.