حقق النادي الإفريقي ليلة أمس المهم بفوزه القيصري على مستقبل قابس بهدفين لهدف واحد في المباراة التي جمعتهما لحساب الجولة الثانية من البطولة،فوز جديد مكن نادي باب الجديد من مواصلة تصدر المجموعة الثانية صحبة كل من الترجي الرياضي التونسي ونجم المتلوي في انتظار التأكيد في قادم الجولات وأولها جولة الأحد القادم التي يستقبل فيها زملاء بلال العيفة الأولمبي الباجي على أرضية ملعب رادس. انتصار ليلة أمس كان بالإمكان أن يكون أسهل بكثير لو تعامل اللاعبون بأكثر واقعية مع الفرص التي أتيحت لهم ولم تغب الروح المطلوبة عن بعضهم نتيجة عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية التي باتت كابوسا مزعجا للمجموعة وللإطار الفني والمدير الرياضي الجديد الذين استنفذوا كل الحلول وكل الحبوب المسكنة لتهدئة زملاء خليفة وتأجيل ثورتهم،كل هذا وسط غياب تام لرئيس النادي الذي تواجد أمس في رادس ولكنه لم يجد الترحاب اللازم من قبل اللاعبين الذين ملوا وعوده الكثيرة. خليفة يرفض القيادة لاحظ كل من تابع مباراة الأمس حمل أسامة الحدادي لشارة القيادة عوضا عن صابر خليفة وهو ما خلق استفسارات وتأويلات كثيرة حول هذا التغيير غير المنتظر."الصباح نيوز" بحثت في الموضوع وتأكد لها بأن صابر خليفة رفض حمل شارة القيادة وتخلى عنها طواعية للحدادي معتبرا نفسه قد فشل في الدفاع عن مصالح زملائه وعن تبليغ أصواتهم لرئيس الفريق الذي واصل تجاهل مطالبهم وخير الاستجمام خارج البلاد على تسوية ملف المستحقات المالية لأبناء اليعقوبي التي أثرت كثيرا على أدائهم في مباراة الأمس. تململ وتهديد بالإضراب أشرنا في مقالات سابقة إلى أن الأجواء ليست على ما يرام في فرع كرة القدم وذلك بسبب الصداع المزمن المتمثل في المستحقات المالية،حيث علمنا أن اللاعبون اجتمعوا بعد نهاية مباراة الأمس بالمدير الرياضي سمير السليمي في حجرات الملابس وأعلموه بضرورة التحرك لتمكينهم من مستحقاتهم المتمثلة في الجزء الثاني من منحة الإمضاء ومن جراية شهر أوت ومنح الفوز على نادي حمام الأنف ومستقبل قابس، وإلا فإنهم سيجبرون على مقاطعة التمارين إلى حين تسوية وضعيتهم المالية.وإن كانت مصلحة الفريق لا تحتمل مثل هذه التصرفات،فإنه لا يمكننا توجيه اللوم على اللاعبين الذين صبروا كثيرا على وعود الرئيس المطالب بالتحرك السريع لفض هذا الإشكال أو إيجاد طريقة تفتح الباب لكل من يرغب في المساعدة وفي تحمل مسؤولية قيادة الفريق. عقوبة ذكية لخليل استبعد قيس اليعقوبي الشاب احمد خليل من قائمة اللاعبين الذين تمت دعوتهم لمباراة الأمس مما طرح أكثر من سؤال حول أسباب هذا القرار المفاجئ وبالتحري في الموضوع تأكد لنا بأن استبعاد ابن الشبيبة جاء بقرار فني من المدرب قيس اليعقوبي الذي لم يكن راضيا على أداء اللاعب في التمارين وخير معاقبته بطريقة ذكية حتى يعود سريعا إلى الجادة ويحارب على استعادة مكانه في التشكيلة الأساسية. خليل ليس اللاعب الوحيد المعاقب من قبل الكوتش فوسام بن يحيى ظل خارج الحسابات في مواجهتي البطولة بعد أن تحمل لوحده وزر الهزيمة في نهائي الكأس. ثنائي مبدع للمباراة الثانية على التوالي يؤكد الثنائي الجزائري مختار بالخيثر وإبراهيم الشنيحي بأنهما مكسب حقيقي للفريق،فالأول تغلب على حمزة العقربي ونجح في تأمين الرواق الأيمن دفاعا وهجوما بفضل لياقة بدنية عالية ونضح تكتيكي كبير وفنيات محترمة جعلت منه لاعبا مهما في تشكيلة اليعقوبي،فيما كان الثاني وفيا لنجاعته الهجومية بعد أن سجل هدف الفوز لفريقه وهو الهدف الثالث له منذ انطلاقة الموسم ليتصدر ترتيب هدافي البطولة إلى غاية الجولة الثانية.الشنيحي وبالخيثر قدما دروسا في الانضباط والمثابرة وفي الاجتهاد وحازا بذلك على احترام وحب جماهير الإفريقي التي تنتظر منهما المزيد في قادم الجولات. اجتماع منتظر ينتظر أن يجلس اليوم سمير السليمي إلى رئيس النادي سليم الرياحي لمناقشة بعض الملفات العالقة وأهمها طبعا ملف المستحقات المالية للاعبين التي باتت تشكل خطرا كبيرا على مستقبل النادي خاصة مع غياب نكهة اللعب لدى بعض العناصر على غرار صابر خليفة الذي لم يتفاعل مع الهدف الجميل الذي سجله في مباراة البارحة وعبد القادر الوسلاتي الذي لاح شبحا على أرضية الملعب.كما ينتظر أن يفتح السليمي مع الرياحي ملف تجديد عقود بعض اللاعبين والحديث عن الميزانية التي ستخصص للميركاتو الشتوي بما أن الفريق بحاجة إلى انتدابات ذات قيمة في كل الخطوط..