أكد صلاح الدين المصري رئيس الرابطة التونسية للتسامح، في تصريح أدلى به اليوم الاثنين لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن تعامل الحكومة مع الإرهابيين العائدين من بؤر التوتر في منطقة الشرق الأوسط يجب أن يتم عبر الآليات القضائية، معتبرا أن أي إجراء آخر يتجاوز القضاء "يعتبر إجراء غير قانوني و غير دستوري". وأبرز المصري، خلال تظاهرة نظمتها الرابطة بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، بمناسبة إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، ضرورة محاسبة الاطراف و الشبكات التي قامت بتسفير الشباب إلى سوريا، و تشديد الرقابة على البوابات الحدودية، وتحيين المعلومات حول الاشخاص الذين توجهوا إلى سوريا و العراق، قائلا "إن ظاهرة الارهاب هي لعبة دولية دعمتها قوى إستعمارية لا تحترم سيادة الدول". وبعد ان شدد على أن الرابطة التونسية للتسامح تناهض ما أسماه ب "العدوان السعودي على سوريا و اليمن»، نفى المصري إتهامات بعض الاطراف للرابطة بأنها "تتبنى المذهب الشيعي وتخدم مصالح إيرانية في تونس"، مؤكدا في المقابل أن الرابطة تساند قوى المقاومة في الشرق الأوسط على غرار التنظيم اللبناني "حزب الله" . من جانبه، دعا ضو جلالي المكلف بالعلاقات الخارجية بالرابطة، الحكومة إلى الإنسحاب من التحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية، مبينا أن القرار الوطني يجب أن يكون مستقلا عن كل القوى الاقليمية التي تورطت في الدم السوري و اليمني، على حد تعبيره . وصرح بأن الرابطة تسعى الى ترسيخ قيم التسامح بين كل المذاهب، وتعمل بالاشتراك مع عديد المنظمات الوطنية على نصرة قضايا التحرر الوطني، قائلا "إن الإرهاب التكفيري هو سبب البلية في العالم العربي الاسلامي و ليست إيران أو سوريا"، مشيرا في السياق ذاته، إلى تنسيق الرابطة مع عديد المنظمات، من أجل الكشف عن كل مظاهر التطبيع مع الكيان الصهيوني و التشهير به. ومثلت التظاهرة التي نظمتها الرابطة التونسية للتسامح بعد ظهر اليوم بلعاصمة، فرصة للتذكير بالخصال السمحة للرسول محمد، وإبراز أهمية بعده الاخلاقي في توحيد الأمة، وإرساء قيم كونية تستفيد منها البلدان الغربية إلى غاية اليوم . كما مثلت فرصة للدعوة الى التكافل الوطني و اتباع منهاج النبوة في الحياة اليومية . تجدر الإشارة، الى أن الرابطة التونسية للتسامح تأسست في مارس 2011 ، وتهدف الى نشر ثقافة التسامح، وتبني الافكار الداعمة لخيارات المقاومة العربية ضد الاحتلال الاسرائيلي، وتعمل على مكافحة التطبيع مع الكيان الصهيوني.
