حمّل عدد من المسؤولين في الحكومة المؤقتة مسؤولية ما حدث من أعمال عنف بسليانة لكلّ من الجبهة الشعبية والاتحاد العام التونسي للشغل. وقال الهادي بن عباس الناطق الرسمي باسم المؤتمر من أجل الجمهورية وكاتب الدولة لشؤون أمريكا وآسيا لدى وزير الخارجية لل"الصباح نيوز" :"عند وقوع احتجاج في جهة يجب أن يكون بطريقة متحضرة ودون دعوة إلى إضراب عام غير موجود حتى في تقاليد البلدان الأكثر ديمقراطية". واعتبر بن عباس دعوة الاتحاد الجهوي بسليانة إلى الإضراب العام بغير المسؤول، محمّلا المسؤولية الكاملة للمشرفين على هذا الاتحاد الجهوي وكلّ من ساهم في الإضراب العام. وأضاف بن عباس أنّه على اتحاد الشغل بسليانة عند إقرار إضراب عام أن يتوقّع كلّ التداعيات خلال الاحتجاج وأن يتحمّل مسؤولية التنظيم والتأطير مسبقا. كما بيّن بن عبّاس أنّ حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل تفاجا من وقوع مثل هذه الأحداث. وشدّد بن عباس على ضرورة تنسيق الاتحادات الجهوية مع الاتحاد العام للشغل في أخذ مثل هذه القرارات. وقال أنّ حمل الحجارة ورشق الولاية بها ليست من الأساليب الديمقراطية. الاتحاد يردّ على بن عباس وفي هذا السياق، اتصلت "الصباح نيوز" بسامي الطاهري الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل والذي قال أنّ الاتحاد الجهوي بسليانة نظم إضرابا عاما ناجحا وفي كنف المسؤولية وهو ما يدلّ على التجاوب الشعبي الكبير". وأضاف : "تصريحات الهادي بن عباس ليست مسؤولة وهو ليس على علم بكل شيء وباعتبار منصبه في الحكومة كان عليه أن يتنقل إلى سليانة ليكتشف حقيقة الوضع هناك". وقال الطاهري أنّ من غيّر مصير الإضراب هو قرار إطلاق النار من قبل أعوان الأمن، مبينا أنّ المسيرة عندما انطلقت يوم الثلاثاء كانت سلمية. ووجّه الطاهري رسالة إلى عباس مفادها : "أجبنا على السلاح المستعمل من قبل قوات الأمن خلال المصادمات مع أبناء الجهة وماذا فعلت الحكومة التي هي بصدد المشاهدة أمام هذا الوضع". وقال كذلك : "بن عباس كرجل دولة كان عليه أن يبتعد عن طريق السبات". كما طالب الطاهري بأن يقدّم بن عباس اعتذاراته إلى الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة، قائلا : "حزب هادي بن عباس من أكثر الأعداء للاتحاد". وأضاف بأنّ تصريحات بن عباس لن تثني أبناء سليانة عن المطالبة بمطالبهم الشرعية والدليل على ذلك تواصل الإضراب العام بالجهة منذ يوم الثلاثاء وإلى غاية هذه الساعة من كتابة أسطر المقال، مبيّنا أنّه خلال مسيرة اليوم لم يسجّل أيّ مصادمات بين الأمن والمتظاهرين. بن عباس يوجه أصابع الاتهام إلى أطراف في الجبهة الشعبية وعن الأطراف الأخرى التي تقف وراء أحداث العنف في جهة سليانة، حمّل الهادي بن عبّاس بعض الأطراف في الجبهة الشعبية المسؤولية في ما حدث بسليانة، قائلا: "هذه الأطراف تريد خلط الأوراق لتحسين وضعيتها السياسية وكلّما تخرج البلاد من أزمة يعملون على إرجاعها إلى المربع الأول". ودعا بن عبّاس أطرافا في الجبهة الشعبية، قال أنهم يعرفون أنفسهم، إلى انتظار موعد الانتخابات. وحول اتهام علي العريض وزير الداخلية لشكري بلعيد عن الجبهة الشعبية في أحداث سليانة، قال بن عباس : "أكيد إذا كان العريض قد حدّد المسؤولية وحملها لبلعيد فإنّ له أدلّة عن ذلك". وأضاف بن عباس أنّ تصريحات بلعيد دائما نارية وليس لها أيّ هدف إلاّ إشعال النار، قائلا: "لمصلحة من يعمل هذا الشخص؟ عليه أن يساهم في تنقية المناخ في البلاد ولا العكس". ومن جهة أخرى، دعا بن عباس إلى الإفصاح عن الغايات السياسية المتخفية وراء أحداث الجهة إن وجدت، مبيّنا وجود بعض الأطراف التي تعمل على "إدخال البلاد في الحيط" و"إرباك عمل الحكومة وتعطيل مسار الانتقال الديمقراطي في البلاد خاصة مع توسيع الحوار الوطني ليشمل المسار والجمهوري". وقال أنّ "بعض الأطراف لا ترغب في توسيع الائتلاف الحكومي". هذا وقد حاولنا الاتصال بشكري بلعيد لأخذ موقفه من تصريحات الهادي بن عبّاس إلاّ أنّ هاتفه الجوّال كان خارج نطاق الخدمة، كما حاولنا الاتصال بحمّة الهمامي إلاّ أنّه كان حاضرا في سليانة ولم يتمكّن من التحدّث معنا.