أجمع خبراء في قضايا الارهاب والامن في تصريحات اليوم الجمعة ل وات على أن الجهود الامنية والعسكرية التي يتم تنفيذها منذ جويلية الفارط وسيما بعد تصنيف تيار أنصار الشريعة كتنظيم ارهابي أفضت الى تضييق الخناق على المجموعات الارهابية والدخول في مواجهة أمنية وقضائية معها. وفي هذا السياق أفاد الخبير في قضايا الارهاب الناصر الهاني أن المجموعات الارهابية تعمل على تغيير تكتيكاتها وعلى تجنيد أشخاص جدد غير معروفين لدى السلطات الامنية وذلك بعد تضييق الخناق عليها وتكبيدها خسائر خلال العمليات العسكرية في جبال الشعانبي واكتشاف مخابئ لصنع المتفجرات والمراقبة الامنية لمداخل المدن وللحدود . وبعد أن رجح أن تكون المجموعات الارهابية بصدد التحضير لعمليات تفجيرية قد تطال حسب توقعه الفضاءات المدنية وذلك لاحداث الارباك والفزع دعا الهاني الى توخي اليقظة ومزيد التنسيق بين مختلف الاجهزة الامنية والعسكرية. كما أكد على ضرورة تطوير العمل الاستخباراتي وتوعية المواطنين عبر الومضات التحسيسية بوسائل الاعلام بضرورة اعلام الامن والجيش بالاجسام المشبوهة وأيضا بكيفية التعامل مع الاشخاص الغرباء الذين يشتبهون في تصرفاتهم .
وبعد أن أشار الى أن تونس حققت تقدما فى مكافحتها للارهاب مقارنة بالاشهر الماضية دعا الخبير الى مزيد تطوير الوسائل اللوجستية ودعم الموارد البشرية وتدريبها بما من شأنه أن يساعد على القضاء على جميع الخلايا الارهابية في تونس . كما شدد على أهمية مراقبة مسالك توزيع مادة الامونيتر التي يستخدمها الارهابيون لصنع القنابل التقليدية والالغام وذلك عبر ترشيد استخدام هذه المادة من قبل الفلاحين مشيرا الى أنه من اليسير الحصول على هذه المادة في تونس البلد المنتج للفسفاط ومشتقاته. كما أكد على ضرورة تقنين بيع المفرقعات والتي قال انه بالامكان استخدامها في عمليات ترهيبية تشتت الجهود الامنية وتمهد الطريق أمام الارهابيين لتنفيذ مخططاتهم الى جانب مراقبة الانشطة التجارية لمحلات بيع الاجهزة الالكترونية . من جهته اعتبر الباحث في سياسات الدفاع والامن الشامل نصر بن سلطانة أنه منذ تصنيف أنصار الشريعة تنظيما ارهابيا دخلت تونس في مواجهة أمنية وقضائية مع هذا التنظيم أفضت الى اكتشاف مخابئ لتخزين الاسلحة ولصنع المتفجرات وخلايا نائمة. وقال منذ هذا التصنيف أصبحت هناك جدية وحزم في التعامل مع الارهاب بعد أن كان هناك نوع من التعتيم ونوع من التغاضي عن نشاط البعض من عناصر أنصار الشريعة المتورطين في الارهاب لاعتبارات سياسية على حد تقديره. وأشار الى أن هذه المواجهة تفترض أيضا ردة فعل من الطرف الاخر في اشارة الى تنظيم أنصار الشريعة والدخول في مواجهة أكثر دموية ضد السلطات الامنية والعسكرية حسب تعبيره. أما العميد المتقاعد مختار بن نصر فقد أكد أن تكاتف الجهود الامنية والعسكرية منذ جويلية الفارط مكن من تشتيت المجموعات الارهابية وذلك من خلال القاء القبض على عدد كبير من عناصرها واكتشاف مخازن أسلحة. وأشار الى أن الارهابيين وحسب التحليل الميداني مازالوا في مرحلة رد الفعل وليس الهجوم مبينا أنهم يقومون حاليا بالتموقع في مختلف جهات البلاد من أجل السيطرة على الميدان والاستعداد لتنفيذ عمليات ارهابية وفق تقديره. وقال ان هذه المجموعات تتوخى عامل المباغتة وتريد من خلال العمليات المحتملة التي تنوى تنفيذها أن تضرب مفاصل الدولة وتربك الوحدات الامنية والعسكرية داعيا الى ضرورة مزيد تكثيف الجهود وتوحيد الصفوف على المستويين الامني والسياسي من أجل محاربة الارهاب . وشدد العميد بن نصر في هذا الصدد على أن المعركة ضد الارهاب هي معركة جميع التونسيين . وتابع يقول ان أكبر خطر على الارهابيين هو اكتشاف هوياتهم ومخابئهم لافتا الى أن هذه المجموعات هي مجموعات صغيرة لا تستطيع هزيمة القوات الامنية والعسكرية التونسية . وأوضح من ناحية أخرى أن من بين الاسلحة التي تعتمدها المجموعات الارهابية سلاح المعلومة داعيا وسائل الاعلام الى التعاطي مع الاحداث الامنية على أساس المقاومة ورفع معنويات القوات الامنية والعسكرية . من جانبه قال الخبير الاستراتيجي والباحث في الجماعات الاسلامية علية العلاني ان اكتشاف مخابئ الاسلحة ومطاردة الارهابيين يؤكد أن الارهاب مازال لحد الان تحت السيطرة وأن أعوان الامن والحرس والجيش استبسلوا ولهم كامل التقدير والدعم .
وتابع يقول عمليات الكر والفر التي نراها حاليا تترجم عن حالة الهلع التي أصبحت عليها الخلايا الارهابية لانها على ما يبدو فقدت مؤقتا حسب تقديره الدعم البشرى الذي كانت تجده من بعض الاطراف . وبخصوص تيار أنصار الشريعة اعتبر العلاني أن الهدوء الحالي لهذا التيار هو هدوء تكتيكي لان ناشطيه يواجهون ملاحقة مزدوجة من السلطات التونسية والجزائرية . ومضى العلاني في تحليله يقول لا أعتقد أن هذا التيار سيعود الى ما كان عليه من قوة لان جزءا هاما من أنصاره انفصلوا عنه أو انهم يطالبون بمراجعة مبادئه واستراتيجيته على ضوء اكتشاف جناح عسكري فيه مثلما صرحت به وزارة الداخلية