عقد اليوم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مؤتمرا صحفيا بمقر السفارة الأمريكية وذلك اثر زيارة غير مبرمجة ومفاجئة الى تونس التقى خلالها برئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي وبرئيس الحكومة مهدي جمعة. وقال كيري حول زيارته أن هناك شغورا في رزنامة سفره واختار التوجه إلى تونس لأنها تعيش مسارا انتقاليا. وأوضح ،انه ابلغ المرزوقي ومهدي جمعة بان الولاياتالمتحدةالأمريكية ستواصل دعمها لتونس في مسارها الانتخابي وللحكومة موضحا أن دعمهم لا يقتصر على الكلمات فقط فمنذ اندلاع الثورة تعهدت أمريكا بتوفير 400 مليون دولار أمريكي إلى تونس منها 24 مليون دولار أمريكي لتدريب قوات الأمن بوزارة الداخلية و100 مليون دولار أمريكي لتخفيف عبء ديونها إلى جانب 20 مليون دولار أمريكي في إطار برنامج خلق فرص العمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات. كما شدد على ان الولاياتالمتحدةالأمريكية ستواصل خلال الفترة المقبلة دعمها لتونس في مجال الأمن والنمو الاقتصادي و تعزيز التزاماتها الثنائية بين البلدين واشار كيري الى ان اهتمامهم بالمنطقة يهدف الى القضاء على الإسلام المتعصب والراديكالي هذا فضلا عن تركيز الديمقراطيات في دول المنطقة العربية. وأفاد أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما وجه دعوة إلى مهدي جمعة لأداء زيارة الى واشنطن وسيحدد موعدها في القريب العاجل كما أضاف انه اتفق مع مهدي جمعة على عقد الاجتماع الاول الاستراتيجي الأمريكي خلال الزيارة التي سيؤديها. وقال جون كيري خلال المؤتمر الصحفي انه سعيد بوجوده في تونس بعد مرور 3 سنوات على الانتقال الديمقراطي الذي توج بدستور جديد يتجذر فيه احترام القانون ويسلط الضوء على تقليد طويل دأبت عليه تونس وهو احترام المراة وحقوق الأقليات ويسمح للشعب التونسي بتحقيق تطلعاته ووصف كيري الدستور التونسي بانه يمكن ان يكون نموذجا للبلدان الأخرى في العالم. كما أوضح ان زيارته الى تونس تهدف بالأساس إلى توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين والعمل على ربط علاقات أوثق بينهما مشيرا إلى أن من بين البرامج التي تعمل على تعزيز التعاون بين البلدين هي التبادل التربوي حيث تخصص الولاياتالمتحدةالأمريكية 10 مليون دولار أمريكي لتوفير المنح الدراسية للطلاب التونسيين من خلال قضاء سنة كاملة في الجامعات الأمريكية وحاليا يتواجد لديهم في أمريكا 65 طالبا تونسيا يدرسون في إطار هذا البرنامج. كما أعلن كيري في ذات السياق إلى انه يتطلع إلى ربط علاقات مع كل من الجزائر والمغرب. وأشار إلى أن أهم الطلبات التي تقدمت بها تونس الى أمريكا كانت مرتكزة في مجال التجهيزات الأمنية اضافة الى المساعدة على المستوى التجاري وأكد كيري ان المجهود المبذول من قبل تونس في مجال مكافحة الإرهاب والذي كلل مؤخرا القبض على نشطاء من انصار الشريعة يدل حتما على ان استراتجيتها ضد الارهاب منظمة خاصة من حيث تنفيذ العمليات وهو خير دليل على إمكانياتها في مجال مكافحة الإرهاب. وبالنسبة الى مبلغ ال24 مليون دولار أمريكي للدعم في المجال الامني قال انه لن يقع اقتطاع مبلغ منه لتزويد تونس بالاسلحة مشيرا الى ان تونس تمدهم بقائمة حاجياتها ويقع تقييم القائمة على اساس المقدرة وحول ما ان ستكون ملائمة لتونس.