أعلن عدنان منصر الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية مساء اليوم الثلاثاء أنّ "تونس لن تسلم البغدادي المحمودي، آخر رئيس وزراء في عهد معمر القذافي، إذا لم يوفر الجانب الليبي ضمانات المحاكمة العادلة أو إذا استشعرت خطرا على حياته ". وأضاف منصر في تصريح هاتفي ل(وات) أن "الاتفاق بشأن هذا الملف مع الشقيقة ليبيا، هو اتفاق مبدئي، وليس تنفيذيا، وشروطه تونسية، قبل التسليم الفعلي، وأولها تشكيل لجنة تونسية للتثبت في ظروف القضاء الليبي واحترام الحرمة الجسدية والمعنوية " للمحمودي. وأكّد منصر أن محمد منصف المرزوقي رئيس الجهورية المؤقت رفض التوقيع على قرار التسليم وكان رفض التوقيع من قبله الرئيس فؤاد المبزع، موضحا أن "قرار التسليم يعود إلى عهد حكومة الباجي قائد السبسي ". ومن جهة أخرى، أشار منصر إلى أن "المباحثات بشأن الملف مستمرة "، متوقعا أن "تطول " سيما وان ليبيا مقبلة على استحقاق انتخابي. وفي المقابل أكد مصدر مطلع بوزارة العدل ل(وات) أن الحكومة قررت تسليم البغدادي المحمودي، تفاعلا مع المطلب الليبي في إطار المباحثات الثنائية الاخيرة بين البلدين بشرط توفر ضمانات المحاكمة العادلة. واكد نفس المصدر ان "الاجراءات يمكن أن تطول لانها تتوقف على استكمال إعداد الملف الخاص بالموقوف واجراءات التسليم ". ومن جهته اعتبر محامي البغدادي المحمودي مبروك كرشيد ان "قرار التسليم صدر عن جهة غير مختصة " (في إشارة إلى الحكومة)، مذكرا بأنه "سبق لرئيس الجمهورية، منصف المرزوقي، أن أكد بكل وضوح انه لن يتم التسليم ". واتهم الحكومة بأنها "تتجاسر على صلاحيات رئيس الجمهورية ". ورجح من جهة اخرى احتمال ان يكون الكشف عن هذا القرار في مثل هذا التوقيت بمثابة ""بالون" اختبار للمجتمع المدني "، مطالبا الناشطين الحقوقيين ب "التيقظ ". وتساءل مبروك كرشيد قائلا "لماذا تسلم تونس المحمودي... في حين أن دولا أخرى على غرار النيجر ومالي والجزائر " لم تعلن نيتها تسليم المسؤوليين الليبيين الذي لجأوا إليها. ونبه إلى احتمال نشوب مشاكل قبلية في الجنوب التونسي في حال تسليم البغدادي المحمودي، اعتبارا لانتماء البغدادي إلى قبيلة في المنطقة الغربية من القطر الليبي محاذية لمدينة بن قردان. وكان المحمودي دخل في إضراب جوع منذ يوم السبت المنقضي بعد ان أعطى رئيس الحكومة المؤقتة، حمادي الجبالي، إشارات لمسؤولين ليبيين بتسليمه، بحسب ما ذكره مبروك كرشيد. ويوجد المحمودي بسجن المرناقية منذ ما يناهز ثمانية اشهر.