قدّم رئيس الحكومة مهدي جمعة صباح اليوم بدار الضيافة بقرطاج رسائل تكليف للولاة الجدد تضبط مهامهم وتوضح خطط عملهم للفترة المقبلة بحضور كل من وزير الدّاخلية لطفي بن جدّو وكاتب الدولة للشؤون المحليّة والجهويّة عبد الرزاق بن خليفة. وحسب بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة فقد توجّه رئيس الحكومة للولاة بكلمة استهلّها بتهنئتهم بتولّيهم مهامهم الجديدة مؤكدا أنهم ممثلو الدولة في جهاتهم وأنهم حلقة التواصل بين الدولة والمواطنين وأنّهم مدعوّون للعمل في تناسق وانسجام مع العمل الحكومي وان يكونوا خير امتداد للدولة وخاصة للحكومة. وركّز مهدي جمعة على بعض المسائل الهامة في مهامّ الولاة الجدد حيث شدّد على ضرورة إعادة هيبة الدولة التي قال إنّه حان الوقت لاسترجاعها من خلال تطبيق القانون واحترامه وإنفاذه بالتوازي مع ضمان احترام حقوق المواطن وحريّاته مع تجنّب كل مظاهر التّسلط في تطبيق القانون مؤكّدا "أنّنا نعيش اليوم في مرحلة دقيقة نتوق فيها الى تحقيق جملة من المكاسب السياسيّة من شانها ان نستعيد بواسطتها هيبة الدولة على أساس تكريس قواعد الديمقراطية وقيم الحرية ومبادئ الدستور". ودعا رئيس الحكومة حسب نفس البلاغ إلى الحزم في تطبيق القانون وإنفاذه وضمان احترام قواعده بما يخدم المواطن ويحفظ حقوقه وحريّاته والحيلولة دون الإعتداء عليها واصفا المهمّات الموكلة للولاّة في هذا الظرف الحسّاس بالصّعبة والمعقّدة مضيفا بالقول:" الولاة ملتزمون في إطار مهامهم بتحييد المساجد وردع الخارجين عن القانون، وقدرنا أن نعمل جميعا من أجل معالجة كل الاشكالات في البلاد مهما كانت صعوباتها وتعقيداتها". وشدّد رئيس الحكومة على أن يعمل الولاة قصارى جهدهم من أجل تحييد الادارة وتحمّل المسؤوليّة لتهيئة الارضية المناسبة وتوفير المناخات الملائمة لإجراء الانتخابات في أحسن الظروف مؤكّدا أنّ أول تحييد اداري يجب ان يشمل المعتمدين والعمد وأنّ كل معتمد او عمدة له لون سياسي حتى وإن كان كفئا يجب تغييره." مضيفا أن تحييد الادارة التي تعدّ في تداخل وتماس مع عمليّة إجراء الانتخابات يجب أن يعجّل بإتمامه وأنّ المسؤولين والمديرين الجهويين وإن كان تعيينهم على أساس الكفاءة فإنّهم ملزمون بالولاء لمؤسسّات عملهم فحسب. وأوصى رئيس الحكومة الولاة الجدد بإيلاء ملف التنمية الأولوية القصوى والعمل على تذليل كافة الصعوبات مجدّدا التذكير بالفريق الذي تمّ تشكيله برئاسة الحكومة من ممثلين عن كافة الوزارات المعنيّة بالتنمية والذي سيقوم بزيارات ميدانيّة تفقديّة لكلّ جهات البلاد وسيتخّذ القرارات المناسبة على عين المكان مؤكّدا أن دفع التنمية يكون بالعمل والتنفيذ وتفعيل المشاريع المعطّلة وليس بالمخطّطات فحسب وأن المسؤول الجهوي يجب ان يأخذ قراراته وهو مسؤول عنها بما يمكن من التّقدم في إنجاز العمل الميداني والتنفيذي داعيا الى تجنب أسلوب تشكيل اللجان أو تنظيم الاجتماعات. وكشف مهدي جمعة أنّه يجري التّرتيب والتحضير حاليّا لإطلاق حملة كبرى للنّظافة تشمل جميع مناطق البلاد داعيا الولاّة بالمناسبة إلى تحمّل كافة المسؤوليات في هذا الجانب والعمل بالتنسيق مع السّلط المركزيّة والمصالح الجهويّة والبلديّة لإنجاح هذه الحملة داعيا إلى إرجاع الرقابة البلديّة وتوخّي الحزم في تطبيق القانون.