أكد الخبير في الشأن الأمني علي الزاوي، أن اختيار الجماعة الإرهابية التي كشف أنها تابعة مباشرة لزعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال، لهذا التوقيت بالذات لتنفيذ عمليتها الإجرامية التي راح ضحيتها 14 عنصرا من الجيش الشعبي الوطني بمنطقة بودرارن بولاية تيزي وزو، جاء تزامنا مع وجود وسائل الإعلام الأجنبية في الجزائر، والتي كلفت بتغطية الانتخابات الرئاسية، كاشفا عن أن تنظيم دروكدال يهدف لاسترجاع الصيت الإعلامي، لإثبات وجوده بعدما أشاد العالم بأسره بجهود الجزائر في القضاء على الإرهاب، واعترف بقدرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على إرساء السلم والأمن في البلاد، وهو السبب الذي جعل الشعب الجزائري ينتخبه لعهدة رابعة رغم وضعه الصحي الحرج. وأوضح الخبير في اتصال ب«البلاد"، أن وعورة المنطقة التي تدخل ضمن ما يسمى بمثلث الموت "تيزي وزو، بجاية والبويرة"، وغاباتها الكثيفة جعلتها المكان المناسب لتنفيذ العملية الإرهابية، حيث يعرف الصياد ماذا يصطاد ولا يعرف الصيد من سيصطاده، مشيرا إلى أن فلول الإرهابيين الموجودين في الجزائر يتمركزون في الوقت الحالي في الجهة الشرقية للوطن، خاصة في منطقة القبائل على الحدود التي تربط بين ولايات تيزي وزو، البويرة وبجاية، وامتدادهم يصل إلى تونس وليبيا، بعد تضييق الخناق عليهم في مناطق أخرى. وأشارت توقعات الزاوي، إلى أن العملية خطط لها مسبقا، حيث تم نصب الكمين بإحكام، مشيرا إلى أن الجماعة الإرهابية تكون قد نشرت عناصرها على بعد مسافة طويلة بعيدا عن موقع العملية، ربما تصل إلى 40 كلم، حتى ترصد تحركات عناصر الجيش، وتنسق فيما بينها عبر أجهزة الهاتف النقال، لضمان نجاح خطتها الإجرامية، التي أودت بحياة 14 عنصرا، ولم يستبعد أن تكون العملية ذات طابع انتقامي، بعدما نجحت قوات الجيش في القضاء على ما يقارب 40 إرهابيا في الفترة الأخيرة، واسترجعت كميات كبيرة من الأسلحة، إلى جانب إحباط عديد المخططات التي كانت تهدف إلى ضرب استقرار الجزائر. وكانت قوات الجيش قد باشرت عمليات تمشيط واسعة، بحثا عن معاقل إرهابيين، في إطار مخطط "الفتح المبين"، الذي أمر به رئيس الجمهورية ووزير الدفاع عبدالعزيز بوتفليقة شهر سبتمبر الماضي، حيث أعطى تعليمات صارمة إلى نائب وزير الدفاع الفريق ڤايد صالح، تفيد بملاحقة الإرهابيين المتمركزين بالجبال والمناطق الوعرة، في عدد من ولايات الوطن، والذين رفضوا ترك العمل المسلح والاستفادة من ميثاق السلم والمصالحة الذي أقره بوتفليقة من قبل، وهي العملية التي نجحت في القضاء على عدد كبير من الإرهابيين، بينهم أمير سرية عزازڤة، التابع لتنظيم درودكال، الذي تم القضاء عليه، أمس حسب مصادر أمنية. (البلاد الجزائرية)