أعلن اليوم الأحد مصطفى بن جعفر عن ترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية القادمة مؤكّدا انه لن يستقيل من منصبه على رأس المجلس الوطني التأسيسي .. يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي صرّح فيه استاذ القانون الدستوري قيس سعيد عدم وجود نص قانوني يجبر الرؤساء الثلاثة على الاستقالة من مناصبهم في صورة ترشحهم للرئاسة هذا بالإضافة إلى إعلان عدة أحزاب عن ترشيح رؤساء أحزابها للرئاسية ومع بداية إعلان وزراء في عهد النظام السابق الترشح ومن بينهم منذر الزنايدي الذي عاد اليوم إلى تونس. كما ألقت الانتخابات التشريعية بظلالها على الساحة السياسية وأعلن ترشح 1316 قائمة حزبية وائتلافية ومستقلة للتشريعية. هذه النقاط حاولنا طرحها مع الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل بوعلي المباركي الذي وصف تعدد القوائم الانتخابية المرشحة للتشريعية وكثرة مرشحي الرئاسية ب"الإسهال"، موضحا : "المشهد السياسي في تونس لم ينضج بعد ولم يرتقي لمستوى تطلعات التونسيين" كما اعتبر كثرة الترشحات طريق ل"تشتت اصوات الناخبين في الانتخابات والذين ستضيع أصواتهم عند القيام بعملية الاختيار". وبيّن المباركي ان الجميع كان ينتظر تجمّع الكتل والأحزاب السياسية وتكوّن ائتلافات. وأشار إلى أنّ بعض المرشحين للرئاسية وكذلك للتشريعية استعملوا في خطاباتهم النعرات الجهوية والقبلية وهي مظاهر خطيرة، قال انه خال انها انتهت دون رجعة، داعيا جميع مكونات الساحة السياسية إلى الابتعاد عن مثل هذه الخطابات لتبيعاتها الخطيرة. حكومة جمعة كانت تجربة ناجحة أمّا بخصوص تلوّن المشهد البرلماني القادم وما يمكن أن يترتب عنه، قال بوعلي المباركي ان البرلمان القادم سيكون متلونا ولكن ليس معلوم درجة هذا التلوين، مضيفا : "موقفي الشخصي ان الفترة القادمة تقتضي التوافقات.. وأدعو الأحزاب السياسية ومكونات البرلمان القادم إلى تجنب الحكومات الحزبية لأنها ستعيد البلاد إلى دائرة التجاذبات السياسية والبحث عن حكومة توافقية تكون أغلبها غير حزبية مدعومة من مختلف مكونات البلاد من أحزاب ومنظمات وطنية" هذا واعتبر ان حكومة تكتنوقراط التي ترأسها مهدي جمعة كانت تجربة ناجحة عرفت فيها البلاد نوع من الاستقرار رغم الصعوبات التي واجهتها. سنبحث عن عصفور نادر وحول دور رئيس الجمهورية القادم وأهمّ ملامح يشترط التوفر لديه، أبرز المباركي انه سيكون رئيسا منتخبا مباشرة من الشعب وستكون له شرعية أكبر من الآن وأوسع، مؤكّدا انه يجب ان يكون رئيسا توافقيا بمعنى ان يكون حوله توافق واسع حتى يستطيع العمل في ظروف مناسبة وأن يكون له الجرأة في اتخاذ القرارات على الصعيد الوطني والخارجي حتى يعيد لمؤسسة الرئاسة هيبتها ومكانتها. وقال : "أنا سأكون ميالا إلى أن نبحث عن عصفور نادر من خارج الأحزاب يقود المرحلة القادمة.. يكون مرشحا غير حزبي ويحظى بدعم واسع من قبل أكثر أطياف المجتمع ومكوناته.. لا أن يكون متحزبا سيضطر إلى الارتهان لحزبه وتحالفاته.. يجب ان يكون رئيسا فوق الأحزاب ويكون رئيس للدولة ولكل التونسيين وليس رئيس حزب ذا او ذاك... وكلّ المترشحين مرحب بهم ولكن أنا أميل إلى أن يكون غير متحزب". وبسؤالنا للمباركي ان كان هذا العصفور النادر يمكن أن يكون "المهدي المنتظر" رفض الإجابة حتى لا يقع تشخيص المسألة في شخص معين. رئيس الجمهورية القادم يجب أن يكون شخصية وطنية وعن الأصوات المتعالية لترشيح مهدي جمعة للرئاسية وعدم التفريط فيه خاصة بعد أن "أثبت نجاح تجربة حكومته"، قال بوعلي المباركي ان جمعة لم يعلن عن ترشحه للرئاسية ولو فعل ذلك فسيكون لكل حادث حديث، حتى يعود ليؤكّد نجاح مهدي جمعة في الفترة الحالية وقدرة حكومته على توفير الاستقرار السياسي للبلاد . وختم المباركي حديثه معنا قائلا : "أنا متمسك بأن يكون رئيس الجمهورية القادم شخصية وطنية وأن يكون مرشحا من الشعب وحوله أوسع توافق ممكن.. وهذا أمر يمكن الوصول له.. والمرحلة القادمة تقتضي التوافق""