رغم انه لم يمض على انطلاق الحملة الانتخابية سوى 4 أيام فقط فقد سجل مرصدا الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري و النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بعض التجاوزات في الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب وعلمت "الصباح نيوز" ان مجلس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري اجتمع مساء أمس وقرر ايقاف بث واعادة بث برنامج "لمن يجرؤ فقط" لمدة شهر ابتداء من صدور هذا القرار وسحب البرنامج من الموقع الالكتروني للقناة ومن المواقع الاجتماعية التابعة لها من اجل مخالفته لمقتضيات الفصل 5 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011 لما تضمنه من تبييض للارهاب وهو ما من شأنه ان يمثل تحريضا على العنف ومن عدم احترام المعاهدات والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان والحريات العامة. كما رصدت "الهايكا" اشهارا سياسيا بقناة الزيتونة حيث قرر مجلس الهيئة تسليط خطية مالية على قناة "الزيتونة" في شخص ممثلها القانوني قدرها 10 الاف دينار لمخالفتها احكام الفصل 45 من المرسوم لسنة 2011 التي تحجر الاشهار السياسي خلال الفترة الانتخابية. تعددية وتوازن وفي الوقت الذي اكد فيه رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري النوري اللجمي ان "الهايكا" أرسلت تنابيه لمؤسسات إعلامية فانه رفض كشف أسماء هذه المؤسسات التي قامت بخروقات لدواعي قانونية في انتظار إصدار تقرير المرصد في الأيام القليلة القادمة على حد تعبيره. وقال اللجمي ل"الصباح نيوز" ان المرصد يقوم بتسجيل كل ما يتم بثه عن طريق 29 مراقبا لرصد الاخلالات ولفت نظر الإعلاميين لمحاولة تطبيق قواعد العدل والمساواة مع مختلف القائمات المترشحة للانتخابات التشريعية. ومن جانبها أكدت راضية السعيدي عضو "الهايكا" ان مرصد الهيئة سيصدر تقارير أسبوعية حيث من المنتظر صدور تقريره الأول السبت المقبل الذي سيرصد مختلف التجاوزات التي تشمل الإذاعات والتلفازات. نزاهة واستقلالية ومن جهته شدد الحبيب بالعيد عضو "الهايكا"على مسؤولية الصحفي في إعلام المواطنين بكل نزاهة واستقلالية باعتبار دور الإعلام في الانتقال الديمقراطي وما يقتضيه من تعددية وتوازن وعدل بين المترشحين في الانتخابات الرئاسية والإنصاف بين القائمات في الانتخابات التشريعية. وفي حديثه ل"الصباح نيوز" كشف بالعيد ان العدل والإنصاف موجود بنسب مختلفة في ظل الخروقات التي تعكس عدم احترام والتزام بأخلاقيات المهنة في وقت يتوجب فيه على المنشط التزام الحياد وعدم إظهار انتماءاته وعدم الانحياز لطرف معين لأنه من غير المعقول ان يسمح للضيوف بتجاوز حدود المعقول من خلال خطاب سب وشتم يمس من أعراض الناس على حد تعبيره. تجاوزات في الصحافة المكتوبة وفي سياق متصل سجل مرصد الإعلام للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين - بالتعاون مع المنظمة الدولية لدعم الإعلام ,مرصد شمال افريقيا للشرق الأوسط للإعلام وهي المجموعة العربية لرصد الإعلام سابقا-,جمعية التونسيات للبحث حول التنمية ,جمعية النساء الديمقراطيات ورابطة الدفاع عن حقوق الإنسان – بعض التجاوزات في الصحافة المكتوبة شملت عديد العناوين. وقالت المنسقة العامة للمرصد سكينة عبد الصمد ل"الصباح نيوز" انه تم رصد بعض التجاوزات في الصحافة المكتوبة سيتم كشفها ضمن تقرير يصدر كل أسبوعين للفت نظر الإعلاميين بشأنها وتلافي تكرارها في المستقبل للمساهمة في انجاح العملية الانتخابية. وتعقد النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين صباح اليوم ندوة صحفية لتسليط الضوء على عملية الرصد التي يؤمنها 20 ملاحظا وأهدافها ومختلف تفاصيلها. ورغم كل التوصيات مازالت عديد الصحف بعيدة عن شعار الحيادية لاختيارها "التخندق" مع بعض الأطراف السياسية دون مراعاة الحرفية وما تقتضيه من موضوعية كما ان بعضها فتحت صفحاتها للإشهار السياسي لبعض الأحزاب وهو ما يعد تجاوزا مفضوحا لا يمكن السكوت عنه باعتبار تداعياته على شفافية ونزاهة العملية الانتخابية لانه لا يعقل ان تمتثل بعض المؤسسات للقوانين بينما تتجاهله مؤسسات أخرى لغايات تجارية. الصمود أمام الضغوطات وكانت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري قد أصدرت "دليل الصحفيين التونسيين لتغطية الحملة الانتخابية" الذي احتوى على جملة من القواعد والتوصيات التي يتعين اتباعها اثناء تغطية الحملة الانتخابية لضمان مبادئ التعددية والحيادية والمساواة بين التشكيلات الحزبية المتنافسة ومرشحيها.والعمل بدقة ومصداقية ودون احكام مسبقة والأخبار بطريقة متوازنة وعادلة مع الدفاع عن حرية المعلومة والتعليق والنقد. ودعت "الهايكا" الإعلاميين الى اطلاع الجمهور على البرامج الانتخابية وعلى النقاشات بين الأحزاب أو المترشحين بطريقة عادلة ومتوازنة وكشف الأخطاء والاخلالات والتجاوزات والحفاظ على استقلاليتهم والصمود امام الضغوطات السياسية والاجتماعية او المالية.