انفجرت سيارتان مفخختان، صباح الخميس، بمحيط مقري السفارتين المصرية والإماراتية بالعاصمة الليبية طرابلس، بحسب شهود عيان لمراسل الأناضول. وقال شهود عيان إن سيارة مفخخة انفجرت، صباح اليوم، أمام السفارة المصرية بطريق الشط، بجوار وزارة التخطيط، وسط طرابلس، وتصاعدت ألسنة النيران أمام سورها الخارجي. وأضاف الشهود أن الانفجار لم يسفر عن خسائر بشرية، حيث كانت المنطقة خالية وقت الانفجار الذي وقع صباحا. وبحسب شهود عيان فإن انفجارا آخر وقع أمام مقر السفارة الإماراتية، بحي قارقارش شرقي طرابلس، صباح اليوم. وقال شهود عيان إن السيارة المفخخة كانت متوقفة منذ الليلة الماضية قرب مبنى السفارة الاماراتية وخلف الانفجار أضرارا مادية بسيطة بالواجهة الأمامية للسفارة الإماراتية، وفقا لشهود العيان. وقال مسؤول بالإدارة العربية بوزارة الخارجية الليبية بحكومة الانقاذ الوطني، في اتصال هاتفي مع مراسل الأناضول، إن "التحقيق في الحادث يجري على قدم وساق". وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن "عمر الحاسي رئيس حكومة الانقاذ (موالي للمؤتمر الوطني) سيلقي بيانا خلال الساعات القادمة حول الحادثين وسيكشف الجهات المتورطة فيهما". ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجومين وكانت سفارتا مصر والإمارات في طرابلس قد أغلقتا في وقت سابق إثر اندلاع المواجهات المسلحة بين قوات "فجر ليبيا" وقوات أخرى تابعة لمدينة الزنتان اوت الماضي. يأتي الانفجاران غداة سلسلة انفجارات بسيارات ملغومة أمس الأربعاء في 3 مدن تخضع لسيطرة حكومة طبرق (شرق) المعترف بها دوليا ، خلفت 8 قتلى، و26 مصابا بينهم 5 عسكريين. ومؤخرا، اتهم عسكريون من قوات عملية "فجر ليبيا"، التي تسيطر على طرابلس منذ، مصر والإمارات بشن غارات على مواقع لها في العاصمة الليبية، وهو ما نفته القاهرة وأبو ظبي في وقت سابق. وتعاني ليبيا صراعاً مسلحا دموياً في أكثر من مدينة، لاسيما طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق)، بين كتائب مسلحة تتقاتل لبسط السيطرة، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق)، والذي تم حله مؤخرا من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه. أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا)، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب). ويتهم الإسلاميون في لبيبا فريق برلمان طبرق بدعم عملية "الكرامة" التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر منذ ماي الماضي، ضد تنظيم "أنصار الشريعة" الجهادي وكتائب إسلامية تابعة لرئاسة أركان الجيش، ويقول إنها تسعى إلى "تطهير ليبيا من المتطرفين". بينما يرفض فريق المؤتمر الوطني عملية الكرامة، ويعتبرها "محاولة انقلاب عسكرية على السلطة"، ويدعم العملية العسكرية المسماة "فجر ليبيا" في طرابلس والتي تقودها منذ 13 جويلية الماضي "قوات حفظ أمن واستقرار ليبيا"، المشكلة من عدد من "ثوار مصراتة" (شمال غرب)، وثوار طرابلس، وبينها كتائب إسلامية معارضة لحفتر في العاصمة، ونجحت قبل أيام في السيطرة على مطار طرابلس.