انعقد اليوم الثلاثاء المؤتمر الوطني لتحديث الوظيفة العمومية الذي نظّمته رئاسة الحكومة بإشراف محمد عبو الوزير المكلف بالإصلاح الإداري وحسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل. وأعلن العباسي بهذه المناسبة أنه من مقوّمات تحديث الوظيفة العمومية تحسين مردودية العون العمومي من خلال تنمية الموارد البشرية عبر التكوين والرسكلة وتعصير وسائل العمل والتنظيم، حسب ما نشره الموقع الرسمي للاتحاد. كما شدّد العباسي على ضرورة تطوير الوضعية الاجتماعية للعون العمومي وتحسين قدرته الشرائية بغاية سدّ المنافذ أمام كلّ محاولات الإغراء والارتشاء وعودة الفساد. ودعا العباسي للقضاء على كلّ الأشكال الهشّة للتشغيل التي تنعكس بالضرورة على أداء ومردودية العون العمومي وبالتالي على جودة خدمات المرفق العام تحت غطاء الحوار الاجتماعي. وأكّد أيضا ضرورة تأمين الحماية لفائدة المسؤول النقابي وإلغاء كلّ أشكال التضييق على العمل النقابي لذلك دعا إلى سحب المنشور ع7دد المتعلّق بخلايا الإنصات لما فيه من ضرب للحقّ النقابي. ودعا الأمين العام إلى الأخذ بعين الاعتبار الوضعية القانونية والترتيبية للعون العمومي ممّا يحتّم ضرورة مراجعة النظام الأساسي العام لأعوان الوظيفة العمومية وخاصة التعجيل بتمكين مختلف الأسلاك من أنظمتها الأساسية الخاصة في إطار حوار بنّاء وجدّي بين ممثّلي الأعوان وسلطة الإشراف والدفع نحو إدماج معايير العمل الدولية في التشريع الوطني والحرص على تطبيقها في المنظومة القانونية الداخلية. وشدد الأمين العام على أن القضاء على منظومة الاستبداد والفساد بجميع أشكاله وما تتطلّبه استحقاقات ثورة الحرية والكرامة يقتضي بالضرورة تفكيك المنظومة التشريعية التي كانت أداة لتبريره. وأضاف قائلا: "من أجل ذلك تطرح مسألة الإصلاح الإداري وتحديث الوظيفة العمومية كخيار حيوي واستراتيجي لاستكمال مسار الثورة". كما جدد العباسي تأكيده على أن مسألة الإصلاح الإداري وتحديث الوظيفة العمومية ليست بالمسألة الهينة، نتيجة مخلّفات دولة الفساد والمقاربة الخاطئة للمرفق العمومي والتعامل الغير الجدّي مع مكوّناته". واعتبر العباسي أنّ معالجة هذه المسألة لا يمكن أن تتمّ من طرف وحيد وبشكل فوقي ومسقط بل يجب أن تكون وفق مقاربة تشاركية تفسح المجال لمساهمة جميع أطراف الإدارة من ناحية لكن أيضا منظوريها والمستفيدين من خدماتها في إطار حوار شامل وجدّي يأخذ بعين الاعتبار مصالح كلّ الأطراف المعنية ويؤسّس لعلاقات مهنية جديدة."