حتى مع الأهمية التي تكتسبها الحرب التي أعلنها رئيس الحكومة يوسف الشاهد على الفساد رغم أنها لم تكن حربا بأتم معنى الكلمة بل مجرد "غزوة" فان هناك معركة لا تقل عنها أهمية بل هي أولى ونقصد بها حرب حماية "قفة" المواطن وقدرته الشرائية فالتونسي اليوم ونحن هنا نعني متوسطي ومحدودي الدخل وهم الغالبية لم يعودوا قادرين على مسايرة هذا الجنون غير المسبوق للأسعار وآخره الذي أصاب مشتقات الحليب فبعد أن قررت الدولة عدم الزيادة في مادة الحليب وتنفس المواطن الصعداء حصلت الزيادة من جهة أخرى حيث ارتفعت أسعار مشتقات الحليب بشكل كبير ولعل المواطن يقول هنا لو فرضتم زيادة في الحليب وتركتم مشتقاته لكان أفضل لأن ما تعطيه الحكومة باليمين تأخذه بالشمال بل تأخذ أكثر منه. بما أن البلاد مقبلة بعد أيام على تحوير وزاري سيكون واسعا فان من الأولويات التي على الحكومة السير فيها هو انقاذ القدرة الشرائية للمواطن أو انقاذ ما تبقى منها والا فان الأرقام التي ستعرض حول تحسن نسبة النمو وتخفيض التضخم وغيرها لن تشفع لها مطلقا لأنها لا تعني المواطن في شيء.