أنا لا أكتب لذوي النكوص المنطقي (les débiles)، فلست مسؤولا عن جهلهم لكي تفهم مقالي عليك أن تتخلص من عقدة الإنتماء، وتخلع عنك جبة "ما أريكم إلا ما أرى" وترى الواقع حقيقة كما هو، لا كما تشتهي أنت أن تراه لكي تفهم مقالاتي، عليك أن تتخلص من عقدة الإنتماء، وتخلع عنك جبة "ما أريكم إلا ما أرى"، وأن لا ترى الأمور كما تشتهي أنت أن تراها، ولكن خذها كما هي حقيقة بعقلانية، وأخرج كل أعمال القادة والساسة من المسلمات، وضعها تحت الدرس والنقد، ثم قل "هذا مبلغ اجتهادي"... أنا لا شيخ لي إلا عقلي، ولا نص مقدّس عندي إلا القرآن، وكل الناس عندي راد ومردود عليه، إلا صاحب الرسالة المُحمّدية، ولا معقب عندي لكلمات الله، ولا أصطف وراء أحد ولا وراء أي حزب، وأرفض أن أكون تابعا، فطبعي يأبى علي إلا أن أكون قائد نفسي ورئيس جمهورية بيتي... لا ولاء لي إلا لله ولرسوله ولعامة المؤمنين ولتونس الوطن، لا أتكلم في أمر إلا بعلم، ولا أجادل إلا بحجة، ولا أقبل رأيا فجا صنعته العصبية والولاءات العاطفية، ولا أعير اهتماما لرأي صيغ بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير... كلي أذان صاغية لمن يجيد المعرفة والإطلاع حتى وإن كان رأيه مخالفا لرأيي، فلعلني أجد عنده ما ليس عندي، فأقتنع بحجته... أقول دائما: هذا رأيي وهو أحسن ما قدرت عليه، فمن جاءني بأحسن منه وأثبت حجة فهو أولى مني بالصواب... أرفض صحبة اللعّان وبذيء اللسان وفاحش الكلام وسيء الخلق، وأحتقر من ليس في حواره بيان ولا حجة إلا السب والتعيير والتكذيب والتجريح والتكفير والتخوين... أرحّب بكل رأي ونقد يصلح من حالي ويقربني إلى ربي، فقد تربيت على خلق سيد الخلق... أرى لي من الرجولة والشجاعة والأمانة ما يجعلني أقول لمن أحسن أحسنت، ولمن أساء أسأت، ولا أخاف في الله لومة لائم... ليس من عادتي التصفيق، وأكره في الله من يصفق لمن ألمس فيه نفاقا وخذلانا... لن أستجد الناس بنضالي ومعاناتي وسجني وتعذيبي، فلعل ذلك يغضب عني ربي... هذا أنا... وأسأل الله السلامة في الدين والعرض ويوم العرض... وهذا قولي أتوجه به إلى ذوي العقول والألباب، فأنا لا أكتب لذوي النكوص المنطقي، فلست مسؤولا عن جهلهم... ولينعق من ينعق بما ينعق، فحسبنا الله فيه، والله كفيل لنا بالقصاص منه.