أما الصورة الثانية التي استوقفتنا فهي للمخرج المصري "خالد يوسف" الذي شارك في تحطيم الجدار المحيط بالسفارة الإسرائيلية في مصر، وكان في مقدمة عدد من الشباب الذي تصرف بكل عفوية غيرة على وطن لا يليق به أن يتعامل مع "إسرائيل" مع احترامنا لجميع القراءات التي ترى غير ذلك... نعرف جيدا "خالد يوسف" وهو بمنتهى الذكاء ويحسب جيدا خطواته ولا يغامر بأية حركة ما لم يقرأ عواقبها ويضمن لنفسه منها الفائدة... وبفضل ذكائه خرج من الثورة المصرية بطلا "قوميا" وحصن نفسه من الغضب الشعبي... أما الصورة الأخيرة فهي لطفل "كمبودي" تركه والداه في رعاية جده وهو لم يكمل العام الأول من عمره وغادرا البلدة بحثا عن عمل... لم يجد الطفل حلا سوى أن يرضع من ثدي بقرة متأسيا في ذلك بعجل... وعبثا حاول الجد أن يمعنه من ذلك، فقد كان الطفل في حاجة إلى الحليب ولم يخجل من لعب دور "العجل" ليشرب الحليب مباشرة من ثدي البقرة غير واع بالصور التي تناقلتها وسائل الإعلام منددة بهذا السلوك الذي قد يكون له تأثير سلبي على تكوين شخصيته فيما بعد، وهي تتحاشى الحديث عن الظروف التي يمكن أن تجعل طفلا في "كمبوديا" يرضى بدور حيواني... إنها الحاجة التي لا تقرأ في الصور، لأن الصورة عندنا تحتاج إلى ابتسامة حتى "تطلع حلوة"...