هي ممثلة تملك قدرة على بث الفرح في من حولها بطريقة عجيبة... دائمة الضحك ولا يعلو صوتها إلا بذلك، نقية القلب والسريرة، عفوية وحضورها مبهج... وهي أيضا ممثلة موهوبة، متخرجة في المعهد العالي للفن المسرحي، تدرس المسرح وتمارسه بمنتهى الشغف هي «حنان الشقراني» أو «البجعة الجميلة»، و»لميس» في سلسلة «دنيا أخرى» موضوع حوارنا معها الذي نختصره في الورقة التالية: هل تعيشين تجربة التصوير خلال شهر رمضان للمرة الأولى في حياتك؟ نعم، للمرة الأولى أصور عملا خلال شهر رمضان بالتوازي مع عرضه على الشاشة. هل تسمح هذه التجربة بإدخال بعض التعديلات وتغيير أشياء تفاعلا مع رد فعل الجمهور؟ هذا صحيح ، وهو الشيء الممتع في تصوير عمل بالتوازي مع عرضه لأننا نتابع رد فعل الجمهور ونجتمع لنتبادل الرأي ونحن ناقدون شرسون لعملنا ولبعضنا البعض، ويمكننا إدخال بعض التعديلات متى استوجب الأمر ذلك، لكن ما يشعرني بعدم الارتياح أني أشاهد على الشاشة عملا نحن بصدد تصويره. في كم من حلقة ستكون السلسلة؟ في خمس عشرة حلقة. الحلقة الأخيرة بعد يوميين (حاورتها يوم أمس الخميس 08 جوان13 رمضان) ومازال التصوير متواصلا؟ نعم، ولكننا بصد إنهاء بعض المشاهد القليلة لا أكثر، وانطلاقنا في عملية التصور بشكل متأخر جدا هو الذي جعلنا نتأخر إلى هذا الحد. كيف وجدت رد فعل الناس في الشارع على شخصية «لميس»؟ الناس الكل شايخة بلميس ربما لأنها تدافع بشراسة عن حبيبها، وتخطئ أحيانا في أسلوب هذا الدفاع ولكن يحسب لها حسن النية وشرف المحاولة (تضحك) أعتقد أن شعبية «لميس» مأتاه أن في كل امرأة منا «لميس»، تنجم تكون اسمها سارة والا حنان والا الفة أما من داخل من داخل ما تطلع كان لميس (تضحك) ما يسعدني كثيرا هو رد فعل الأطفال... «الصغار يحبوني برشة ويعيطولي لميس وانا نموت عليهم زادة». غلب الارتجال على عمل أغلب الممثلين في السلسلة، هل أنت واحدة منهم؟ لا، ارتجالاتي قليلة جدا... لكل ممثل أسلوبه، وأنا لا أحب الارتجال كثيرا، لأن المحاولات الارتجالية ليست دائما موفقة. هل ستتواصل سلسلة «دنيا أخرى» في موسم ثالث؟ نعم، مبدئيا ستتواصل السلسلة في جزء ثالث بعد النجاح الكبير الذي حققته هذا العام. ألا يزعجك أن تبقي حبيسة شخصية واحدة (لميس) لمواسم متعددة خاصة أن قناة الحوار التونسي «تمنعك» من العمل في أي قناة أخرى؟ يشرفني أن أكون ابنة قناة الحوار التونسي لأني قبل أن ألتحق بالعمل فيها (برنامج كلام الناس) لم أكن أتلقى اقتراحات مهمة من تلفزات أخرى، بل أذكر أني رشحت في مسلسل لفائدة التلفزة التونسية وتم التخلي عني في اللحظات الأخيرة بلا كلمة اعتذار واحدة. لا يزعجني على الإطلاق الاستمرار بدور «لميس» في «دنيا الأخرى» ليس فقط لثلاثة مواسم فقط وإنما لمدى الحياة، ولا أخاف انحصاري في دور واحد لأني واثقة أنه بالكتابة والإخراج يمكن للشخصية أن تتطور تدريجيا، وعموما فلي المسرح أستطيع به أن أذهب في اتجاهات شتى، بأدوار متعددة ومختلفة. في الوقت الذي تحقق فيه «دنيا أخرى» نجاحا جماهيريا، تلقى الكثير من النقد من الإعلاميين وصناع الدراما، لم كل هذا التناقض في الرأي حول السلسلة؟ هل تملكين تفسيرا له؟ في الفن كل شيء نسبي بما في ذلك موقف الجمهور ورأي النقاد وأهل المهنة، وفي اعتقادي أمر طبيعي جدا ألا تعجب السلسلة جميع الناس، لكن المؤلم أن بعض الآراء هي أحكام مسبقة، يقولها أصحابها قبل أو دون مشاهدة الإنتاج، كما أنها آراء شديدة القسوة وهذا يؤذيني شخصيا، ومع سلسلة «دنيا أخرى» بالذات هناك الكثير من القسوة في الحكم عليها. النقد مهم لنا جميعا، به نتطور، ومن خلاله نتقدم، لكن الأحكام القاسية التي لا تحتكم إلى أي موضوعية أراها مؤلمة ومؤذية جدا. نقطة ضعف السلسلة هو الإخراج وغياب إدارة الممثلين، هل تتفقين مع هذا الرأي؟ لا أتفق مع هذه الآراء لأني وأنا في بلاطو التصوير لم أشعر لحظة واحدة أن «قيس شقير» المخرج يخوض تجربته الأولى بعد محاولات في إخراج البرامج... لكن ربما تبدو الصورة مختلفة عن السنة الماضية لأن المخرج مختلف... سامي الفهري هو مخرج الجزء الأول من «دنيا أخرى»، وانشغاله هذا العام بمسلسل «أولاد مفيدة» منعه من مواصلة التجربة معنا، فعوضه «قيس شقير» «اللي خذا الريسك» وانطلق في التصوير بعد أسبوع واحد من التحضير وأظن أن النتيجة كانت مقنعة جدا جماليا أو في إدارة الممثلين. كلامك يوحي بأنك تشاهدين سلسلة أخرى مختلفة تماما عن تلك التي نشاهدها نحن؟ لا إطلاقا، هل علي أن اتفق معك في الرأي حتى تبدو إجابتي مقنعة؟ لقيس شقير تجارب صغيرة في الإخراج وأرى انه أثبت إمكانياته في سلسلة «دنيا أخرى» على المستوى الجمالي. بالنسبة إلى إدارة الممثلين، لم يكن مطلوبا الكثير من «قيس» لأن الشخصيات اشتغلنا عليها جيدا العام الماضي مع سامي الفهري، وهي تستمر في الجزء الثاني بالتركييبة نفسها وبالتالي كل ممثل فينا كان يعرف جيدا شخصيته والأدوات التي يشتغل بها. من يمتعك أكثر من البقية مهنيا وإنسانيا في سلسلة «دنيا أخرى»؟ أحبهم جميعا وهم أصدقائي وزملائي وأعتز كثيرا بالعمل معهم، لكني «نموت على نعيمة الجاني» وأراها مدرسة كبيرة شرفني كثيرا العمل معها