فشلت الحكومات الست السابقة (محمد الغنوشي ، الباجي قائد السبسي، حمادي الجبالي ، على لعريض، مهدي جمعة والحبيب الصيد ) لعدم قدرتها على الإيفاء بحزمة الوعود التي أغدقتها على المواطنين، لكنها لم تكن ، في الحقيقة ، وحدها في الفشل الذي منيت به ، بل أن جميع الأطراف ساهمت فيه بنسب مختلفة ومتفاوتة ! قد يكون أداء تلك الحكومات متعثرا ويفتقد للنجاعة المطلوبة ، وقد يكون تصرف وزراء المحاصصة الحزبية يفتقر للمهنية لغياب الكفاءة والتجربة و0نعدام المصداقية لكن الأطراف الأخرى الفاعلة في الساحة لم ترتق إلى درجة المسؤولية المنوطة بعهدتها إذ إختصرت أداءها في الإنتقاد والرفض و0ختزلت دورها ومهامها في الوقوف على ربوة ترصد الهفوات والأخطاء وتضخيمها. إن المسؤولية في مثل هذه الحالات جماعية ، وهي حقيقة لا بد لكل الأطراف من أحزاب و0تحادات ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات وطنية نافذة إدراكها ليكون الإصلاح سريعا ومجديا وحاسما وإلا تفاقمت الأزمات وهي عديدة ومتراكمة وغدت كل المكاسب مهددة بالضياع .! نسوق هذه الملاحظات محذرين الجالسين حاليا على سدة السلطة والنفوذ من مغبة إعادة إنتاج الأخطاء التي إرتكبها أسلافهم وعلقوا في أوحالها ، وأن يكونوا على وعي تام بما يحدث في البلاد وبما وصلت إليه الأوضاع من تأزم شامل وخطير ، كما أرجو أن لا يوهمهم أصحاب المصالح والمنافع وأثرياء الأزمات بخلاف ذلك ، حتى يوقعونهم في الفخاخ ذاتها التي نصبوها لأسلافهم!