لا يخفى على احد من متابعي المشهد الرياضي في تونس ان هنالك حالة احتقان كبيرة جدا اعقبت انسحاب المنتخب الوطني قبل ان يعود بقرار من الفيفا من السباق نحو التاهل الى مونديال البرازيل 2014 امام منتخب مغمور سبق للمدرب السابق سامي الطرابلسي ان انتصر عليه في عقر داره في مباراة الذهاب الا ان خليفته معلول هدم كل الانجازات السابقة وعاد بالمنتخب سنين الى الوراء وهو ما جعل اهل القرار في تونس من اعلى هرم السلطة يفكرون بجدية في مدرب جديد تتوفر فيه المواصفات اللازمة للخروج بالفريق الوطني من ازمته الحالية التي وضعه فيها نبيل معلول بالتواطؤ مع المكتب الجامعي الحالي وقد اجمع اغلب الملاحظين لحال كرتنا ان رجل المرحلة لن يكون تونسيا وبدأت العديد من التخمينات التي يأتي على راسها المدرب الحالي للنادي الرياضي الصفاقسي الذي اثبت مؤهلات جعلته احد افضل المدربين الذين دخلوا التراب التونسي على الاطلاق فالرجل ليس بغريب عن عالم المستديرة فقد سبق له ان لعب على اعلى مستوى وحاز على اغلى الالقاب مثل كاس اوروبا للاندية البطلة ثلاث مرات وخاض نهائيين لكاس العالم سنتي 1974 و1978 وهو بالتالي من حيث التجربة يتفوق على العديد من المدربين العالميين كما انه في عالم التدريب اظهر في بطولتنا كفاءة عالية جدا اذ يعود الفضل اليه في احراز النادي الرياضي الصفاقسي على اللقب بفضل خططه التكتيكية وتغييراته الناجحة التي غالبا ما تقلب وجه المباريات ومن هنا فان التوجه نحو التعويل على خدماته كمدرب اول في تونس يعتبر قرارا صائبا الا ان ردة فعل احباء النادي الرياضي الصفاقسي كانت عنيفة جدا من هذه الناحية حيث حذروا الهيئة المديرة الحالية بقيادة لطفي عبد الناظر من مغبة ولو مجرد التفكير في التفريط فيه لأن علاقة الرجل بالفريق تعتبر خطا أحمر ليس من المسموح المساس به او تجاوزه فالرجل ياتي على راس قائمة افضل المدربين الذين امسكوا بزمام الامور في نادي عاصمة الجنوب صحبة الراحل كريستيك الذي بدأت امجاد الفريق على يديه والبرازيلي باولو روبيم المتحصل مع الفريق على الثنائية موسم 1994 / 1995 كما ان الفريق اصبحت طموحاته كبيرة جدا تحت اشرافه فالهدف المرسوم الآن هو اولا وقبل كل شيء الفوز برابطة الابطال الافريقية لاطفاء النار التي اشعلها ' الحقير ' كوفي كودجا في صدور الاحباء في نهائي العودة امام الاهلي المصري في نوفمبر 2006 وبالتالي فان التفريط في خدمات رود كرول لن يكون الا عقب هذه المسابقة على اية حال من الاحوال الا ان النقطة الاهم من هذه الناحية والتي اعتمد عليها الجميع في الزج باسم كرول لتولي تدريب الفريق الوطني هي المصلحة الوطنية التي يجب ان تطغى على كل الحسابات وهنا نقول ان فاقد الشيء لا يعطيه حيث ان المصلحة الوطنية لا تهم النادي الرياضي الصفاقسي فقط وانما يجب ان تشمل كل الفرق على حد السواء فكلنا يتذكر معارضة الترجي الرياضي التونسي لتحول لاعبيه مع النخبة الوطنية آخرها في تربص المنتخب الفارط في اكثر من موضع شانه في ذلك شان بعض الفرق الاخرى الا ان العامل الاهم الذي ساهم في شحذ همم الجماهير للتصدي بكل قوة لتفريط الهيئة في مدربها هو ان بعض الفرق الاخرى سبق لها ان رفضت التفريط في مدربيها لفائدة المنتخب الذي احتاجها في بعض الاوقات العصيبة وياتي على راس القائمة هنا مدرب النادي الافريقي سابقا من موسم 2000 الى غاية 2002 روني اكسبرايا الذي رفض مسؤولو الافريقي واحباؤه التفريط فيه لفائدة الفريق الوطني الذي كان يستعد آنذاك لخوض نهائيات كاس العالم سنة 2002 مما دفع بالجامعة الى التعويل على خدمات التونسي عمار السويح بعد ان يئست من محاولاتها للتعاقد مع اكسبرايا كما نتذكر ما حصل مع المدرب فوزي البنزرتي قبل نهائيات كاس افريقيا للامم سنة 2010 بأنغولا حيث عارض فريق الترجي الرياضي التونسي تحول هذا المدرب نهائيا الى حظيرة المنتخب وانما اشترط ان تكون الزيجة لمدة شهر فقط وقد فعل رئيس الترجي حمدي المدب كل شيء من اجل عدم التفريط في مدرب فريقه آنذاك برغبة ملحة من انصار فريقه ومن هنا فانه لا يختلف عاقلان على كون المصلحة الوطنية سبق لها ان انتفت لدى بعض مكونات المشهد الرياضي في تونس وهو ما زاد في غضب احباء النادي الرياضي الصفاقسي الذين نادوا بان يتحلى الداعون إليها بمبادئها اولا وقبل غيرهم وهي ليست حكرا فقط على النادي الرياضي الصفاقسي بعينه كما اكد الاحباء على ان استحقاقات النادي الرياضي الصفاقسي في المستقبل القريب تعتبر ذات اولوية قصوى وتتطلب مواصلة العمل الدؤوب والمتواصل بنفس المجموعة ونفس الاطار الفني والاداري من اجل تحقيق الاهداف المرسومة حيث سيكون الفريق امام موعد مهم وهو كاس الكنفيدرالية الافريقية وموعد آخر أهم وهو رابطة الابطال التي تبدأ في الاشهر القليلة المقبلة وبالتالي فقد وضع الاحباء الهيئة المديرة للفريق امام مسؤولياتها كاملة ويتجلى ذلك خاصة على المواقع الاجتماعية على شبكة الانترنات حيث هددوا وتوعدوا الهيئة المديرة من مغبة التفريط في رود كرول معلنينها بصراحة ان الهيئة الحالية سوف تكون مجبرة على الرحيل وسوف يكون حسابها عسيرا جدا اذا ما فرطت في هذا الفني وينتظر احباء الفريق حاليا على احر من الجمر عودة رئيس النادي الموجود بالخارج حاليا من اجل وضع حد لهذا الكابوس حسب قولهم