عقد أمس المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس ندوة صحفية سلّط فيها الضوء على مشاكل الجامعة التونسية والنقائص التي يعاني منها نظام التعليم العالي ببلادنا. وقال وائل نوّار أمين عام اتحاد الطلبة في افتتاحه للندوة التي احتضنها مقر النقابة الوطنية للصحفيين إنّ هذه العودة الجامعية لا تختلف عن سابقاتها حيث أنّ الجامعة مازالت تعيش أزمة والوضع بها لا يُطاق. وأضاف: لا يمكن الحديث عن تعليم عال أو عن تعليم عمومي وأغلبية الطلبة لا ينتفعون بالمنحة الجامعية على الرغم من أنها ضعيفة جدّا ولا تكفي الطالب نفقة شهر. وأكّد وائل أنّ ما يدّعيه وزير التعليم العالي حول تمتيع الطالبات بالسّكن لمدّة ثلاث سنوات عار من الصحّة حيث لم تعمل الوزارة على توفير مبيتات بالحجم الكافي أو كراء عمارات من الخواص ووضعها على ذمّة الرّاغبات في الحصول على سكن للعام الثالث مشيرا إلى أنّ أسطول النقل الجامعي لم يتغيّر ممّا ينبئ بعودة جامعية سمتها الاكتظاظ على حدّ تعبيره، إضافة إلى رداءة الأكلة الجامعية ممّا جعل أغلب الطلبة يهجرون المطاعم. وفي إطار حديثه عن الوضع الثقافي في الجامعة قال وائل نوّار إنّ ثقافة الخرافة سادت أرجاء الجامعة وتم القضاء على نشاط المبدعين من أبنائها. كما أكّد على انحدار مستوى التعليم العالي ببلادنا مشيرا إلى أنّ الجامعة التونسية كانت في أسوإ تصنيف وأصبحت اليوم خارج التصنيف أصلا. هجرة الكفاءات وعن النقص في إطار التدريس قال وائل نوّار: «سنعاني نقصا فادحا في المدرسين حيث تم تهجير الكفاءات الى قطر وبلدان الخليج». وأضاف: يقترح علينا وزير التعليم العالي توريد أساتذة من بلدان شقيقة بعيدة في ثقافتها عن ثقافة التونسي وعن تفكيره وسلوكه وهذا غير منطقي. وعن تأثر الجامعة بالأوضاع التي تعيشها البلاد قال نوّار: الجامعة جزء لا يتجزّأ من البلاد وهي بالتالي مهيّأة للتأثر بما نعيشه اليوم لذلك لا نستطيع توقع نجاح السنة الجامعية بكل المقاييس. و أكد نوّار على وجوب رحيل الحكومة ورحيل وزير التعليم العالي الذي لم يحدث أيّ تغيير إيجابي في الجامعة على حدّ تعبيره وتعويضه بوزير غير متحزّب. الترفيع في المنحة وتعميم السكن الجامعي على كل الطلبة أكد الأمين العام للاتحاد العام لطلبة تونس أن مطالبه النقابية تتلخص أساسا في 7 نقاط وهي توسيع عدد المنتفعين بالمنحة الجامعية لتشمل كل من لا يتجاوز دخل عائلته ضعف الأجر الأدنى المهني المضمون (Smig*2) وترفيعها لتبلغ مجموع 3 دنانير لكل يوم دراسة أي ما يقارب 822 دينارا سنويا تصرف على أقساط شهرية وإلغاء القرار القاضي بمنع الطلبة من الترسيم الاستثنائي وتمكين كل الطلبة من السكن الجامعي لمدة 3 سنوات قابلة للتمديد وتحويل القرض الجامعي إلى قروض حسنة أي دون فوائد وإعفاء الأولياء من دفعها في حالة عدم تشغيل الطالب المنتفع بالقرض بعد تخرّجه وتغيير آلية احتساب الأعداد ونظم الامتحانات وتكوين هيئة وطنية تتركب من ممثلي الطلبة والأساتذة وسلطة الإشراف لصياغة برنامج بديل عن منظومة «إمد» ووضع آلية شفافة وعلنية وعادلة ومرنة لتمكين الطلبة من الترسيم في الماجستير في انتظار أن يتحول الترسيم إلى حق يتمتع به كل الطلبة إضافة إلى استرجاع أرشيف الاتحاد وممتلكاته المصادرة وتمكينه من حقّه في التمويل العمومي واعتباره الممثل الوحيد والقانوني لعموم الطلبة. في ختام الندوة شدّد كاتب عام اتحاد الطلبة على ضرورة رحيل وزير التعليم العالي مؤكدا أن الوزير الحالي لا يمكنه تحقيق أيّ مطلب من مطالب المنظمة الطلابية مشيرا إلى أنه لم يحدث أيّ تغيير إيجابي في الجامعة منذ توليه الوزارة.