التونسية(تونس) أكد الوزير المكلف بالحوكمة ومقاومة الفساد عبد الرحمان الأدغم أنه من الصعب التسامح مع الذين أهدروا المال العام والمفسدين داعيا إلى ضرورة إنفاذ القانون وتفعيل المسائلة والمحاسبة في تلميح منه إلى إصرار بعض المورطين في الفساد على المصالحة وإسقاط القضايا بشأنهم. وأعترف الأدغم اليوم الثلاثاء بقصر المؤتمرات بالعاصمة خلال ندوة صحفية بمناسبة الإعلان عن انطلاق الإعداد للمؤتمر العالمي السادس عشر لمنظمة الشفافية الدولية الذي ستحتضنه تونس من 21 إلى 24 أكتوبر 2014، بالصعوبات التي تواجهها الوزارة والحكومة في الكشف السريع عن ملفات الفساد مبرزا تشعب الملف. وأضاف أن "عصابات متخصصة في الفساد واستعمال الشركات الوهمية أو ما يعرف بشركات "الواجهة" ساعدت المتورطين والضالعين في الفساد وخاصة من أقارب وعائلة الرئيس السابق في تعقيد الوضعية" وفق رأيه. وأفاد عضو الحكومة أن اختيار منظمة الشفافية الدولية تونس لاحتضان المؤتمر 16 يترجم إلى حد بعيد تقدير المنظمة لما تبذله تونس ما بعد الثورة من جهود في مقاومة الفساد والوقاية منه وعزمها على تكريس مبادئ دولة القانون والشفافية والنزاهة والحوكمة الرشيدة علاوة على المطالب الشعبية بوجوب محاربة الفساد بشتى أنواعه. وتعهد الأدغم بتوفير مقومات نجاح المؤتمر الذي تم وضعه تحت شعار" كفى إفلاتا من العقاب" وإبراز التجربة التونسية في مجال مكافحة الفساد. وأعتبر رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد سمير العنابي أن الفساد متأصل في المجتمعات الإنسانية غير أن مكافحته ظاهرة جديدة ملاحظا أن الوعي بمكافحة هذه الظاهرة تعد جديدة ولا تتجاوز عشر سنوات من خلال الإمضاء على اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد في سنة2003 وشدد على أن مقاومة الفساد لا يجب أن تقتصر على الأجهزة الحكومية بل هو في نظره عمل منفتح وتشاركي مع مؤسسات المجتمع المدني. ومن جانبه بين مهاب القروي رئيس جمعية "أنا يقظ" انه منظمة الشفافية الدولية اختارت الجمعية للمساهمة في إعداد المؤتمر في تونس. وأبرز أن المؤتمر سيكون مناسبة لتقديم بعض القوانين والإصلاحات الهيكلية المتصلة بمقاومة الفساد مؤكدا التزام الدولة التونسية لتنظيم المؤتمر مهم كانت نوعية الحكومة التي سيتم تركيزها إلى حين انعقاد المؤتمر. وسيشارك في هذا المؤتمر الدولي الذى ينتظم كل سنتين منذ 1983 أكثر من 3 آلاف مشارك مختص في مجال محاربة الفساد من حوالى 130 دولة من جميع القطاعات. وسيخصص فضاء قصر المعارض بالكرم لاحتضان فعاليات هذا الحدث وتم تكوين لجنة قيادة أحدثت للغرض تحت إشراف وزارة الحوكمة ومقاومة الفساد والهيئة والوطنية لمكافحة الفساد وعدد من الوزارات الأخرى لأخذ التراتيب اللازمة لحسن تنظيم المؤتمر.