التونسية (تونس) للمرّة 30 يتجدّد موعد أهالي قبلي وزوّارها مع المهرجان الدولي للتمور الذي تتواصل فعالياته على امتداد أيام 20 و21 و22 ديسمبر 2013 . ويحفل هذا الموعد السنوي بجملة من الفقرات التنشيطية والعروض الثقافية والمحطات التراثية ... «قبلي تتذكّر» هو الشعار الذي اختارته الهيئة المديرة بإشراف « توفيق بن سوف» لوسم الدورة 30 لمهرجان التمور بقبلي. ويأتي هذا الاختيار على خلفية غوص دورة هذا العام في العمق التاريخي والبعد الحضاري لمدينة قبلي ... وإلى جانب الاحتفاء بالنخلة باعتبارها «ملكة» الأشجار بالجهة وتقديم الأصناف والأشكال العديدة للتمور وتنظيم عروض الفروسية والألعاب الشعبية والأطباق التراثية ... تعود قبلي بالذاكرة إلى سنوات خلت وإلى قصة نضال مضت ولكن ذكراها لم تمت , إنّها ملحمة الثائر «غومة المحمودي» . قبلي تتذكّر «غومة المحمودي» لأول مرّة يخوض المهرجان الدولي للتمور بقبلي تجربة الإنتاج الخاص وذلك بإعداده لعمل درامي يحمل عنوان «ضفاير وطن» عن نص الشاعر جمال الصليعي وسيناريو وإخراج حافظ خليفة .ويلعب أدوار هذه الملحمة التاريخية كل من دليلة مفتاحي والطيب الوسلاتي وعبد اللطيف بوعلاق وبمشاركة ثلة من الممثلين وعدد من فرسان المدينة. وسيقدم هذا العرض الملحمي الفرجوي بمدينة قبلي القديمة وذلك في افتتاح المهرجان وفي اختتامه . وتسرد «ضفاير وطن» أحد الملاحم البطولية للثائر «غومة المحمودي» الذي رفع صوته وشهر سيفه في وجه الباي سنة 1857 احتجاجا على جبروته واستبداده . ونتج عن هذا التمرّد تدمير مساكن مدينة قبلي وبيع واحاتها وتشريد عائلاتها...وتقول المراجع إن «غومة» استمر في قهر الأتراك سنوات طويلة إلى أن قتل في إحدى المعارك ضد العثمانيين. ولكن سيرة الشيخ «غومة المحمودي» أضحت مدعاة للفخر ومضرب الأمثال في البطولة. وكان يقال لمن قام بفعل عظيم لا يقدر أحد عليه المثل الآتي : «جاب راس غومة».