التونسية (تونس) أعلن حزب «التكتل» أمس الأول على لسان المولدي الرياحي أن الإئتلاف مع «الترويكا» انتهى ممّا دفع بعديد الملاحظين السياسيين بالبلاد الى التساؤل عما اذا كانت «الترويكا» تشهد بداية تصدّع وحول ما اذا كان موقف «التكتل» يأتي كردّ على ممارسات حليفيه في السلطة بما يوحي أنها لا تلزمه. فيما تساءل البعض الآخر عما اذا كان موقف «التكتل» يندرج في سياق حملة انتخابية مبكرة قد تفضي به في صف المعارضة بعد الانتخابات المرتقبة. «التونسية» طرحت جملة هذه التساؤلات على ممثلين للأحزاب الثلاثة وحصلت على أجوبة. محمد بنور الناطق الرسمي باسم حزب «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» أوضح ان خروج حزبه من الائتلاف الحكومي هو نتيجة طبيعية لما اسفرت عنه مشاورات الحوار الوطني مؤخرا والتي تمخضت عن تعيين رئيس حكومة الكفاءات المستقلة القادمة مبينا ان حكومة مهدي جمعة ستعوض حكومة «الترويكا» وستكون غير متحزبة ومحايدة مشيرا الى أن مهمّة «التكتل» في ما يتعلق بالمسار الحكومي تصبح منتهية بانتهاء مهمة «الترويكا» مؤكدا ان تحالف حزبه مع «النهضة» و«المؤتمر» هو تحالف حكومي لا سياسي وأنه على الرأي العام ان يفهم هذه المعادلة حسب قوله. «التكتل» في حلّ من كل التزام بخصوص الدستور وشدد بنور على أن حزب «التكتل» في حل من كل التزام إزاء مواقف وقرارات شريكيه بخصوص صياغة الدستور وغيرها مستبعدا في ذات الصدد أن يكون انسحاب الحزب من ائتلاف «الترويكا» قد جاء على خلفية عدم توافقات أو بسبب ممارسات غير مرغوب فيها من قبل «النهضة» أو «المؤتمر» مضيفا ان انهاء الصيغة التشاركية بين «التكتل» وشريكيه فرضته خارطة الطريق حسب كلامه. لن نلتحق بالمعارضة في الفترة الحالية وإجابة عن سؤال حول خفايا قرار «التكتل» وهل يدخل ذلك في حسابات ورهانات التموقع القادم للحزب بالمشهد السياسي قال محمد بنور إن مغادرة «الترويكا» لا تعني بالضرورة الإعداد لحملة انتخابية قادمة مستطردا ان هذا الأمر سابق لأوانه مؤكدا ان المرحلة الحالية لا تحتمل الالتحاق بصفّ المعارضة او الالتحاق بجبهة الإنقاذ بل تغليب المصلحة الوطنية ملاحظا ان حزبه يسعى الى انجاح المسار الانتقالي الحالي ويدعم حكومة مهدي جمعة ولن يعارضها بل سيتفاعل معها مضيفا ان «التكتل» كان سيدعم أي مرشح آخر غير جمعة تكريسا للتوافق الوطني وعدم عرقلة جهود انهاء الأزمة التي تشهدها البلاد مستدركا ان دعم جمعة من عدمه هو رهين التزام هذا الأخير ببنود خارطة الطريق داعيا في هذا الإطار أحزاب المعارضة التي انسحبت من الحوار الوطني الى مراجعة مواقفها لأن البلاد لا تحتمل التجاذبات السياسية ولا الاستقطاب حسب تعبيره. نهاية طبيعية أما عماد الدايمي الأمين العام لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» فقد أكد أن التحالف الثلاثي الحاكم لن يظل كما هو دائما باعتبار أن الحكومة المقبلة ستكون مستقلة وبالتالي ستكون جميع قراراتها خارج مسؤولية الأحزاب الحاكمة مبينا ان انفراط عقد «الترويكا» أو بالأحرى خروج حزب «التكتل» هو نهاية بديهية وطبيعية موضحا في المقابل ان روح «الترويكا» من جانب العمل المشترك يجب أن تظل قائمة بين أطراف الثالوث الحاكم مؤكدا على ضرورة تواصل التنسيق السياسي بينهم مضيفا ان الحوار الوطني تشكل لتدعيم فكرة العمل الوطني المشترك بين مختلف القوى ايمانا بأن المرحلة المقبلة لا يجب ان تدار إلا بالتشاور بين جميع الفرقاء. قريبا تحالف «النهضة» و«الجمهوري» و«التحالف» وبخصوص موقف حركة «النهضة» من فضّ التكتل لارتباطه الحكومي مع «الترويكا» أكد عبد الحميد الجلاصي القيادي في الحزب الحاكم ان مبدأ التشاركية هو أحد ثوابت سياسة الحركة في التعامل مع مجريات المرحلة الانتقالية موضحا ان تغيير الحكومة المرتقب لا يعني انهاء «الترويكا» ولا وضع حد لسياسة التشارك مؤكدا على ان «النهضة» ستوسع دائرة التقارب والتحالفات السياسية في قادم الأيام مع أحزاب اتضح انها تشارك «النهضة» نفس الرؤية خلال مراحل ادارة مفاوضات الحوار الوطني من بينها «الحزب الجمهوري» وحزب «التحالف الديمقراطي» و«المبادرة» و«آفاق تونس» وغيرها مبينا ان تحالف هذه الأحزاب سيشكل تيارا وسطيا متقاربا في الرؤية السياسية مع حركة «النهضة» حول ادارة المرحلة الانتقالية القادمة حسب قوله.