التونسية (تونس) ستنظر إحدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بنابل في بداية شهر فيفري في جريمة قتل متبوعة بجريمة سرقة ذهب ضحيتها شاب تعرض الى سلسلة من الطعنات من قبل غريمه كانت كفيلة بإزهاق روحه. وقد أدين المتهم ابتدائيا بالسجن مدى الحياة فاستأنفت النيابة العمومية والمتهم الحكم الابتدائي . وقائع القضية تعود إلى شهر أكتوبر 2011 عندما جمعت جلسة خمرية المظنون فيه ببعض ندمائه إلى ساعة متأخرة من الليل قرر إثرها تنفيذ عملية «براكاج» ضد أي شخص يعترض سبيله من اجل توفير أموال ينفقها على ملذاته. وفعلا غادر الجلسة وخرج في جولة فاعترضه الضحية ودون مقدمات اخرج سكينا وطلب منه تمكينه من كل ما بحوزته من أموال غير أن الضحية رفض فاندلعت معركة بينهما كانت الغلبة فيها للضحية الذي تمكن من اسقاط المعتدي أرضا لكن الأخير نهض وعاد للاشتباك بالضحية وفي غفلة منه سدّد له سلسلة من الطعنات ثم سلبه هاتفه الجوال و 300 دينار كانت بحوزته وتركه يصارع الموت ولاذ بالفرار. وعندما تم التفطن للضحية وقع نقله على جناح السرعة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة لكنه توفي حال بلوغه المكان متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابات التي تعرض لها فتم إعلام السلط الأمنية وتحولت دورية امنية على عين المكان وأجريت المعاينات الميدانية على الجثة وأذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة فيما عهد لفرقة الأبحاث والتفتيش بالبحث في ملابسات الجريمة. وبانطلاق التحريات انحصرت الشبهة في المظنون فيه فتم إلقاء القبض عليه. وباستنطاقه اعترف بما نسب اليه وأفاد انه في يوم الجريمة أطنب في شرب الخمر فقرر سلب أول من اعترضه لحاجته للمال مشيرا إلى انه لم يكن يخطط لارتكاب جريمة قتل لكن المجني عليه قاومه بشدة وانهال عليه ضربا مبرحا حتى خارت قواه فانتابه الغضب عما صدر من الضحية في حقه وفي غفلة منه اخرج آلة حادة وسدّد بها له سلسلة من الطعنات كانت كفيلة بإزهاق روحه. وأضاف المتهم أن المجني عليه هو السبب في وقوع الجريمة لأنه استفزه عندما اعتدى عليه بالعنف الشديد. وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه وقد تمسك المتهم بأقواله في جميع مراحل التحقيق وبعد ختم التحقيق وجهت له تهمة القتل العمد المتبوع بجريمة السرقة. وبإحالته على أنظار المحكمة وبالتحرير عليه من طرف القاضي تمسك بأقواله السابقة. أما الدفاع فقد التمس من هيئة المحكمة مراعاة ماديات الجريمة وأهمها ان موكله لم يخطط بصفة مسبقة لقتل المجني عليه بل أن نيته الاجرامية اقتصرت فقط على سرقته لكن النتيجة الاجرامية انتهت إلى ماهو غير متوقع وبناء على ذلك طلب الدفاع من هيئة المحكمة التخفيف عن موكله قدر الإمكان. المحكمة بعد المفاوضة قضت بسجن المتهم بقية العمر وقد استأنف المتهم الحكم الصادر ضده عله يظفر بحطّ من العقوبة.