تزامنا مع الاحتفال بالذكرى 28 سنة على تأسيس حزب "العمال" ، أحيت "الجبهة الشعبية " و "التيار الشعبي" بشارع الحبيب بورقيبة ذكرى مرور ستة أشهر على اغتيال الشهيد الحاج محمد البراهمي مؤسس التيار الشعبي و عضو مجلس أمناء "الجبهة" كما تم تنظيم معرض صور لمناضلي و شهداء "الجبهة الشعبية" إلى جانب عرض شريط يوثق ابرز المحطات النضالية لحزب "العمال". "التونسية" تحدثت إلى عدد من قيادات "الجبهة" الذين سجلوا حضورهم في هذه التظاهرة فكانت آراءهم و انطباعاتهم كالآتي: قال حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم "الجبهة الشعبية" أن "الجبهة" خسرت منذ ستة أشهر واحدا من اهم ركائزها كما كان الشأن مع شكري بلعيد من قبله-على حد تعبيره-،مضيفا:" محمد البراهمي علاوة على انه كان أخي و صديقي،كان أيضا أنسانا مؤمنا بأهمية العمل الموحد بين كل القوى الديمقراطية و الثورية و التقدمية". و شدد حمة الهمامي على أن ""الجبهة الشعبية" لن تدخر اي جهد و ستواصل النضال إلى حين معرفة الحقيقة كل الحقيقة و تكشف هوية منفذي الجريمة و الجهة التي تقف خلفها و لتقع محاسبتهم على الفعل الشنيع الذي اقترفوه في حق خيرة من ابناء هذا الوطن الحبيب"-حسب قوله-. و بيّن حمة الهمامي ان نيّة مرتكبي جريمة الاغتيال في حق شكري بلعيد كانت موجهة بالاساس بهدف اضعاف "الجبهة الشعبية"،متابعا:" ارادت القوى الارهابية و الرجعية و الدوائر المحركة لها من خلال تنفيذها لمثل هذه الجرائم الجبانة ان تحيّد قوى الممانعة الوطنية و ان تجهض المشروع الوطني الجامع، لكنّ شعبنا الذي أنجب على مرّ سنوات الكفاح المريرة عشرات القادة والزعماء مضى في طريق النضال أكثر إصرارا وصلابة نحو أهدافه.... إنّ هذه الجرائم المرتكبة في حق "الجبهة الشعبية" لم تزدها الا قوة على قوة و هاهي اليوم تنهض أكثر عافية وإصرارا وقد استوعبت الطعنة الجبانة ومن امتدادها الجماهيري ومن إيمانها بعدالة القضيّة الشعبية وحتميّة انتصارها". اما بخصوص التشكيلة الحكومية الجديدة،فقال حمة الهمامي ان "الجبهة الشعبية" نريد ان تكون الحكومة الجديدة بمثابة الورقة بيضاء "فلا يبقى فيها اي وزير بما في ذلك وزير الداخلية و بن جدو" الذي فشل –برايه- في الكشف عن هوية القتلة. محمد الكيلاني: "بلعيد" و "البراهمي" لم يموتا و في ذات السياق،قال محمد الكيلاني امين عام الحزب "اليساري" ان الغاية من تنظيم هذه التظاهرة الاحتفائية بمرور 6 اشهر عن اغتيال الشهيد محمد البراهمي "هو اننا نريد ان نثبت من خلالها ان شكري بلعيد و محمد البراهمي لم يموتا"،موضحا انه "لولا الضغط الجماهيري لدخلت حكومة علي العريض و قبلها حكومة حمادي الجبالي بالبلاد في نفق مظلم ميزته اغتيال كل صوت ثوري معارض صادح بالحق"-على حد تعبيره-. و شدد محمد الكيلاني ان حكومة مهدي جمعة مطالبة بالكشف عن القتلة و الجهة التي تقف وراءهم ،مضيفا:"اننا نتفاءل خيرا من حكومة مهدي جمعة على الاقل لانها اعربت عن استعدادها لكشف الحقيقة و لكن حكومة "النهضة" فكان مشروعها اظلم دامي". مباركة البراهمي:(زوجة الشهيد محمد البراهمي) "الابقاء على وزير الداخلية سابقة خطيرة" من جانبها،وصفت مباركة البراهمي زوجة الشهيد محمد البراهمي ، الدعوات للإبقاء على وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة لطفي بن جدو في تركيبة حكومة القادمة مهدي جمعة بالسابقة خطيرة، محملة حركة "النهضة" و وزارة الداخلية مسؤولية اغتيال زوجها. سمير الشفّي: "على الحكومة الجديدة ان....؟" من ناحيته،قال سمير الشفي الامين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل :ان مطلب كشف الحقيقة كل الحقيقة عن قتلة الشهداء لم يكن طلبا سياسيا او اجتماعيا واحدا و إنما كان مطلب المجتمع ككل باعتبار ان التستر على الحقيقة و غياب مؤشرات امكانية الكشف عمن كان يقف و من خطط و من نفذ هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت في حق الشهيد محمد البراهمي و من قبله شكري بلعيد و غيرهما من ابناء شعبنا ..هي في الحقيقة مسالة واقعية و مقلقة و محيرة و مخطرة". و اضاف الشفي :"نحن في الاتحاد نعتقد ان الازمة التي مرت بها بلادنا تستدعي الحكومة الجديدة الى مزيد البذل و العمل على معالجة كل القضايا العالقة و على راسها مسالة كشف القتلة و منفذي الاغتيالات في حق كل شهداء ثورة الحرية و الكرامة و معركة استكمال المسار الديمقراطي من مدنيين و امنيين و عسكريين ". *فؤاد مبارك