علمت "التونسية" أن الأمين العام لحركة نداء تونس الطيب البكوش عبر لمقربين منه داخل الحركة عن استيائه من عدم إعلامه من طرف الباجي قائد السبسي بقرار تعيين محمد الناصر نائبا له حيث كشفت مصادرنا أن السبسي كلف رضا بالحاج بالاتصال بمحمد الناصر ليقترح عليه هذه الخطة التي جاءت لخلق توازنات جديدة داخل الحركة في اتجاه استقطاب أكثر للدستوريين وخاصة المجموعة القريبة من حامد القروي وجماعة " السواحلية" حيث يعتبر محمد الناصر أحد الدستوريين البورقيبيين والذي كان مقربا كذلك من وسيلة بورقيبة وعرف بقدرته على بناء علاقات جيدة مع " الدساترة" كما يحظى محمد الناصر باحترام كبير من طرف النقابيين . هذا الأمر يجعل الطيب البكوش - المحسوب على الاتحاد العام التونسي للشغل - وعلى كتلة النقابيين في نداء تونس ، يجد نفسه في مرتبة ثالثة بعد أن كان الرجل الثاني في الحزب ومن أهم الشخصيات المرشحة لخلافة السبسي على رأس الحزب ، لكن هذه التغييرات "المفاجأة " من طرف السبسي تؤكد أن المعادلات بدأت تتغير شيئا فشيئا داخل حركة نداء تونس . كل هذه المعطيات الجديدة جعلت شق الطيب البكوش يشعر بحرج كبير وتم يوم أمس تسريب خبر إمكانية انسحاب او استقالة البكوش من الحزب وهي معلومة لم تتأكد بعد لكن يمكن القول إن غضب المحسوبين على البكوش مفهوم باعتبار بروز تغول جديد للدساترة وكذلك لمجموعة محمد الغرياني الذي نجح في تدعيم حركة نداء تونس بمجموعة جديدة عرفت " بطلبة التجمع سابقا " وهم من الشباب الطلابي سابقا موجودة بالجهات . ويمكن اعتبار إن كل ما يجري في نداء تونس عادي جداً لأنه أصبح حزبا كبيرا على مستوى الانخراطات حيث وصلت إلى حدود 110 ألف منخرط وهو رقم مهم يجعل الحزب غير قادر على التثبت في الانخراطات ومصادرها وأهدافها . وبالرغم من ذلك فإن الباجي قائد السبسي عازم على مواصلة النهج الذي اختاره لقيادة الحزب بعيدا عن العاطفة فهل ينجح الباجي أم تتسبب التعيينات الجديدة في أزمة داخل نداء تونس خاصة مع اقتراب الأعداد للانتخابات التشريعية القادمة التي قد تشهد حربا شعواء على القائمات في الجهات وبالرغم من كل هذه التخمينات فإن قدر الأحزاب الكبرى مجابهة الصعوبات والمشاكل في إطار التوافق والحسم .