متابعة لما نشرناه حول المشاكل الحقيقية للترجي الرياضي والتي يحاول البعض حصرها في المدرب كرول لغايات أضحت مكشوفة نعود اليوم إلى نفس الموضوع مثلما وعدناكم به وذلك لإماطة اللثام عن المعاناة الفنية للأحمر والأصفر والنقاط الفعلية التي تعوق تطور آدائه وإحداث النقلة النوعية التي يتطلع إليها كل أطرافه دون استثناء والتي على غرار ما قلنا يعمل البعض على تحميلها للهولندي لعرقلة مسيرته الجديدة لا أكثر ولا أقل لأن الواضح والأكيد وما أصبح مكشوفا أن أطرافا لا يروق لها نجاح كرول مع فريق باب سويقة وتتبع كل الطرق ملتوية كانت أو مستقيمة أي بحلاله وحرامه لضرب هذا الفني وإفشال مشواره بحديقة الرياضة «ب». مدرب الأكابر لا يملك أزرار لصنع اللاعب السريع أو «الفنان» اللاعبون يصلون إلى صنف الأكابر جاهزين وحاضرين بمعنى أن المدرب لا يمكن له أن يضيف الفنيات لهذا أو السرعة لذاك ، الموهبة الفنية ليست لدى كل اللاعبين والسرعة لا يتمتع بها الجميع وهذا طبيعي وتلك حدود كل شخص حتى في الحياة العادية... لذا حين يوجد لاعبون بطيئون على الميدان في فريق ما فإن الهفوة لا تعود إلى المدرب، وحين يوجد آخرون محدودي الفنيات فالخطأ لا يعود ولا يتعلق بالمدرب ، كما يستحيل أن يضم فريق ّ11 لاعبا سريعا أو 11 أصحاب فنيات عالية. المدرب يحاول التوفيق بين الإثنين والتعامل مع ما هو متوفر له وهذا يتطلب بعض الوقت ومن يتناسى أو ينفي ذلك يصبح متحاملا على الفني فالمدرب لا يملك أزرار يضغط عليها لخلق السرعة لدى هذا اللاعب أو الفنيات لدى ذاك. تدرج بطيء بالكرة بعد وضع الموضوع في إطاره بصفة عامة نعود إلى الترجي الرياضي لوضع الإصبع عن حقيقة الداء والنقائص الفعلية التي يعاني منها الفريق... نبدأ من الخلف أي بالدفاع ووسط الميدان الدفاعي لنشير إلى شيء هام جدا وهو البطء الكبير الذي يصاحب عملية الخروج بالكرة والتدرج بها إلى الأمام والذي يعيق مفاجأة ومغالطة ومباغتة المنافس بوصفها عناصر تتطلب السرعة لتأمينها . الكرة تدور أكثر من اللازم في أحيان كثيرة بين ثنائي المحور وينضم إليهما في أحيان أخرى لاعبا الإرتكاز اللذان تنقصهما السرعة في عملية التمرير وأيضا التصرف الجيّد بالكرة بما أن معظم كرات لاعبي الوسط الدفاعيين بالترجي الرياضي لا تكون في اتجاه المهاجمين وإنما لعناصر الخط الخلفي وهذا ما يكبل انطلاق عملية البناء الهجومي ويجعلها بطيئة جدا ومملة وبالتالي غير ناجعة . هذا ما يجب الإشارة إليه إضافة إلى أن الترجي الرياضي تأثر في هذا الصدد بغياب الذوادي لأنه المدافع الوحيد الذي كان يتولى مهمة تصعيد الكرة بالدقة والسرعة اللازمين والمؤهلين لصنع الخطر حيث لا يوجد لاعب آخر بنفس هذه المواصفات وهذا ما عقد الأمور على هذا المستوى في المقابلات الأخيرة. المجموعة لا تتوفر فيها الحلول يمكن لوم المدرب إلا إذا ما توفرت في المجموعة الحلول لكنه لا يستعملها و يتجاهلها لكن بالنسبة لكرول ليست هناك حلول أخرى في الخط الخلفي من التي جرّبها ولا أيضا على مستوى « البيفوات» ولهذا الغرض يحاول أن يستغل ما هو موجود لديه على النحو الممكن والأفضل طبقا للمتوفر... أحيانا يعوّل على الراقد والمولهي جنبا إلى جنب خصوصا في المواجهات «الكبرى» والمباشرة التي تستوجب أكثر توازنا في وسط الميدان... أحيانا أخرى يقحم المساكني إلى جانب الراقد لمنح صبغة أكثر هجوما لوسط الميدان وقد تجلى ذلك في اللقاءات ضد الفرق « الصغرى» التي أجراها الترجي الرياضي على أرضه... وأحيانا رأينا آفول في خطة « بيفو» وكلها محاولات تحسب لكرول الذي يسعى طبقا لما هو متوفر إليه من إيجاد التركيبة المثلى التي تساعد تطوّر الآداء وكذلك تحقيق النتائج الإيجابية. الإحتفاظ بالكرة مفقود في الأمام الترجي الرياضي لا يعاني من هذا النقص فقط أي أن المشكل لا يقتصر على الدفاع والجانب الخلفي بل يكمن أيضا في الهجوم ذلك أن النقص الذي يعاني منه فريق باب سويقة بشكل كبير يتمثل في محدودية إمكانيات بعض مهاجميه الفنية وهذا ما أثر على المحافظة على الكرة وحسن التصرف فيها... هناك لاعبون في الترجي الرياضي لا يحتفظون بالكرة أكثر من بعض اللحظات ويخسرونها بسرعة كبيرة وذلك لعدم امتلاكهم الفنيات التي تسمح لهم بالمراوغة والتمرير وهذا يؤثر على الجانب الهجومي ويمنع تحسن الآداء ... الدراجي ونجانغ قادران على تأمين المهمة والقيام بهذا الدور ، أما البقية فلم نلاحظ من نجح في تقديم الإضافة وضمان البناء الهجومي أو النجاعة أمام المرمى وهذا عائق كبير يصعب على الإطار الفني القضاء عليه بسرعة من جهة ودون حلول جديدة من جهة أخرى.