يبدو أنّ الحفلات والمهرجانات الفنيّة التونسيّة بعد الثورة لم تعد تستهوي عددا من الفنّانين العرب الذين كانوا في السابق يتردّدون عليها في كلّ مناسبة حيث لاحظنا غيابا واضحا لبعض الوجوه التي كانت متواجدة بكثرة في مختلف سهراتنا الفنيّة، لكن في المقابل نرى أنّ هناك فناّنين بقوا أوفياء لتونس ولا يفوّتون الفرصة لزيارتها، وهو ما حاولنا رصده في الورقة التالية: يعدّ الفنّان راغب علامة من بين الفنّانين العرب القلائل الذين لم ينقطعوا عن زيارة تونس بعد الثورة، فهو لا يفوّت أيّ عرض يوجّه إليه ليلتقي جمهوره بتونس حيث قدّم راغب بعد الثورة عروضا ناجحة من أهمّها حفله بمهرجان قرطاج سنة 2012 وحفله بمدينة الحمّامات سنة 2013. وتجدر الإشارة إلى أنه برمج للسوبر ستار اللبناني حفل بقبّة المنزه أوائل شهر فيفري 2013 لكنه أجّله وقتها بسبب اغتيال الشهيد شكري بلعيد الذي شبّهه راغب باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وهاهو النجم اللبناني يضرب موعدا جديدا مع الجمهور التونسي الذي سيصافحه في حفل فني ساهر بأحد نزل العاصمة يوم 21 مارس الجاري. وائل جسّار يغنّي في مناسبات عديدة الفنّان اللّبناني وائل جسّار، كانت له أيضا عدة زيارات لتونس بعد الثورة أوّلها في شهر جويلية 2011 حيث غنّى في سهرة افتتاح مطعم بضفاف البحيرة وأعرب حينها عن سعادته بهذه المناسبة التي اعتبرها بمثابة تكريم خاصّ له متمنّيا لتونس كلّ الخير. وشارك وائل في أفريل 2012 في حفل فنّي أقيم بمناسبة الذكرى 56 للاستقلال تحت شعار «الولاء لتونس»، وصعد النجم اللبناني أيضا على مسرح قرطاج في صائفة 2012 وقدّم حفلا ناجحا صحبة الفنان اللبناني رامي عيّاش حيث تجاوز حضور الجمهور طاقة استيعاب المسرح. وعاد وائل جسّار إلى تونس في أواخر شهر ديسمبر 2012 ليلاقي جمهوره في سهرة فنيّة بقبّة المنزه وسط حضور أكثر من 10آلاف متفرّج. أمّا في سنة 2013 ، فكان لوائل بتونس 3 حفلات دفعة واحدة في شهر جويلية، الأولى كانت ضمن فعاليات مهرجان سوسة الدولي والثانية كانت في إطار حفل خاصّ أمّا الثالثة فقد كانت ضمن فعاليات مهرجان بنزرت الدولي. رامي عيّاش وسهرات ناجحة كان الفنّان اللبناني رامي عيّاش حاضرا في مناسبات عديدة بعد الثورة مثل سهرة عيد الحبّ في شهر فيفري 2012 ومشاركته ضمن فعاليات مهرجان قرطاج صيف 2012 في سهرة من أنجح السهرات الفنيّة للمهرجان وأحيى كذلك بداية شهر أوت من نفس السنة حفلا غنائيّا بمسرح قلعة المنستير حيث قدّم مجموعة من أغانيه القديمة والجديدة. نانسي عجرم وحبّ خاص للجمهور التونسي رغم منع وزير الثقافة السابق مهدي مبروك الفنّانة اللبنانيّة نانسي عجرم من اعتلاء مسرح قرطاج في تصريح أثار جدلا في الساحة الفنيّة اللبنانيّة فإنّ هذه الأخيرة لم تقطع زياراتها الفنيّة إلى تونس كلّما وجّه لها عرض إذ أحييت عدّة حفلات بعد الثورة آخرها سهرة عيد الحبّ الفارط بأحد نزل العاصمة، وكان بُرمج حفل لنانسي بقبّة المنزه إلاّ أنّها فوجئت بإلغائه قبل ساعات من انطلاقه من قبل وزير الثقافة الحالي مراد الصقلي، وكتبت نانسي في تعليقها على هذا القرارما يلي: «إلى جمهوري العزيز بسبب التأخير اللوجستي بإصدار أوراق الترخيص، تمّ إلغاء الحفل وأنا حزينة للغاية لأني جئت لأراكم جميعا...» فنّانون قاطعوا تونس بعد الثورة من أبرز الفنّانين الذين غابوا عن الحفلات والمهرجانات الفنيّة بعد الثورة الفنّان السوري جورج وسوف الذي كنّا نراه في معظم مهرجاناتنا، فآخر زيارة لوسوف كانت سنة 2010 ضمن فعاليات مهرجان قرطاج، ونفس الشيء بالنسبة للفنان اللبناني عاصي الحلّاني الذي لم يقدّم أيّ حفل بتونس منذ سنة 2010. أمّا بالنسبة للفنّانة اللبنانيّة نوال الزغبي فآخر حفل شاركت فيه بتونس كان في شهر ديسمبر 2010 بمناسبة السنة الدوليّة للشباب. من جهة أخرى نلاحظ أنّ هناك فناّنين عرب اكتفوا بزيارة تونس مرّة واحدة بعد الثورة وغنّوا في مناسبة واحدة كانت على مسرح قرطاج من بينهم الفنّانة اللبنانيّة نجوى كرم والفنان المصري هاني شاكر والفنّانة السوريّة أصالة نصري والنجمة اللبنانيّة اليسا التي أحيت حفلا بأحد نزل الحمّامات صائفة 2013.