رئيس الجمهورية قيس سعيّد.. المفسدون... إمّا يعيدون الأموال أو يحاسبهم القضاء    فاتورة استيراد الطاقة لا تطاق .. هل تعود تونس إلى مشروعها النووي؟    في علاقة بالجهاز السرّي واغتيال الشهيد بلعيد... تفاصيل سقوط أخطبوط النهضة    مذكّرات سياسي في «الشروق» (5) وزير الخارجية الأسبق الحبيب بن يحيى... يتكلّم الصادقية حاضنة المعرفة والعمل الوطني...!    أخبار المال والأعمال    تقديرات بانحسار عجز الميزانية الى 6.6 ٪ من الناتج المحلي    مع الشروق .. «طوفان الأقصى» أسقط كل الأقنعة.. كشف كل العورات    مزاد دولي يبيع ساعة أغنى راكب ابتلعه الأطلسي مع سفينة تايتنيك    "حماس" تعلن تسلمها رد الاحتلال حول مقترحاتها لصفقة تبادل الأسرى ووقف النار بغزة    الرابطة الثانية (ج 7 إيابا) قمة مثيرة بين «الجليزة» و«الستيدة»    مانشستر سيتي الانقليزي يهنّئ الترجي والأهلي    ترشح إلى «فينال» رابطة الأبطال وضَمن المونديال ...مبروك للترجي .. مبروك لتونس    فضاءات أغلقت أبوابها وأخرى هجرها روادها .. من يعيد الحياة الى المكتبات العمومية؟    تنديد بمحتوى ''سين وجيم الجنسانية''    ابتكرتها د. إيمان التركي المهري .. تقنية تونسية جديدة لعلاج الذقن المزدوجة    الكاف..جرحى في حادث مرور..    نبيل عمار يؤكد الحرص على مزيد الارتقاء بالتعاون بين تونس والكامرون    استشهاد خمسة فلسطينيين في قصف لطيران الاحتلال لمناطق وسط وجنوب غزة..#خبر_عاجل    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    ماذا في لقاء وزير الخارجية بنظيره الكاميروني؟    طقس الليلة    تسجيل مقدّمة ابن خلدون على لائحة 'ذاكرة العالم' لدى اليونسكو: آخر الاستعدادات    بطولة الرابطة 1 (مرحلة التتويج): حكام الجولة الخامسة    البطولة الافريقية للجيدو - ميدالية فضية لعلاء الدين شلبي في وزن -73 كلغ    توزر: المخيم الوطني التدريبي للشباب المبادر في مجال الاقتصاد الأخضر مناسبة لمزيد التثقيف حول أهمية المجال في سوق الشغل    نابل: الاحتفاظ بشخص محكوم بالسجن من أجل "الانتماء إلى تنظيم إرهابي" (الحرس الوطني)    أكثر من 20 ألف طالب تونسي يتابعون دراساتهم في الخارج    التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيدين للفلسطينيين    مواطن يرفع قضية بالصافي سعيد بعد دعوته لتحويل جربة لهونغ كونغ    مدير عام وكالة النهوض بالبحث العلمي: الزراعات المائية حلّ لمجابهة التغيرات المناخية    الجزائر تسجل حضورها ب 25 دار نشر وأكثر من 600 عنوان في معرض تونس الدولي للكتاب    المؤرخ الهادي التيمومي في ندوة بمعرض تونس الدولي للكتاب : هناك من يعطي دروسا في التاريخ وهو لم يدرسه مطلقا    كتيّب يروّج للمثلية الجنسية بمعرض تونس للكتاب؟    وزارة التجارة تتخذ اجراءات في قطاع الأعلاف منها التخفيض في أسعار فيتورة الصوجا المنتجة محليا    الرابطة 1 ( تفادي النزول - الجولة الثامنة): مواجهات صعبة للنادي البنزرتي واتحاد تطاوين    افتتاح المداولات 31 لطب الأسنان تحت شعار طب الأسنان المتقدم من البحث إلى التطبيق    تضم فتيات قاصرات: تفكيك شبكة دعارة تنشط بتونس الكبرى    يلاحق زوجته داخل محل حلاقة ويشوه وجهها    عاجل/ إصابة وزير الاحتلال بن غفير بجروح بعد انقلاب سيارته    القلعة الصغرى : الإحتفاظ بمروج مخدرات    تراجع إنتاج التبغ بنسبة 90 بالمائة    هام/ ترسيم هؤولاء الأعوان الوقتيين بهذه الولايات..    تقلص العجز التجاري الشهري    الشابّة: يُفارق الحياة وهو يحفر قبرا    السعودية على أبواب أول مشاركة في ملكة جمال الكون    عاجل/ تحذير من أمطار وفيضانات ستجتاح هذه الدولة..    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    التشكيلة المنتظرة للترجي في مواجهة صن داونز    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    هرقلة: الحرس البحري يقدم النجدة والمساعدة لمركب صيد بحري على متنه 11 شخصا    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد اللطيف المكّي ل «التونسية» (2) لا يمكن للمرء أن يقف «ساق مع بن علي وساق مع الثورة»
نشر في التونسية يوم 12 - 03 - 2014


«الجمهوري» حليفنا الاستراتيجي وإن كان مُنافسنا
البعض يعمل على أن تكون «النهضة» «دادة عيشة»!
الفكر الانقلابي مازال يهدّد البلاد
نحن مع القانون، وربط «النهضة» برابطات حماية الثورة دعاية سياسية
ملفّات الفساد الكبرى مازالت عُلبة سوداء
ما رأيه في الصدامات الطلابية الأخيرة برقادة ومن قبلها بمنوبة؟ كيف ينظر الى مسألة الاستفتاء حول مؤتمر «النهضة» وخاصة قضية الفصل بين ماهو سياسي وماهو دعوي؟ هل له طموحات لرئاسة الدولة او الحركة التي ينتمي اليها؟ وماذا قصد بتصريحه الذي قال فيه ان الحركة ستتدخّل اذا تحوّلت مراجعة التعيينات الى مطاردة لأبنائها؟ ماذا عن علاقة «النهضة» ب «الحزب الجمهوري»؟ وهل يرى أن عقد «الترويكا» انفرط بعد استقالة حكومة العريّض؟ ما تعليقه على تصريحات عدنان منصر حول احباط الرئاسة لمحاولة انقلاب في البلاد؟ هل هناك علاقة بين «النهضة» ورابطات حماية الثورة؟ ماذا يقول عن عماد دغيج وعبد الحكيم بلحاج وأبي عياض وحامد القروي والحركة الدستورية؟
عن هذه الأسئلة وغيرها يتمحور الجزء الثاني والأخير من حوار «التونسية» مع عبد اللطيف المكي وزير الصحة السابق والقيادي بحركة «النهضة».
كلّما مرّ هشام العريض (إبن علي العريض) بكلية إلاّ وأثار فيها أزمة(كلية الآداب بمنوبة وكلية الآداب برقادة –القيروان
ليس لدي هذا الإنطباع ، هشام العريض اعرفه شابا مهذبا والأحداث التي جدت بالقيروان بحسب ما سمعت ان شباب «النهضة» بمن في ذلك هشام العريض كانوا في حالة احتفال لكنهم هوجموا من الخارج فهم ضحية إعتداء ولم يفتعلوا العنف.
هل هو أمر عادي ان ينظم إحتفال داخل الحرم الجامعي بعنوان حزبي سواء كانت «النهضة» أم «حزب العمال»؟
طبيعي ما دام الإحتفال مرخصا له ولم يخرق التراتيب المعمول بها.
ألم يكن حريا بالطلبة الإسلاميين أن يحتفلوا تحت لواء الإتحاد العام التونسي للطلبة؟ أليس ذلك أفضل للجميع وللجامعة خاصة؟
القوانين لا تمنع احتفالات مماثلة.
أنا أسألك عن موقفك أنت بإعتبارك أمينا عاما سابقا للإتحاد العام التونسي للطلبة؟
أنا أقول الأفضل أن توجد منظومة ترتيبات تجعل تنظيم هذه الأنشطة يتم في أجواء إيجابية لا تعطل سير الدروس «هكة خير» افضل من ان نترك الناس يمارسون السياسة تحت غطاء نقابي أو فني ، وهذا يساعد على تكوين الطالب من الناحيتين العلمية والتقنية وكذلك من الناحية الوطنية لأن الطالب سيصبح في المستقبل في موقع القرار في الإدارة، في المصنع، في المستشفى، الأفضل أن تكون له رؤية وطنية، فتقديري هذا شيء إيجابي لكن لا بد من إيجاد ترتيبات إدارية وقانونية وربما أمنية لتكون هذه الأنشطة حاملة للإضافة لا سببا للمشاكل، ولكن الأهم من كل هذه الترتيبات هو تغيير العقلية فما معنى ان يعطل طالب نشاط طالب آخر؟ الطلبة هم نخبة البلاد، و لابد من تهذيب هذه العلاقات، فعندما تتعايش العائلات السياسية شيء إيجابي لتونس.
ترأست الهيئة العليا لإعداد المؤتمر التاسع لحركة «النهضة» ثم كنت رئيسا للمؤتمر فما هو دورك في لجنة الإستفتاء على المؤتمر داخل «النهضة»؟
لم اكن عضوا في هذه اللجنة لأني عضو في اللجنة المضمونية لإعداد مضامين المؤتمر القادم فضلا عن أن إختيار أعضاء لجنة الإستفتاء كان ممن يغلب عليهم السمت القانوني والحركي والتنظيمي.
هل أنت مع إعتماد الإستفتاء لتحديد خيار الحركة بشأن تنظيم المؤتمر العاشر قبل الإنتخابات أو بعدها؟
هو إجتهاد.
أسأل عن رأيك؟
فليكن الإستفتاء لمَ لا؟
ما الجدوى من مؤسسات الحركة ومجلس الشورى تحديدا إن كان عاجزا عن حسم موعد تنظيم المؤتمر؟
هذه منطقة فراغ في القانون الداخلي لحركة «النهضة» علينا ان نتفاداها مستقبلا ولكن من هي الجهة التي يمكنها ان تعقب على قرار مؤتمر؟ الإخوة إهتدوا لفكرة الاستفتاء.
ستسألون كل منخرطي «النهضة»؟
نعم كل منخرطي الحركة سيدلون برأيهم هل ينتظم المؤتمر في موعده في شهر جويلية او نؤجله لما بعد الإنتخابات الرئاسية.
يرى البعض انكم تؤجلون مرة أخرى الحسم في ما تم ترحيله من المؤتمر السابق وخاصة الفصل بين ما هو دعوي وسياسي؟
لا ، حسب مواكبتي للنقاشات لا توجد أية تخوفات لأن المواقف من القضايا التي تم ترحيلها من المؤتمر التاسع تم تنضيجها وسيتم الحسم فيها.
هل سيتم الفصل بين الدعوي والسياسي في «النهضة»؟
لم نتخذ القرار ولكن القضية نضجت . في السابق لم نبلغ النضج المطلوب لحسم هذه القضايا، الآن تغيرت الظروف، بالنسبة إليّ وإن كنت لا أحبّذ الإدلاء بمواقف شخصية معروف اني من دعاة الفصل بين ما أسميه البعد الأفقي في مشروع الحركة (كل ما هو تربية وثقافة ونشاط خيري ودعوي ...) وبين ما أسميه البعد العمودي للحركة واعني به البعد السياسي ولكل شروطه ومقاييسه وأدبياته.
تردد سابقا أن لك مطامح رئاسية؟
رئاسية في الحركة او خارجها؟
لنبدأ برئاسة الجمهورية؟
هي إشاعات مثل غيرها والرئاسيات لا تعنيني، قد يكون هناك من تحدث فيه بخلفية إيجابية وقد يكون هناك من تحدث فيه بخلفية ماكرة بنيّة «الحرقان».
ورئاسة الحركة؟
نفس الشيء.
ليس جريمة أن تفكر في رئاسة حزبك؟
عقليتنا تختلف قليلا عن بقية الأحزاب ، المناصب لا تهمنا، في أحد مؤتمرات الحركة لم نجد مرشحا لرئاسة الحركة بعد أن عبر الشيخ راشد عن رغبته في التخلي، القضية ليست قضية تدافع على المناصب في حركة «النهضة».
هل لديكم مرشح للرئاسيات؟
لم نتخذ قرارا داخل الحركة في هذا الشأن.
يروج أن مرشحكم سيكون أحد إثنين حمادي الجبالي أو علي العريض فأيهما تساند؟
هذه مناطق في الحوار لا أندفع إليها (يضحك).
من ستساند؟
سأساند من تسانده حركة «النهضة» .
أنت اقرب إلى علي العريض منه إلى حمادي الجبالي؟
من قال لك هذا؟ انا نسكن في الوردية وسي علي يسكن في العقبة وسي حمادي يسكن في العوينة ، كلهم إخوتي وكلاهما أبلى البلاء الحسن والخير في ما يختاره الجماعة، وسأساند من ترشحه الحركة كما قلت لك ، وفي تقديري انت تبحث موضوعا سياسيا من الطراز الأول، عليك أن تنصت لرأي الآخرين لأن مساندة ترشح ما لرئاسة الدولة مسؤولية تاريخية وليس قرارا مزاجيا.
أثار تصريحك بأنكم ستتدخلون إن تحولت مراجعة التعيينات إلى ملاحقة أبناء «النهضة» جدلا واسعا فما الذي قصدته من كلامك؟
كلامي كان إجابة عن سؤال في سياق معين، كانت الإجابة الثانية او الثالثة على سؤال «وقتاش تقولوا STOP لهذه التغييرات» اجبت: فلتغير الحكومة ما ارادت في إطار الحرص على حياد الإدارة. ولأن الصحافي لا يبحث إلا عن التصريحات «المفلفلة» قلت ما قلت وتدخلنا سيكون بالوسائل القانونية و الإعلامية.
ماذا كان مصير جماعتك في وزارة الصحة؟
أنا عندي جماعة؟
قصدت جيش المستشارين الذين كانوا من حولك؟
طبيعي عندما يأتي أي وزير يعين مدير الديوان وعددا من المكلفين بمهمة ، وعددهم لم يكن بالعشرات في وزارة الصحة، هم أربعة أشخاص أحدهم لقطاع الأدوية ثانيهم مهتم بالجانب النقابي وثالثهم بالقضايا الاجتماعية يستقبل المواطنين وينظر في ملفاتهم ورابعهم يهتم بملفات الجامعة.
هل كلهم من حركة «النهضة»؟
لا، ليس شرطا.
هل غيرهم خلفك محمد صالح بن عمار؟
غير البعض وترك البعض الآخر.
صرح أحمد نجيب الشابي بأن «النهضة» ستفوز في «التشريعية» وبأن الديمقراطيين سيفوزون بمنصب الرئيس فما هو تعليقك؟
سي نجيب يبقى صديقنا، دائما كان هذا رأيي، «الجمهوري» وريث الحزب الديمقراطي التقدمي ليس وليد اليوم وله تاريخه ومواقفه المشهودة، وانا اعتبره حليفا حتى وإن كان منافسا، فهو حليفنا في القضايا الإستراتيجية للبلاد(قضية الهوية العربية الإسلامية ، الديمقراطية ، حقوق الإنسان ، الحوكمة الرشيدة) واعتقد ان تصريح السيد نجيب الشابي من باب التقدير السياسي ونحن نقدر أن الحركة ستكون في مواقع متقدمة في الإنتخابات القادمة وسنوظف ذلك لمصلحة البلاد بإذن الله.
هل يمكن ل «الجمهوري» ان يكون حليفا إنتخابيا؟
إلى حد الآن «الحزب الجمهوري» يتمنع، هو يريد ان يكون تحالفا آخر بعيدا عن حركة «النهضة»، أنا قلت إنه حليف إستراتيجي في القضايا التي ناضلنا من أجلها قبل الثورة... «الجمهوري» دائما يعسكر معنا في هذه القضايا التي ناضلنا من أجلها، هناك إختلافات تكتيكية اعتقد ان موعد حسمها ليس قبل الإنتخابات، القانون الإنتخابي لا يسمح بأي تحالف قبل الانتخابات.
التحالفات ستكون بعد الإنتخابات؟
لنقل الشراكة ستكون بعد الإنتخابات، نحن حريصون على هذه الشراكة.
هل ما زلتم تعتبرون «التكتل» و«المؤتمر» شريكين لكم؟
نعم وهو كذلك ، وليس صحيحا ما يقوله البعض من ان «الترويكا» تفككت فحتى لو كان مبرر الشراكة هو الحكم ف «الترويكا» مازالت في الحكم، «التكتل» في المجلس الوطني التأسيسي و«المؤتمر» في قصر قرطاج واعتقد ان هذه التجربة مرشحة للدعم لأن إجراء تغييرات عميقة في المنظومات الأساسية للبلاد(العلاقات الخارجية، منوال التنمية، التعليم...) يتطلب جهود الجميع ولذلك نحن حريصون على الشراكة مع كل القوى التي تريد الخير لتونس.
هل على المرزوقي أن يستقيل إن رغب في الترشح للرئاسة؟
لا أقدّر ذلك.
بمعنى؟
لا أرى إستقالته ضرورية، الضروري ان يفرق بين مهمته كرئيس وحملته الإنتخابية لأن التغيير في رئاسة الجمهورية قد يتسبب في زعزعة البلاد وربما تسبب في تأخير موعد الإنتخابات نفسها فترشح المرزوقي أو بن جعفر لا يقتضي الإستقالة بل التفريق بين المهمة الحالية والحملة الإنتخابية.
هل أنت واثق من أن الإنتخابات ستنتظم خلال 2014؟
يجب أن تنتظم هذه السنة ولو ذهبت إلى الحكومة الحالية لقالوا لك لابد أن تنتظم الإنتخابات خلال هذه السنة لأن التنمية تتطلب الإستقرار وقوة النظام السياسي انا شخصيا لو كنت اعلم اني سأبقى على رأس الوزارة عامين لكنت إتخذت قرارات أخرى ذات أولوية على ما تم إتخاذه ، لكني لم أكن أعلم أن عمر الحكومة المؤقتة سيطول من عام إلى عامين، تونس لا تحتمل مزيد التأجيل والإنتظار، السلطة السياسية ينبغي ان تكون مستقرة لتطلق عملية التنمية «مازلنا ندورو في نفس الإطار إلي خلاه بن علي رغم بعض التحسينات».
ما تعليقك على تصريحات عدنان منصر بشأن إنقلاب عسكري أمني سياسي أحبطته الرئاسة؟
الإنقلاب تفكير ورؤية للحكم قبل ان يكون إجراءات فنية والفكر الإنقلابي وجد في تونس ومازال يهدد تونس، الذين لم يراجعوا نظرية دكتاتورية البروليتاريا هم الذين دعوا لتشكيل «كومونات «(قاعدة أساسية للسلطة في النظام الشيوعي) لتسيطر على الولايات والمعتمديات ،إذا لم تحدث هذه المراجعات العميقة لهذه الرؤية للحكم فإن التفكير الإنقلابي يظل موجودا.
عمن تتحدث؟ عن «الجبهة الشعبية» وعن «حزب العمال» الذي يرأسه حمة الهمامي بوجه خاص؟
أنا أتحدث عن الناس الذين يؤمنون بالشيوعية...انا أؤمن بجدلية الأوضاع المادية للناس لكن نظرية الحكم يجب ان تراجع مراجعة عميقة لكي يحدث إنسجام بين الإنخراط في العملية الديمقراطية وبين المنطلقات الفكرية وإلا ما الذي يبرر الدعوة لتشكيل «كومونات» لإسقاط سلطة شرعية؟
التفكير الإنقلابي وجد لا شك في ذلك ولكن هل وجدت ترتيبات أمنية وعسكرية لتنفيذ الإنقلاب ؟ اقول إن بعض الأطراف السياسية سعت إلى ذلك ودفعت بإتجاهه وإتصلت بجهات معينة وحرضت في الإعلام ، لكن لا يمكنني أن أجزم ولا اقدّر أنه حدثت إستجابة، ولكن السيد عدنان منصر هو من يجيبكم عن هذا السؤال بحكم ان موقعه في الرئاسة يسمح له بذلك
اصدرت حركة «النهضة» بيانا حول إيقاف عماد دغيج (زعيم رجال الثورة بالكرم) ألا يثبت هذا البيان أن «النهضة» ليست بعيدة عن رابطات حماية الثورة التي نصت خارطة الطريق على حلها؟ أضف إلى ذلك وفد نواب المجلس التأسيسي برئاسة محرزية العبيدي(حركة «النهضة») الذي قابل وزير الداخلية من أجل السيد دغيج؟
لا بد من توضيح الوقائع المادية، هذا الوفد النيابي لا يمثل حركة «النهضة» ونحن سمعنا به والمكتب التنفيذي منعقد، علمنا بالمكالمة الهاتفية التي جمعت السيدة محرزية بوزير الداخلية لضبط الموعد.
ألم تستشر محرزية العبيدي قيادة الحركة؟
تصرفت بصفتها كنائبة ولها ذلك ، ولم يتم الضغط على السيد وزير الداخلية في موضوع عماد دغيج إنما تم إستفساره عن الوضع الأمني العام للبلاد وكان الوفد نوعا من المساندة لوزارة الداخلية ككل.
هذه رواية يفندها حتى بعض من شارك في الوفد الذي كان هدفه الأساسي التدخل لدى وزير الداخلية بشأن إيقاف عماد دغيج؟
لا هذا غير صحيح، هناك سؤال عن ظروف الإعتقال، قضية من جملة قضايا ، «النهضة» اصدرت بيانا مثل بقية الأحزاب التي اصدرت بيانات ونحن تناقشنا هل نصدر بيانا حول الحادثة أم لا... وفي النهاية قررنا أن نصدر بيانا رغم خشية البعض من تأويله ولكن علينا ان نرى الألوان في البيان ، بماذا طالبت حركة «النهضة»؟ هل طالبت بإطلاق سراح السيد دغيج مهما كانت الظروف؟ لا أبدا، قلنا إننا مع تطبيق القانون وضد العنف اللفظي والمادي ومع ضمان حقوق الإنسان، مهمتنا اليوم ان نؤكد ثقافة حقوق الإنسان، الجميع يخضع للمساءلة القانونية دون أن تنتهك حقوقه.
هل تعرف عماد دغيج معرفة شخصية؟
لا أبدا.
ألم تلتق به؟
صدقني لقد تمعنت في صورته بعد إيقافه، لم أكن أعرف شكله قبل ذلك.
وأبو عياض؟ هل لاقيته؟
أبدا ، أبدا.
لا يمكنك ان تنكر لقاءك بعبد الحكيم بلحاج(قيادي إخواني ليبي) ويتردد أنك نقلته على متن سيارتك للمصحة؟
لا لم أنقله على متن سيارتي لأي مكان.
زرته في المصحة؟
أبدا.
ولكنك إلتقيت به؟
نعم إلتقيت به في تونس وفي وزارة الصحة عندما جاءني ضمن وفد ليبي حول قضية علاج الجرحى الليبيين في المصحات الخاصة والمشكل العالق حول سداد الفواتير.
هل كان إستقبالك لهذا الوفد نشاطا رسميا علنيا؟
نعم النشاط أعلن عنه في حينه ، وزارة الصحة تدخلت لحماية مصحات القطاع الخاص وتحدثت مع وزيرة الصحة الليبية والسيد بلحاج جاء ضمن وفد رسمي.
هل انت مع حلّ رابطات حماية الثورة؟
أنا مع ان يتحولوا إلى كيان آخر سياسي او اجتماعي.
حتى إسم الرابطات مثير للجدل؟ يحمون الثورة ممن ومن هم ليحموها؟ ألا يعترفون بأجهزة الدولة الشرعية؟
بالضبط، لكن ثمة تاريخ لا بد من معرفته ، فكرة لجان حماية الثورة كانت بمشاركة كل العائلات السياسية. ثم إستولت عليها حركة «النهضة»(يتجاهل سؤالي ويمضي في إجابته).
قلنا ما هي المرجعية السياسية للحكومة؟ صحيح فؤاد المبزع كان رئيسا للجمهورية ولكنه لا يمثل مرجعية سياسية للحكومة فجاءت فكرة لجان حماية الثورة وإحداث الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة برئاسة الأستاذ عياض ابن عاشور ثم إنتظمت إنتخابات 23 أكتوبر 2011 وحدثت إنشقاقات وإختلافات حتى اصبح الوضع على ما هو عليه اليوم لينظر إلى هذه الرابطات على أنها تابعة لحركة «النهضة» ولكن لا علاقة لنا بهذه اللجان لا هيكليا ولا تنظيميا ولا سياسيا
هل أنتم مع حلها؟
نحن مع القانون ، ما معنى حلها؟ أن نتخذ قرارا سياسيا بحلها؟ لماذا لا نتخذ بعد ذلك قرارا سياسيا بحل هذا الحزب أو تلك المنظمة؟ هناك قانون هو المخول لمعالجة ملف رابطات حماية الثورة ومن يطالب بالحل يلتجئ إلى القانون، حكومة السيد علي العريض احالت عددا من ملفات رابطات حماية الثورة للقضاء وهذا الإجراء أشار إليه السيد مهدي جمعة في حواره التلفزيوني، الحكومة ليس لها أية صلاحية قانونية لحل أي كيان، العدالة هي التي تملك السلطة، هذا الموضوع إستعمل كثيرا في الدعاية السياسية لتشويه حركة «النهضة» وتجاهلوا الجانب القانوني ، عندما تجلس على كرسي السلطة تجد أن المعالجة القانونية هي الحل ، هذا الملف منته على إعتبار أن القضاء هو الذي يملك القرار، سياسيا هذا الملف ركب عليه والأفضل التحول إلى ملفات أخرى والحرص على سلامة المناخات الوطنية.
يردّد البعض بصوت خافت ان «النهضة» ليست بعيدة عن الأزمة التي تعصف بمرفق العدالة بين القضاة والمحامين؟ويقال إنه شوهد البعض من اعضاء مجلس شورى الحركة في الرواق المؤدي لمكتب قاضي التحقيق الذي تم الإعتداء عليه؟
إقترحت مرة على زميلة لكم بتغيير إسم الحركة إلى دادة عيشة(يقول المثل الشعبي راس الهم –حاشاكم- دادة عيشة) فحركة «النهضة» يريدها البعض شماعة يلقون عليها كل شيء ،حتى هذه الحادثة وجدوا الوقت ليقحموا الحركة فيها، هل ترانا على قدر من الغباء لنرسل أعضاء من مجلس الشورى ليعاينوا الإعتداء على قاضي التحقيق؟ هل تتصور ان سلوكا مثل هذا يصدر عن حركة مثل حركة «النهضة»؟ هل صرح المحامون أو القضاة بهذا الإتهام؟ كلها إدعاءات وتشويهات.
ما حدث بين القضاة والمحامين كيف تقرأه؟
ما حدث يدل على وجود أزمة، و قضية إصلاح القضاء مسالة ملحة لأن العصا الغليظة لبن علي كانت البوليس السياسي والقضاء فأنا وآلاف غيري من إسلاميين ويساريين ونقابيين ...لم يسجنوا إلا بالقضاء الموالي لبن علي والمنفّذ لسياسته، انا اقول إن الأمن السياسي عذّب ولفق التهم والقضاء هو الذي يبيض كل شيء، تقول للقضاء لقد عذبت فلا ينصت إليك وتمارس عليك الضغوط ...
هل التقيت بأحد القضاة الذين حاكموك سنوات الجمر؟
لا .
ألم تحرص على لقاء أحد منهم؟
لا أبدا.
لا تشعر برغبة في الإنتقام؟
أبدا ولكن ادعو لإصلاح القضاء الذي اصبح اليوم سلطة، الوجه الآخر للإستقلالية هو الإصلاح وملف إصلاح القضاء قضية وطنية ملحة ولا تقبل الإنتظار.
هل أنت من مشاهدي برنامج «عندي ما نقلك؟»
أبدا .
هل سمعت بقرار «الهايكا»؟
نعم.
ما تعليقك؟
«الهايكا» هيئة دستورية ومن واجبها ان تتدخل لتعديل الأمور وما وجدت «الهايكا» إلا لوجود دور تلعبه ، هل قرارها عادل أم لا؟ لا أدري ، المهم ان يعطى للجميع حقوقهم، السيد علاء الشابي عليه سمات الجدية والموضوعية ممكن أخطأ أو ظلم ، لا أعرف ، المهم أن الرأي العام يرى أن في الإعلام المرئي ما يصلح.
هل الحركة الدستورية حليفكم؟
(يضحك).
هل قابلت الدكتور حامد القروي؟
لا.
لا قبل الثورة ولا بعدها؟
لا قبلها ولا بعدها.
هل هو خصمكم؟
خصمنا هو النظام القديم.
هل يمثل حامد القروي النظام القديم؟
طبعا وكان من ابرز الأعمدة للنظام القديم، هو من بين خمسة مسؤولين إنبنى عليهم نظام بن علي سياسيا وقانونيا، رغم حرصه اليوم على الظهور بمظهر الناقد لحكم بن علي.
حامد القروي لم يكن بعيدا عن تأسيس فرع رابطة حقوق الإنسان في سوسة إثر أحداث الخبز بشهادة صديقكم الدكتور حمودة بن سلامة؟
هذا تاريخ، الإنسان في تاريخه يمكن ان يرتكب أشياء إيجابية وأخرى سلبية، وما هو طاغ في مسيرة حامد القروي أنه من الناحية السياسية مثقل.
ماذا سيكون موقفك لو طرح موضوع التحالف مع الحركة الدستورية؟
موضوع سابق لأوانه وإحتمال نظري، مؤتمرنا حريص على عدم رسكلة النظام القديم... ما حدث في البلاد زلزال كبير، المجتمع التونسي يتصارع مع الدولة طيلة أكثر من خمسين عاما... المجتمع كان يضخ الجهود لمقاومة الدولة المستبدة، لا احد يستطيع الدفاع عن النظام القديم وفي رصيده آلاف السجناء والشهداء وملفات الفساد، لا يمكن ان يقف المرء «ساق مع بن علي وساق مع الثورة»، الثورة إتجاه معاكس 180 درجة لنظام بن علي ، لا بد من تحديد الموقف «الوقوف ساق هنا وساق غادي» يؤدي بصاحبه للتمزق ، ملفات الفساد الكبرى مازالت علبة سوداء لأن المسؤولين السابقين رفضوا التعاون بشأن هذه الملفات، قضية الشهداء والتعذيب والنهب والموقف من عائلتي بن علي و الطرابلسية يجب ان يكون فيه كلام صريح ومطمئن للتونسيين. من حق التونسيين ان يخافوا اليوم من وصول هؤلاء إلى السلطة لأنهم قد يعيدون السيناريو القديم، المقدمة الضرورية مراجعة وإعتذار للشعب التونسي وهذه أخلاق الأبطال والاعتذار سيكون رسالة إيجابية للتونسيين وثقافتنا ثقافة مراجعة وتوبة هذا هو المطلوب، لا نريد سوى الحقيقة، لا نريد تعذيب أحد أو تشريد أحد لكن على الأقل لا بد من الإعتذار عما حدث طيلة 23 سنة من حكم الفساد والنهب...
ونحن نعذب في السجون وجدنا في أعوان السجون والبوليس السياسي من يحاول تخفيف الألم عنا «لم ينقطع الخير من هذه البلاد».
هل ينتهي دور راشد الغنوشي عند المؤتمر القادم للحركة؟
لا أدري، ولكن الشيخ راشد سيحدد موقعه بناء على رأيه ورأي المجموعة وعموما دور الشيخ دور وطني للمحافظة على سلامة المناخ السياسي.
من تراه بديلا للغنوشي على رأس الحركة؟
لماذا هذا السؤال ؟ الشيخ مازال يمارس عمله، هو سؤال أقرب إلى الغيب لا أظن الموضوع سيطرح قريبا لأن التوجه العام متجه نحو تأجيل المؤتمر سيكتشف المجتمع ان لدى الشيخ راشد قدرات فكرية هائلة لإستنبات مكتسبات العصر في البيئة الإسلامية والعربية ، علينا أن نراكم رموزنا الوطنية في مختلف المجالات ونعتبرهم ضمانة لسلامة مسيرة البلاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.