كان كلاسيكو أمس الأول فرصة جديدة أثبت فيها الترجي الرياضي طينته الخاصة جدا في كونه فريق الألقاب والمناسبات الكبرى والمهمات الصعبة والتحديات وذلك بفوزه خارج قواعده وعلى ميدان منافسه رقم واحد على البطولة في المباراة التي صنفها كل الرياضيين في تونس بأنها مقابلة الموسم وحسم اللقب... لقد انتظر منافسوه تعثره منذ جولتين في دربي العاصمة أملا في الإقتراب منه في الترتيب العام لكنه اجتاز هذه العقبة بسلام وكسب فوزا ثمينا ومستحقا حافظ بفضله على مركزه الطلائعي في صدارة الترتيب وعمق به الفارق على ملاحقيه، ثم جاءت مباراة صفاقس وبالتحديد في ملعب الطيب المهيري الذي فتح أبوابه مجددا لاحتضان لقاءات النادي الصفاقسي ومنّ منافسو الأحمر والأصفر أنفسهم بتوقف آلة الترجي الرياضي ومآل جديد لبطولة الموسم الجاري لكن كان فريق باب سويقة مرة أخرى في الموعد وفي مستوى طموحات وتطلعات أنصاره واجتاز عقبة صعبة بنجاح وحنكة مؤكدا أنه فريق المناسبات الكبرى والتتويجات لأنه وبكل بساطة طار أول أمس نحو بطولة جديدة هي السادسة والعشرون في تاريخه محليا لأن مواجهته المباشرة مع ملاحقه الأول يوم الأحد المنقضي كانت تشكل منعرج الموسم وأهم محطة في مشواره نحو القبض على النسر واستعادة لقب البطولة من النادي الصفاقسي... كما أكد أيضا أنه فريق المهمات الصعبة لأن التحوّل إلى ملعب الطيب المهيري لمواجهة أبناء حمادي الدو كان محفوفا بالمخاطر ولم يكن من السهل بتاتا اجتيازه بسلام خصوصا في ظل الفترة الزاهية التي يمر بها النادي الصفاقسي علاوة على عاملي الأرض والجمهور اللذين كانا يصبان في صالح الفريق المحلي وكانت العثرة في هذا اللقاء ممنوعة لأنها ستؤثر بشكل مباشر على حظوظ الفريق في التنافس على اللقب وستعيد توزيع الأوراق في قمة الترتيب وستضع في قادم الجولات ضغوطات كبيرة على اللاعبين والإطار الفني ولذلك كان لزاما على كرول وأبنائه تخطي هذه العقبة بنجاح... إضافة إلى كل هذا فقد تحدى الترجي الرياضي بامتياز كل العراقيل التي وجدها في طريقه قبل هذا الموعد الهام من تتالي الإلتزامات في وقت قصير ونقص التحضيرات لمباراة حاسمة وفي غاية من الأهمية وأيضا الغيابات البارزة والمهمة التي تشهدها تشكيلته المثالية ثم إصابة هدافه رقم واحد حاليا في اللحظات الأولى من اللقاء... كل هذه المعطيات لم تمنع الترجي الرياضي من الفوز وكسب ثلاث نقاط مصيرية في بطولة هذا الموسم فتحت أمامه الطريق نحو لقب جديد بفارق كبير يثبت جدارته بالتتويج. الواقعية شرط الإنتصارات في كبرى المواجهات كلاسيكو صفاقس كان دون أدنى شك المحطة الأهم في مسيرة الترجي الرياضي في بطولة هذا الموسم فقد كانت هذه المباراة وبكل بساطة مباراة التتويج وكان الفوز فيها يشكل منعرج البطولة ولذلك كان على الأحمر والأصفر وضع كل ممهدات النجاح إلى جانبه والتحلي بكل العناصر والشروط والعوامل التي تصنع الإنتصارات في مثل هذه المناسبات ومن بينها بل لنقل من أهمها الواقعية في الآداء، فمثل هذه المواجهات لا تعترف باللعب الجميل والسيطرة العقيمة وعدد الفرص والإستعراض ولا تحتفظ في النهاية سوى بالنتيجة وهذا ما يعلمه ويدركه الترجي الرياضي جيدا بفضل خبرته وتعوده على مثل هذه المناسبات وأحسن زملاء خليل شمام أمس الأول التعامل مع هذا اللقاء متميزين بواقعية كبيرة ومثلى مكنتهم من الخروج بالنقاط الثلاث بعد التوفيق في حسن استغلال الفرصة المواتية للتهديف التي أتيحت لهم على المستوى الهجومي ومن التصدي إلى كل محاولات منافسهم على المستوى الدفاعي والمحافظة على عذارة شباك حارسهم المتألق معز بن شريفية وهذا هو أهم شيء في مثل هذه المواجهات المباشرة التي تجمع المنافسين على البطولات والكؤوس وجها لوجه في مقابلات لا تعني فيها سوى النتائج... إذن يمكن التأكيد على أن فريق باب سويقة استغل واقعيته لإحداث الفارق والخروج غانما من « مباراة الموسم» . ل«الغرسلاوي» لقطة المباراة ...ول«بن شريفية» أروع التصديات الإنتصارات في كرة القدم لا تتحقق إلا بصفة جماعية وقد تحلى الترجي الرياضي من هذه الناحية بالواقعية اللازمة للخروج بسلام ونجاح من المباراة المنعرج في بطولة هذا الموسم غير أن هذا لا يعني أن الفرديات لا تلعب دورا في تأكيد التفوق الجماعي بل هي التي تصنعه وتمهد إلى صنع الفارق، وفي هذا الصدد نال خالد الغرسلاوي شرف صاحب اللقطة الناجعة التي مهدت إلى « هدف الموسم « بمراوغة فنية جميلة وتوغل ناجح ثم التوزيعة الدقيقة التي أحدثت الأسبقية ومهدت طريق الشباك أمام الغاني هاريسون آفول الذي أنهى هذه العملية على النحو اللازم والشكل المطلوب فكانت العملية رائعة في غلاوة الهدف الذي حسم أمر البطولة مبكرا رغم كل ما يقال عن حسابات اللقب وبقية الجولات ... إلى جانب خالد الغرسلاوي فقد كان الحارس بن شريفية على الصعيد الفردي متميزا ومتألقا وحاسما بتصدياته الرشيقة والرائعة التي منعت هجوم النادي الصفاقسي من التهديف والوصول إلى شباكه حيث وقف سدا منيعا أمام كل المحاولات وساهم بشكل كبير في فوز فريقه في هذا اللقاء وكان دون منازع رجل المباراة والعنوان الحاسم رقم واحد في هذا الكلاسيكو المصيري . «كرول» يكسب الرهان على المستوى الشخصي كسب المدرب الهولندي رود كرول الرهان بتحقيق الإنتصار في هذا اللقاء مؤكدا بالمناسبة كفاءته كفني كبير ومقتدر وواضعا بالتالي حدا للتشكيك الذي ناله مؤخرا والذي ذهب إلى حد التكهن برحيله قريبا عن حديقة الرياضة «ب» رغم النتائج الإيجابية التي هو بصدد حصدها مع الأحمر والأصفر على الصعيدين المحلي والقاري ، فالهولندي نجح في كأس رابطة الأبطال الإفريقية في بلوغ الهدف الأول المبرمج في هذه المسابقة وهو الوصول إلى دور المجموعات وهو هدف تحقق دون هزيمة وبالتالي عن استحقاق وجدارة ، أما محليا فإن كرول يواصل كسب الإنتصارات خصوصا في المقابلات المصيرية والحاسمة مثل دربي العاصمة ثم كلاسيكو صفاقس ويتجه بالتالي نحو المحافظة على لقبه الشخصي بوصفه البطل مع النادي الصفاقسي في الموسم المنقضي ثم إلى المساهمة في استعادة فريق باب سويقة بطولته .